عصابات ليبيا التكفيرية.. سلاح "القاعدة" لمواجهة الدولة المصرية
الإثنين 27/يناير/2014 - 02:51 م
طباعة
المعسكرات التكفيرية تنتشر على الحدود المصرية.. مصريون هاربون يقودون 3 معسكرات على الحدود الغربية.. "غرفة ثوار ليبيا" التي اختطفت موظفي السفارة صنيعة إخوانية.
أصبحت ليبيا التي تحكمها الميليشيات التكفيرية، عقب الثورة، الآن مثل "تورا بورا" وتم اختيارها لتكون مركزًا لتنظيم القاعدة، بعد أن أقامت المعسكرات هناك، واتفقت على إستراتيجية موحدة لمواجهة الدولة المصرية، وهذا ما تبين بعد القبض على شعبان هدية "أبو عبيدة" زعيم ما يسمى بـ"غرفة ثوار ليبيا" المسئولة عن خطف موظفي السفارة المصرية، وتهديدها بإنتاج الحالة السورية في مصر..
تعتبر مواجهة الدولة المصرية هي الهدف الوحيد الذي يجمع بين التناقضات الحادة بين الجماعات الحاملة والمستخدمة للسلاح في ليبيا، والتي يوجد بها مصريون تكفيريون متحالفون مع جماعة الإخوان على الأقل في هذه الآونة، وهذا هو الخطر المقبل الذي يجب أن ينتبه إليه الجميع، بأن المعركة الدائرة في شمال شرق مصر في شبه جزيرة سيناء، ستنتقل في القريب إلى حدودنا الغربية مع 3 معسكرات لتكفيريين يقودهم مصريون هاربون، مثل ثروت صلاح شحاتة، أحد قادة تنظيم الجهاد..
تنبع خطورة الأوضاع التي سنواجهها من ليبيا في أن حركة أنصار الشريعة الليبية كانت الحركة الأم التي تمخضت عنها ولادة أنصار الشريعة في تونس ثم في شمال سيناء، وهي من أخطر الحركات المسلحة، إضافة إلى تجهيزها وتزويدها الحركات المسلحة المصرية بكل أنواع السلاح المتراكم لديها وخاصة في بنغازي ومصراتة، حيث الرقعة الجغرافية ولانتشار السلاح الليبي وصلت من مطروح وحتى شمال سيناء، عن طريق هذه الجماعة الإقليمية، التي يقودها في مصر، القيادي أحمد عشوش..
معسكرات التكفيريين الليبيين
يـمتلك التكفيريون الليبيون، عدة معسكرات يقودها مصريون، يقفون على الحدود الليبية المصرية في انتظار إشارة البدء لمعركة جديدة، يعتبرونها هذه المرة مقدسة؛ لأنها مع انقلابيين علمانيين، والخطورة الحقيقية أن القطر الليبي حاليا يتواجد به 700 ألف مسلح يحملون 40 مليون قطعة سلاح، في ظل غياب الدولة والحكومة المركزية..
وتضم خريطة معسكرات التكفيريين على الحدود، الذين ينتشرون على حدودنا في عدة معسكرات أهمها، معسكر الزنتان، الذي يخضع لإدارة تنظيـم أنـصار الشريعة في ليبيا ومنهم القيادي يوسف جـهاني، وقد خرجت منه مجموعة قامت بعملية منشأة عين أمناس النفطية جنوب الجزائر الواقعة قرب الحدود مع ليبيا.
يأتي بعد ذلك معسكر أبو سليم ويشرف عليه أبو دجانة الـموجود حاليا في شـمال غرب سوريا وهو مـختص في تحضير الانتحاريين..
كما تضم القائمة ثكنة الجبل الأخضر داخل مركز القيادة العسكرية للجـماعة اللـيـبـيـة الـمقاتلة، بجوار مدينة درنة وهو الـمعسكر الأكثر تطورًا وتجهيزًا، ويعمل بنظام الدورات وفق أسس أكاديمية، ويختص بصنع وتفكيك الـمتفجرات وتركيب الـمواد الــسامة إضافةً إلـى التدريب على مختلف أنواع الأسلحة.
يأتي بعد ذلك معسكر الإخوان "الـمسلمين" ويقع مقره في منطقة بوفاخر ببنغازي، ومنه خرجت طلائع غرفة عمليات ثوار ليبيا التي اختطفت رئيس الوزراء علي زيدان؛ بسبب رفضه إدانة الإطاحة بمرسي العياط وزيارته لــمصر.
وتمتد خريطة المعسكرات التكفيرية لتشمل مخيما للسلفية الجهادية، ومقره في منطقة الليثي ببنغازي، ويشرف عليه عبد الباسط عزوز مستشار الظواهري، إضافة إلى معسكر مدينة سرت وتحديدا في منطقة الظهير التي تبعد عن وسط المدينة مسافة 15 كيلو مترا، وهو أحدث هذه المعسكرات، ويتمتع بأهمية كبيرة؛ بسبب نوعية التسليح فيه وخبرات الـمدربين من مختلف الجنسيات، ويشهد حركة مهمة وكثيفة، ويعتبر هذا المعسكر الرابط الرئيسي بين مختلف معسكرات الجهاديين في ليبيا.
كما أن هناك معسكرات أخرى على الحدود التونسية، مثل: معسكر في قاعدة ألوطية الـجوية في الغرب اللـيـبـي قرب مدن الجميل والعجيلات الـمحاذية للحدود التونسية، وفيـها يدرب أبو عياض التونسي الأفراد التابعين له، إضافة إلى معسكر أبو الـمهاجر الليبي الذي له علاقة مباشرة بـما يحدث في مصر؛ لأن موقعه بعيد نسبيا عن أعين الأجهزة الاسـتخـباراتية..
إضافة إلى معسكر الفزان توهو يضم آلاف "التكفيريين" من دول الـمغرب العربي وأقطار الصحراء وحتى من السنغال ونيجيريا، وقد أسهـم في توجيه مقاتلين إلـى جـبـهة النصرة في سوريا مثل أبو إسحاق السرتاوي وأبو الأسود الدرناوي، فضلًا عن إعداد مقاتلي جبهة الدعوة والتوحيد وتنظيم القاعدة في بلاد الـمغرب الإسلامـي وجـماعة "الـموقعون بالدم"؛ حيث يستعين بالـمطار الدولي الـذي تديره شركات تركية ولبنانية، بعد الاتفاق مع التنظيم الدولي للإخوان الذي وضع مصر على رأس القائمة وبعدها سوريا ثم تونس.
تعد لمعركة فاصلة مع الدولة المصرية..
لقاء الإخوان والتكفيريين
اعترافات عادل حبارة
لقد جاء في اعترافات عادل حبارة زعيم تنظيم القاعدة في شمال سيناء أنه كان على علاقةٍ مباشرة بـــمرسي العياط الذي التقاه مرتين، ثم أصبحت الاتصالات تــتــم عبر محمد البلتاجي مسئول التنسيق معهم داخل مكتب الإرشاد ليتلقى منه دفعات مالية عديدة وتكليفا بعمليات محددة، ونفس الاعتراف أدلى به محمد الظواهري شقيق أيمن الذي أفاد بتلقيه مبلغ 16 مليون دولار من خيرت الشاطر لتدريب مقاتلين في ليبيا أو توطين آخرين من جنسيات مختلفة في سيناء..
سرد عادل حبارة تفاصيل مثيرة عن علاقته بــأيمن الظواهري، وعن حيثيات تدريبه في أفغانستان وتسلله لــمصر في منتصف فـبراير 2011 بتسهيلات من حركة حماس بغرض إقامة إمارةٍ "إسلامية" في سيناء، وذلك ما ورد في تقرير جهاز الأمن الوطني الـمقدم للنيابة بتاريخ 9 أكتوبر 2013، وهو يتضمن تسجيلات صوت وصورة، ووثائق هائلة منها مكالـمات هاتفية وبريد إلكتروني واعترافاتٍ لـــ112 مــتهمًا تؤكد قطعيا وبــما لا يدع مجالاً للشك أن جماعة الإخوان استقدمت مقاتلين، وأرسلتهم إلى ليبيا للتدريب، ثم العودة لمصر.
كانت خطة الإخوان تقضي باسـتجلاب النموذج السوري للداخل الـمصري، وبناءً عليه، سافر إبراهيم منير الأمين العام لأنقرة بتاريخ 30 سبتـمبر ليلتقي أردوغان ويطلب توفـيـر موارد مالية للجـماعة، خاصة مع صعوبة تجديد الـموارد، وتجميد أرصدة القيادات في مصر، وتمت الـموافقة بدعمٍ فوري بــ20 مليون دولار مصاريف تنقل، كما حصل على وعودٍ بمبالغ تحول للحسابات السرية وفعلاً تم تحويلها، من تركيا إلى الأردن، وكان الهدف تأسيس كتائب جهادية في مصر، وهذا ما بدأ بالفعل بإنشاء 3 معسكرات على حدودنا مع ليبيا يقود أحدها "ثروت صلاح شحاتة".
ثروت صلاح.. قائد المعركة المقبلة
ثروت صلاح
ثروت صلاح شحاتة البالغ من العمر 51 عامًا هو أحد أهم كوادر تنظيم الجهاد المصري، وكان عضواً في مجلس شوراه، قبل أن يتحالف تنظيم الجهاد الأخير مع تنظيم القاعدة عام 1998 ويشكلان معا الجبهة العالمية لقتال اليهود والأمريكان..
وقضى ثروت 3 سنوات في السجن في "قضية الجهاد الكبرى"، وصدر عليه حكمان غيابيان بالإعدام من محاكم عسكرية: الحكم الأول في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقي عام 1994، والثاني في قضية 'العائدون من ألبانيا' عام 1999، ووصل شحاتة إلى ليبيا في أكتوبر 2012 بعد انتهاء العقوبة التي صدرت بحقه في تركيا؛ بتهمة دخول الأراضي التركية بدون الحصول على تأشيرة، قادمًا من إيران التي أمضى فيها عدة سنوات بعد سقوط حكم حركة "طالبان"، في أفغانستان، وكانت السلطات المصرية قد سمحت لأسرته بدخول مصر في أغسطس 2011، عندما عادت السيدة نجوى موسى عبد المقصود سلطان وأبناؤها عن طريق تركيا قادمين من إيران..
يمتلك التنظيم في ليبيا معسكرات تدريبية وميليشيات مسلحة بأسلحة حديثة تم الحصول عليها من مخازن سلاح القذافي بعد سقوطه، يقودها ثروت صلاح، الذي التقى عصام الحداد ومحمود عزت أيام حكم مرسي للاتفاق حول العودة لمصر لإنشاء الجيش الحر، وهو ما كشفه بعد ذلك أبو أنس الليبي بعد القبض عليه في اعترافاته..
تُحْكَم ليبيا الآن بفصائل وجماعات أهمها جماعة التوحيد والجهاد، وهي تأسست في مطلع الألفية، وأغلب عناصرها من صغار السن وتتركز في مدن الشرق وتحديدًا درنة وما حولها، وكانت لها اتصالات ببعض الجماعات المتشددة في خارج البلاد، منها الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر..
كما توجد جماعة أنصار الشريعة: ويعتقد أن العديد ممن انضموا تحت لواء جماعة التوحيد والجهاد انضموا إلى جماعة أنصار الشريعة التي أشرف على تأسيسها شباب عاد بعضهم من أفغانستان والعراق، وبعضهم خرج من سجون نظام القذافي..
ويفتح ما سبق الباب الآن الحديث عن المعركة المقبلة بين جيشنا وميليشيات التكفير على الحدود الغربية، بعد أن أصبحت ليبيا تحكمها الميليشيات التكفيرية، التي تستعد لمعركة فاصلة مع الدولة المصرية.