في خطوة مغايرة السعودية تضع "الإخوان" على لائحة الإرهاب

الأحد 09/مارس/2014 - 07:43 م
طباعة في خطوة مغايرة السعودية
 
في أعقاب إعلان المملكة العربية السعودية جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وذلك ضمن قائمه تضم كل من داعش والنصرة وحزب الله السعودي والحوثيين، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم القاعدة في اليمن.
أكدت مصادر صحفية مطلعة أن السلطات السعودية ستبدأ اليوم الأحد 9/3/2014 في تطبيق الأمر الملكي الذي أصدره الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويقضي بتجريم الانتماء إلى الجماعات والأحزاب والتنظيمات التي يتم تصنيفها باعتبارها إرهابية.
وذكرت مصادر سعودية رفيعة أن المنتمين إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، التي صُنفت باعتبارها إرهابية، بموجب بيان أصدرته وزارة الداخلية السعودية، سيخضعون اعتباراً من اليوم لإجراءات تمنع دخولهم الأراضي السعودية، كما  أن الأجهزة القانونية السعودية ستلاحق «كل المسيئين والمتورطين من هذه الجماعات بما فيها الإخوان، الذين ثبت تورطهم في التحريض أو تنظيم اجتماعات تخطط لزعزعة استقرار المملكة».
ولفتت المصادر إلى أن بعض عناصر «الإخوان المسلمين» سبق أن منعوا من دخول المملكة للمشاركة في مؤتمرات وندوات قالت إنها كانت غطاء لتنفيذ أجندات ضد أمن المملكة.
حيث فتح القرار الأخير للملكة العربية السعودية باعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية صفحة جديدة في تاريخ العلاقة بين الجماعة والدولة، وهى العلاقة التي تعود جذورها إلى عام 1936، عندما حج حسن البنا حجته الأولى بعد تأسيس الجماعة، فلقى البنا ترحيبًا رسميًا واسعًا، وسمح له بإلقاء كلمة في المؤتمر السنوي الذي كان يقيمه الملك عبدالعزيز لكبار ضيوف الحج، كما رحبت به جريدة «أم القرى» السعودية الرسمية على صدر صفحاتها، معتبرة إياه من كبار حجاج هذا العام، مدونة في عنوانها الرئيسي «حسن البنا.. على الرحب والسعة»
ومنذ ذلك التاريخ، أصبحت زيارات مؤسس الإخوان حسن البنا ذات شكل خاص، فكان يلقى المواعظ والخطب ولقاء وفود الحج، وكان الملك عبدالعزيز يقيم له مآدب الغداء حتى إنه، وفقًا لكتاب جمال البنا عن الدعوة، في عام 1948 استشعرت السعودية مؤامرة دبرت لاغتيال البنا في الحج فأنزلته ضيفًا عليها وأحاطت مقره بحراسة شديدة.
واستمرت تلك العلاقة بين جماعة الإخوان والسعودية بعد وفاة البنا في فترة المرشد حسن الهضيبى، الذى قام بزيارة للسعودية في يونيو عام 1954 وحظى بتكريم كبير من الملك عبدالعزيز، إلا أن تلك العلاقة لم تستمر طويلاً بسبب ثورة اليمن التي دعمها الإخوان وحاربتها السعودية، ولكن عادت علاقة الإخوان في الصعود مرة أخرى لتسجل حالاً أفضل في عهد حكم الملك فيصل بن عبدالعزيز ملك السعودية في الفترة بين (1964 ــ 1975)، مستغلين العلاقات المتوترة بين السعودية ومصر خلال حكم الرئيس جمال عبدالناصر.
وفي فترة الستينيات حظى الإخوان باهتمام خاص  بعد أن فتحت لهم السعودية أبوابها للتعلم والعمل في أراضيها، واستمرت مراحل تطور العلاقات السعودية الإخوانية حتى أن الكثير من الروايات أكدت سعى الملك فيصل لإحداث تقارب بين الإخوان والسادات والعمل كوساطة بينهما بعد رحيل عبدالناصر وتحسن علاقات الملك مع السادات.
استمرت العلاقة السعودية الإخوانية متوسطة حتى توترت بشدة خلال حرب الخليج الثانية وموقفهم المتوافق مع أغلب مواقف الجماعات الإسلامية في السعودية. وكانت أول زيارة للرئيس الإخواني السابق محمد مرسى بعد توليه رئاسة مصر إلى السعودية، حيث قابل الملك عبدالله وقتها وتشاورا حول الكثير من النقاط لكن العلاقة لم تستمر طويلاً وتوترت بعد فترة لتكون السعودية من أوائل الدول التي اعترفت بشرعية ثورة 30 يونيو 2013 التي أطاحت بالإخوان من الحكم.

شارك