شن التحالف العربي الدولي أمس الجمعة 2 يناير 2015 غاراته على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا "داعش"، والذي أسفرت عن مقتل مفتي داعش عثمان آل نازح.

من جانبه أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مقتله، إثر غارة جوية في مدينة عين العرب، وتقلد آل نازح مناصب قيادية عدة منذ انضمامه إلى صفوف التنظيم قبل عامين كان آخرها مفتي التنظيم. 

وأعلن مصدر أمني رفيع المستوي، أن طائرات التحالف الدولي، قصفت اجتماعا يضم 15 قائدًا لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" جنوب الموصل، بحسب قناة العربية الفضائية.

آل نازح عسيري من منطقة عسير جنوب السعودية، يعرف بأبي البراء، ويحمل مفتي التنظيم درجة الماجستير في أصول الفقه من جامعة الملك خالد في أبها، كما عمل محاضراً في إحدى الجامعات السعودية، وتم توقيفه في السجون السعودية في قضية أمنية مدة عام كامل.

انضم آل نازح إلى تنظيم القاعدة، ووجهت إليه تهمه انضمامه إلى تنظيم إرهابي، وتم اعتقاله على الفور، ولم يمكث طويلا في المعتقل حتى تم الإفراج عنه، وقام بالهجرة إلى الشام للجهاد والتحق بصفوف الدولة الإسلامية حيث أصبح من شرعييها البارزين.

ذاع صيت آل نازح عندما ظهر في إحدى إصدارات الدولة الإسلامية المرئية "جنسية آل سعود تحت قدمي" حيث قام العديد من المهاجرين من السعودية بتمزيق جوازات سفرهم السعودية.

بثت له خطبة بعد انطلاق الحملة الصليبية العربية ضد الدولة الإسلامية.

آل نازح يمثل نموذجاً لقيادات الدولة الإسلامية حيث تبدأ مسيرتهم بالنفير ثم تحريض الناس والمشاركة في الجهاد ونشر أفكارهم التحريضية والعمل به.

وقد كان نفير آل نازح سبباً في نفير كثيراً من الشباب من بلاد الحرمين منهم طلبة علم .

ويروي مقربون منه أن جماعة "السرورية" تكالبوا عليه يناصحونه بالرجوع عن مبايعة الخليفة "أبو بكر البغدادي"، فرد بقوله: "لو بقيت أنا والبغدادي ما تخليت عن دولة الإسلام".

تولى مناصب قتالية في تنظيم أحرار الشام قبل انضمامه إلى تنظيم داعش، كما تولى رئاسة ديوان التعليم قبل إعلان التنظيم ما زعموا بأنها الخلافة الإسلامية، كما كان من المقربين إلى البغدادي، ونشرت له فتاوى تكفيرية عدة بعد توكيله بمهمة الإفتاء للتنظيم، وظهر في مقاطع مرئية وإصدارات للتنظيم، كما بُثت له خطب عدة، إذ يعد خطيب جمعة في أحد أكبر جوامع المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا.

كانت من ضمن فتاويه تكفير سائر المجاهدين، واستحل دماءهم وأموالهم، وكفر كثيرًا من أهل السنة.

تداول مغردون من تنظيم جبهة النصرة خبر مقتل مفتي تنظيم داعش بفرحة، بالرغم قتال آل نازح إلى جانب صفوفهم في معارك عدة ضد النظام السوري، وظهرت فرحتهم من خلال ما أسموه هلاك الخارجي عثمان آل نازح.

أشارت مصادر مطلعة إلى أن تنظيم "داعش" استغل آل نازح في مخادعة السعوديين للتأثير فيهم، وضمان استمرارهم في الكتائب للقتال داخل سوريا، بحسب ما تحدده الأجندة التي تعمل عليها قيادة التنظيم الإرهابي.

 وقالت: كلف آل نازح بالتنقل بين الكتائب المتشددة، وخداعهم، مع التشديد على ضرورة عدم انشقاقهم عن التنظيم، والحض على تنفيذ عمليات انتحارية هناك.

وأضافت: شخصية آل نازح ضعيفة ولا تصلح للقيادة، وإنما للتأثير في السعوديين، وهو يُستغل من القيادات لتمرير رسائلهم إلى المغرر بهم في السعودية، وكان آخرها مطالبته من يملكون الإفتاء بالانضمام إلى جيش "داعش"، وسبّب ذلك- بحسب اعتقاده- انتشار المخالفات الشرعية بين الكتائب هناك.

كانت أسرة آل نازح بحسب مصدر مقرب جمعت له قبل فترة أكثر من 800 ألف ريال لعتق رقبته إثر وفاة سبعة آسيويين في حادثة مرورية تسبب فيها، وبحسب المصادر فإن عائلة آل نازح جهدت في جمع مبلغ من المال لإنقاذه مما جناه، نتيجة طيشه وتهوره في قيادة سيارته؛ إذ تسبب في حادثة مرورية نتج عنها مقتل سبعة عمال آسيويين.

استقبل عدد من المغردين على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، نبأ مقتل عثمان آل نازح، مفتي داعش، بعد قصف جوي مكثف من طائرات التحالف الدولي على مواقع التنظيم الإرهابي بسوريا والعراق، كما ذكرت مواقع إخبارية سورية أن قوة المهام المشتركة في قوات التحالف الدولي أعلنت الجمعة 2 يناير 2015 أن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا 29 غارة جوية على مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميًّا بـ"داعش" في سوريا والعراق.

في نفس السياق، وفي إطار العمليات الإرهابية التي تشنها عناصر "داعش"، قصفت طائرات التحالف الدولي أمس الجمعة أيضا، وبشكل متواصل مقرات وتجمعات لداعش في منطقتي تل الورد وسيطرة مكتب خالد القديمة؛ لينتقل القصف فيما بعد إلى منطقة حي الرياض وقرية الشيخ عصام؛ جنوب محافظة كركوك.

وأفاد "وستا رسول" مسئول محور الجنوب لقوات البیشمركة، أنه وفقاً للمعلومات الواردة إليهم من تلك المناطق فإن سيارات کثیرة لداعش قد أحرقت وهناك العديد من القتلى والجرحى.

كما كشف أن من بین القتلی إرهابيا کبیراً يكنى بـ(أبو جند اللە) وهو تونسي الجنسیة، تسلم بعد مجيء داعش إلی العراق مسئوليات رفيعة في مناطق کرکوك.

فيما قتل أهم مسئولي التنظيم المتطرف مهند صالح السويداوي ومساعدوه خلال مواجهات مع الجيش العراقي في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار.

 وقالت مصادر أمنية: إن التنظيم المتطرف اقتاد خمسة من عناصره إلى مكان مجهول بعد اتهامهم بالخيانة والتعاون مع القوات الأمنية العراقية.

في هذه الأثناء أفاد مصدر أمني عراقي بتعرض مدينة الحبانية في محافظة الأنبار إلى هجوم من المتطرفين من محورين فيما تقوم القوات الأمنية بصد الهجمات.

من جهة أخرى، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن هناك ما يزيد على 300 فرد من القوات الأمريكية موجودون في قاعدة قريبة للغاية من المعركة بين القوات العراقية ومقاتلي العشائر المدعومين من ناحية ومتطرفي تنظيم داعش من ناحية أخرى.

وقالت الصحيفة: إن المتطرفين قصفوا القاعدة بالمدفعية والصواريخ في الأسابيع الأخيرة. 

وأوضحت أنه لم تكن هناك خسائر للقوات الأمريكية في الهجمات، لكن العنف أكد على المخاطر التي يواجهها الأمريكيون في الوقت الذي ينتشرون فيه بجميع أنحاء العراق كجزء من توسيع المهمة الأمريكية ضد داعش.

يذكر أن تجمعات الدواعش تتركز في منطقتي الرياض والحويجة اللتين يسطر عليهما التنظيم سيطرة تكاد تكون كاملة؛ بعد أحداث التاسع من يونيو عام 2014.