مني مكرم عبيد: الببلاوي عمل في ظروف صعبة ..وأنا مع القائمة القومية وأرفض الكوتة
الخميس 27/فبراير/2014 - 10:30 م
طباعة
أكدت الدكتورة منى مكرم عبيد البرلمانية السابقة وأستاذة العلوم السياسية أن حكومة الببلاوي عملت في ظروف صعبة ولكنها لم تحقق طموحات المواطنين ومن ثم غاب الدعم الشعبي عنها، متوقعة أن ينجح المهندس ابراهيم محلب في مهمته نظرا لقربه من المواطنين وتمتعه بمهارات الإدارة التي يمكن أن تحل مشاكل المواطنين
وأكدت البرلمانية السابقة وعضوة المجلس القومي لحقوق الانسان السابقة انها ضد الكوتة في الانتخابات، ولكنها مع تمثيل عادل لكل فئات المجتمع، مؤكدة على ان البرلمان القادم عليه دور مهم في تحويل نصوص الدستور إلى قوانين جيدة تحقق مطالب الجماهير
ما تعليقك للوضع الراهن ؟
واضح للعيان اننا نعاني من أزمات عديدة وخاصة الأمن والاقتصاد والهجمات الارهابية الشديدة على الجيش والشرطة والكنائس، وترويع المواطنين، وانتشار المظاهرات الفئوية وتصاعد الاحتجاجات ضد الحكومة، ورحيل الدكتور حازم الببلاوي كان متوقعا في ظل عدم قدرة الحكومة على توفير متطلبات المواطنين بالرغم من تحمله المسئولية في وقت حرج، ولغياب الدعم الشعبي فشلتا لحكومة في تحقيق آماله ، ولكن بلا شك الاعلان عن إعادة احياء مجلس الأمن القومي خطوة جيدة لمواجهة المخاطر التي يتعرض لها المجتمع.
•وما دلالة هذا المجلس؟
مصر تتعرض لمخاطر عديدة ووجود مجلس للأمن القومي يعمل على تحليل المعلومات ورصد المخاطر التي تتعرض لها البلاد، وعرض كل هذه المخاطر على الرئيس وسيناريوهات التعامل معها تسهل للرئيس المؤقت او المقبل اتخاذ ما يري من اجراءات وفقا للمعلومات الأكيدة المتوفرة لديه، وهذا المجلس كان موجودا في عصر الرئيس الراحل انور السادات، ولكن بعد تفكيكه واستقالة اللواء حافظ حجازى عانى المجتمع كثيرا، وطغى التعامل الأمني في نهج الرئيس الأسبق حسني مبارك وكذلك محمد مرسي
•ماذا تتوقعين من حكومة ابراهيم محلب الجديدة؟
شخصية رئيس الوزراء الجديد لديه ميزة على الاقناع وقدرة على العمل تحت ضغط، وعمله وزيرا للإسكان منحه فرصة التواصل مع الجماهير وبناء جذور الثقة معه، ولكن في الوقت نفسه لابد ان يكون هناك شفافية بين الحكومة والمجتمع، وضرورة أن تعلن الحكومة الجديدة عن أسباب اتخاذها لعدد من القرارات، لا وقت الآن للقرارات السرية أو غير المفهومة.
• كيف ترين وضع الأقباط الآن؟
القباط شأنهم شأن كل المواطنين لديهم هموم ومطالب، وهناك مطالب خاصة به كمواطنين وآخري باعتبارهم مسيحيين، ومن الضرورى هنا أن يشعر المجتمع بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية، ثورتى 25 يناير و30 يونيو خرجت لتحقيق مطالب معينة، وعلى السلطة الحاكمة ان تستجيب لهذه المطالب، خاصة وأن الشباب لن يصمت مجددا على أى محاولات لإبعاده عن تحقيق اهدافه، ومستعد أن يثور أكثر من مرة حتى يحقق ما يريد.
بينما هناك مطالب لهم كمسيحيين تتعلق بحرية الاعتقاد وحرية بناء الكنائس ووقف القيود الموجودة في قرارات العزبي باشا، ومن المهم تنفيذ ما جاء فى تقرير المستشار جمال العطيفي الذى ناقشه مجلس الشعب في سبعينيات القرن الماضي عقب حادثة الخانكة، ولو كانت الأنظمة السابقة استجابت لما ورد من توصيات في هذا التقرير، ما واجه المجتمع كل هذه الحوادث والاحتقانات.
• كيف ترين تعامل البابا تواضروس مع قضايا المجتمع عامة والأقباط خاصة؟
نجح البابا تواضروس في امتصاص الكثير من المواقف، وشارك بوطنية عالية في بيان3 يوليو ودعم المطالب الشعبية مع شيخ الأزهر، وأثبتت الكنيسة القبطية ومؤسسة الأزهر انهما مؤسسات وطنية بحق تعمل على خدمة المواطنين والانصات لرغباتهم، والرغم من رفض البابا شنودة خروج القباط في مظاهرات بثورة 25 يناير خوفا على الشباب القبطي، منح البابا تواضروس الفرصة للشباب لكي يشارك من يريد النزول في 30 يونيو.
والبابا تواضروس منذ وصوله للكرسي البابوي واتسمت مواقفه بالحكمة والحنكة فتارة ينسحب من الجمعية التأسيسية للدستور التي رأسها المستشار حسام الغرياني لغياب التوافق الوطني حول الدستور، كذلك اصراراه على ترشيح عدد معين من الشخصيات لعضوية مجلس الشورى بعد أن طلب الاخوان منه ترشيح 10 أسماء حتى يتم اختيار 4 من بينهم، وأصار على ارسال أربعة أسماء فقط، كذلك كان غاضبا بشدة بعد اعتداء البلطجية وفى ظل وجود المن على الكاتدرائية في ابريل 2013 إلا انه لم يستغل الحادثة لتشوية الدولة المصرية، وكذلك بالرغم من حرق الكنائس بعد فض اعتصامات رابعة العدوية والنهضة لم يصعد من الاحداث وتقابل بمحبة مسيحية وهدوء شديد مع الواقعة وعمل على تهدئة الأقباط وامتص غضبهم وأفشل مخططا الجماعات الارهابية التي كانت تهدف إلى اشعال الفتنة في المجتمع.
• أيهما أفضل الانتخابات الفردية أم بالقائمة؟
بالطبع القائمة المطلقة او القومية هي الحل الأنسب في مواجهة رأس المال والاستقطاب الديني، ولكن حتى الان المجتمع مشغول بالانتخابات الرئاسية، ولم يتم حسم نظام الانتخابات، وهذا الموضوع في غاية الخطورة، خاصة وأن البرلمان القادم عليه عبء كبير في تحويل الدستور إلى واقع معاش من خلال عدد من القوانين المهمة التي يحتاجها المجتمع، وشاركت في انتخابات مجلس الشعب عام 2005 وشاهدت بنفسي ما يتعرض له المرشح في الانتخابات الفردية، وغياب تمثيل المرأة والأقباط والشباب، ومن ثم هناك حاجة لإنهاء هذه المرحلة عبر نظام انتخابي جيد يضمن تمثيل كل فئات المجتمع بشكل عادل.
• هل توافقين على كوتة للأقباط في الانتخابات؟
أنا ضد الكوتة، ولكنى مع تمثيل عادل للشباب والأقباط والمرأة في المجالس النيابية، والدستور الجديد يؤكد على هذه القيم، ولكن المهم هو تحويلها من نصوص مكتوبة إلى ممارسات واضحة تعزيز من المواطنة والمساواة وعدم التمييز.
•ما مواصفات الرئيس القادم؟
مصر بحاجة إلى حاكم وطني قوي يحفظ لمصر عزتها وكرامتها وأن يكون مدركاً للمخاطر التي تحاط بها داخلياً وخارجياً في ظل الإرهاب المستمر عليها والضغوط الخارجية، واعتقد ان هذه الصفات تنطبق على مرشح لم يعلن بعد موقفه النهائي، ونحن في انتظار كلمته الرسمية، خاصة وإنني تقابلت معه ولمست فيه عن قرب حبه الشديد لمصر وشجاعته في مواجهة الصعاب والتحديات التي تعصف بالوطن
• هل توقعتي تدخل الجيش للإطاحة بمرسي؟
شاركت مع عدد من الشخصيات الوطنية منهم اللواء فؤاد علام، نائب رئيس جهاز أمن الدولة السابق ، والكاتب سعد هجرس بخلاف من 10 إلي 12 شخص آخرين يمثلون العمال والنقابات ، إلى منزل وزير الإسكان الأسبق حسب الله الكفراوي لكتابة مطلب شعبي لكي يتدخل الجيش ويمنع حمام دم كارثي محتمل ، وتم صياغة وكتابة البيان والتأكيد على ضرورة التدخل لوقف الاحتقان بعع أن منح الجيش مهلة أسبوعا واحدا لحل المشاكل وأن يصلوا إلي حل وسط وإلا سيتدخل لمنع حمام دم، وأن البيان تم التأكيد فيه على "نحن نطالبكم، بأن توفوا تعهدكم لنا، لأننا علي حافة حرب أهلية، وحمام دم حقيقي".
•كيف ترين ردود الفعل المستمرة بعد عزل مرسي؟
حتى الآن الموقف الأمريكي يعتبر ما حدث ردة على الديمقراطية، وان كان تغير بعض الشيء بعد الاستفتاء على الدستور، والادارة الأمريكية مرتبكة ما بين جهات تدعم الارادة الشعبية وجهات تنظر إلى ما حدث انه انقلاب، كذلك هناك تباين في الموقف الأوروبي، ولكن بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ستتغير المور كلية، وستنتصر الإرادة العشبية، فانتخاب البرلمان وتشكيل حكومة سيؤدى إلى احترام الإرادة الشعبية بلا شك، وانهاء الفترة العصيبة التى عانت منها مصر خلال الفترة الماضية، فارتباك المواقف الأمريكية والأوروبية ساعد جماعة الاخوان والتيارات المتطرفة على استهداف المجتمع والقيام بجرائم عديدة، وآن الأوان كي يعود للمجتمع حقه وحرية اختياره