"تمرد" داخل "الجماعة الاسلامية" لوقف دعمها للإخوان.. وأعضاء يتمسكون بتحالف دعم الشرعية

الثلاثاء 18/فبراير/2014 - 09:42 م
طباعة تمرد داخل الجماعة
 
تواجه الجماعة الاسلامية مأزقا كبيرا بداخلها نتيجة سعى البعض إلى الابتعاد عن تحالف دعم الشرعية الموالي للرئيس المعزول محمد مرسي ، والاندماج فى المجتمع والبناء فى مرحلة ما بعد 30 يونيو، وسط توجهات بضرورة الاستمرار فى التحالف ورفض شرعية 30 يونيو، والنضال ضد السلطة الحاكمة، وسط محاولات لرأب الصدع داخل الجماعة ومنح أعضاءها حرية الاختيار ما بين تأييد شرعية 30 يونيو ، أو رفضها، وبين هذا وذاك هناك محاولات لسحب الثقة من مجلس شورى الجماعة بسبب استمرار تأييد الاخوان وهو ما يؤدى إلى الصدام مع المجتمع فى ظل رفض أغلبيته سياسات ونهج جماعة الاخوان.
يأتى هذا الصدام وسط قيام الأجهزة الأمنية برصد أعضاء الجماعة المؤيدين للعنف، وملاحقاتهم داخل وخارج مصر، فى ظل استمرار تحريض عاصم عبد الماجد القيادى بالجماعة على المجتمع والمؤيدين لثورة 30 يونيو من خارج مصر، ووجود عناصر محسوبة على الجماعة وحزب البناء والتنمية التابع لها يقومون بنشر العنف وتأييد الجرائم الارهابية التى ترتكب ضد أفراد الجيش والشرطة والسياح الأجانب. 
من جانبه أكد الشيخ ربيع على شلبي، منسق حركة تمرد الجماعة الإسلامية بشمال الصعيد أن هناك اتصالات ومشاورات مكثفة تجريها الحركة، لسحب الثقة من مجلس شورى الجماعة الإسلامية، بقيادة الدكتور عصام دربالة، لاستمرار تأييد المجلس لجماعة الإخوان ، وانه تم منح مجلس دربالة الفرصة للعودة بالجماعة لمبادرة وقف العنف والابتعاد عن المواجهة مع الدولة، والنأي بالجماعة عن الإرهاب، غير أن مجلس دربالة ضرب بهذا الأمر عرض الحائط وواصل دعمه للإخوان.
شدد الشيخ شلبي على أن هناك جهود تبذلها الجبهة لإقناع القيادات التاريخية للجماعة وفي مقدمتهم الشيوخ كرم زهدي وناجح إبراهيم وعبود الزمر وعلي الشريف الكبير والمهندس حمدي عبدالرحمن للانضمام للجبهة ودعم محاولات إعادة الجماعة لمسارها الصحيح، مؤكدا أن الحركة لن تتوقف جهودها عن سحب الثقة من مجلس الشورى الحالي ، وستواصل خطواتها من أجل إجراء تغيير جذري داخل حزب البناء والتنمية الذي أضر بشدة بسمعة الجماعة الإسلامية وحاد بها عن السلمية ومبادرة وقف والعنف.
وطالب شلبي الدكتور عصام دربالة بضرورة القيام بخطوات عملية أولها قبول استقالة عاصم عبدالماجد من عضوية مجلس الشورى والانسحاب من تحالف الإخوان متعهدًا بوقف جميع إجراءات سحب الثقة في حال اتخاذه لهذه القرارات، وقلل ما شأن ما يتردد عن سعي دربالة للانسحاب من التحالف دون اتخاذ خطوات واضحة توضح ذلك ، فمادامت عضوية الجماعة مستمرة في التحالف فالإجراءات لسحب الثقة مستمرة.
بينما قال محمد حسان المتحدث باسم الجماعة الإسلامية  انه تم عقد أربع جمعيات عموميات منذ 30 يونيو،للجماعة الاسلامية من أجل مشاركة أبناء الجماعة فى اتخاذ القرارات الحاسمة والتى تؤثر فى المجتمع ، وعلى أساس النقاشات وما يتم التوصل إليه  تحدد القرارات التى تتناسب مع مصلحة الجماعة والوطن، مشيرا إلى أن أغلب أبناء الجماعة الإسلامية صوتوا فى أكثر من جمعية عمومية بالموافقة على الاستمرار فى التحالف الوطنى لدعم الشرعية وعدم الانسلاخ عنها.
على الجانب الآخر أطلق مجلس شوري الجماعة الإسلامية، بقيادة الدكتور عصام دربالة، صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك، لأعضاء الجمعية العمومية للجماعة تعبر عن آرائهم وتقدم النصيحة لمجلس الشورى في التطورات الراهنة التي تشهدها البلاد، وهى الخطوة التى اعتبرها متابعون للجماعة وقياداتها نافذة يحاول من خلالها دربالة إنقاذ سفينة مجلس الشورى الحالي من الغرق، في ظل اتساع دائرة التمرد عليه، وقيام الشيخ فؤاد الدواليبي بتوحيد 4 جبهات داخل الجماعة، فيما عرف بحركة إصلاح الجماعة الإسلامية، وسعيه لسحب الثقة من دربالة .
يسعي دربالة من خلال هذه النافذة التأكيد على أن استمرار الجماعة الإسلامية فيما يسمى التحالف، الوطني لدعم الشرعية أو الخروج منه هو موقف الجمعية العمومية حتى لا يدفع ومجلسه فاتورة قرار محتمل بالانسحاب من التحالف.
ولا يزال الموقف النهائي من الاستمرار فى تحالف دعم الشرعية او الابتعاد عنه مثار جدل داخل الجماعة الاسلامية، خاصة وأن الانتخابات الرئاسية خلال أسابيع قليلة، وسيكون هناك حاجة للتعبير عن موقف الجماعة الرسمي من المرشحين ومساندة أحدهم أو المقاطعة حتى تتضح الرؤية بشأن مستقبل العلاقة بين الجماعة الاسلامية والرئيس القادم.

شارك