الكنيسة والسلطة الحالية.. تفاهم ودعم واحترام مشترك

الأربعاء 05/فبراير/2014 - 08:06 م
طباعة الكنيسة والسلطة الحالية..
 
صدرت – مؤخراً – عن الكنيسة المصرية وقياداتها أكثر من إشادة بمواقف الدولة تجاهها .. وخاصة الرئيس المؤقت عدلي منصور والمشير السيسي..
موقف السلطة الحاكمة من الأقباط بعد 30 يونيو وتغيره عن نهج الرئيس المعزول محمد مرسي كان محل تقدير من روسيا وبريطانيا، بعد أن تحول الموقف من الحض على الكراهية ضد الأقباط والتنكيل بهم على منصات جماعة الاخوان المسلمين، وخطابات محمد مرسي التي تتحدث عن فتور بين الدولة والكنيسة، إلى اشادة من الكنيسة للرئيس المؤقت عدلي منصور والمشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع نتيجة احترام حقوق الاقباط وزيارة الرئيس منصور للكاتدرائية لتهنئة البابا تواضروس الثاني والكنيسة والأقباط بعيد الميلاد في يناير الماضي.

من جانبه أعرب رئيس قسم العلاقات الخارجية ببطريركية موسكو المتروبوليت إيلاريون عن تقدير الكنيسة الروسية لموقف القيادة المصرية الطيب تجاه المسيحيين في مصر، موضحا بقوله" نرصد تطورا إيجابيا في مصر ونرى سعيا للقيادة المصرية الجديدة إلى تثبيت المكانة المناسبة لمسيحيي البلد".
كما تم التركيز على تصريحات البابا تواضروس واعرابه عن تقديره للتضحيات والبطولات التي يقدمها رجال القوات المسلحة من أجل محاربة الإرهاب وصون مقدسات الوطن، مشيرا إلى دورهم الوطني في تأمين عملية الاستفتاء على الدستور والمضي قدما في استكمال خطوات خارطة المستقبل من أجل بناء دولة ديمقراطية حديثة.
وفى هذا السياق تمت الاشارة إلى تصريحات المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة التي أشاد فيها بالدور الوطني والتاريخي للكنيسة المصرية التي تقف دائما صفا واحدا ضد أي محاولات لزرع بذور الفتنة وحرصها الدائم على تماسك وصلابة النسيج الوطني المصري.
وفى لقاء جمع البابا تواضروس مع وفد برلماني بريطاني من أعضاء مجلسي اللوردات والعموم، أعرب قداسته عن تقديره للحكومة الحالية، والتأكيد على أن  ما حدث في 30 يونيو ليس انقلابا عسكريا، ولكنه ثورة شعبية بمشاركة الكنيسة والأزهر وتدخل الجيش لتحقيق مطالب الشعب، كما أن الكنيسة دفعت ثمن ذلك حرق 100 كنيسة من مجموعة إرهابية لم تعتد على الكنيسة فقط بل على الكثير من مؤسسات الشعب.
ولم يقتصر البابا على اشادته بموقف السلطة الحاكمة وتعاملها مع الأقباط، وإنما   طلب من الوفد أن يعضدوا الحكومة المصرية في الفترة المقبلة، وبالأخص من الناحيتين الاقتصادية والتعليمية، لأنهما تمثلان الكيان المصري.
من ناحية آخري حظيت زيارة الرئيس عدلي منصور للكاتدرائية للتهنئة بعيد الميلاد باهتمام واسع في الأوساط السياسية والاعلامية، خاصة وأن منصور هو أول رئيس بعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يقوم بزيارة الكاتدرائية، وامتدحت وسائل الاعلام هذه الزيارة وأكدت على انها مبادرة من منصور لتثبت انه رئيس معين ولكنه يؤكد على انه رئيسا لكل المصريين ولا يفرق بين مواطن وآخر بسبب الدين او المعتقد .
وردا على زيارة منصور قام البابا تواضروس بزيارة إلى قصر الاتحادية عقب الاستفتاء على الدستور، وشكر منصور على تهنئته وحضوره للكاتدرائية، وكذلك تهنئته على تمرير الاستفتاء بنسبة كبيرة، وهى كلها خطوات تعزز من التحول الديمقراطي المنشود.
الاشادة بمواقف منصور والكنيسة لم تقتصر على وسائل الاعلام المحلية، بل اعتبرت شبكة "أيه بي سي" الإخبارية الأمريكية أن زيارة الرئيس المؤقت عدلي منصور للبابا تواضروس  بابا الكنيسة المصرية  بأنها زيارة نادرة، وركزت على تصريحات منصور التي أكد فيها على "وحدة أبناء الوطن من مسلمين ومسيحيين ستظل صامدة باقية تعبر عن نبض قلب واحد، ولا تقبل التبديل، مشددا على أننا بحاجة إلى التكاتف والتلاحم، وأننا سنظل دوما أمة واحدة، لا يقوى أحد أن يفرق جمعها المصري".

ولا تزال زيارات الوفود الأجنبية للكاتدرائية مستمرة للتعرف على آخر المستجدات في المجتمع المصري، وردود أفعال الكنيسة على ما يتعرض له الأقباط حاليا، في ظل دعم الكنيسة للسلطة الحالية وخارطة الطريق ومباركة ثورة المصريين في 30 يونيو، من أجل مستقبل أفضل لكل المصريين. 
 

شارك