توغل المسلحين والجهاديين في قري سيناء يزيد من وعورة الحرب على الارهاب

الأحد 16/مارس/2014 - 07:23 م
طباعة توغل المسلحين والجهاديين
 
أثارت تقارير صحفية وحقوقية بشأن الوضع في سيناء وتغلب المسلحين عدديا على أفراد الجيش المصري ، وأن المعركة التى يقودها الجيش حاليا مهددة بالفشل نتيجة توغل المسلحين والمجاهدين في مختلف القري بسيناء، وأن لعبة "القط والفار" هى السائدة بين الجهاديين وقوات الجيش، وانه بسبب هذه المناورات من الصعب انتهاء هذه الحرب قريبا.
ونقل متابعون عن طبيعة الأحداث هناك بأن المتشددين وهم خليط من الاسلاميين المصريين والمقاتلين الأجانب والشبان الساخطين أصبحوا ينتشرون في نحو ثلث قرى المنطقة وبدأوا ينقلون معركتهم إلى ساحات أقرب للقاهرة، وأن الجيش يسيطر على الطرق الرئيسية لكنه غير قادر على دخول كثير من القرى. ولا يمكنه مهاجمتها سوى بطائرات الهليكوبتر، وعندما تدخل ناقلات الجنود المدرعة التابعة للجيش قرى فإنها تفشل في القبض على المسلحين لأنهم على دراية أفضل بالمكان وهو ما ينقص العسكريين تماما.
واعتبرت وكالة رويترز في تقريرها أن مكافحة التشدد الاسلامي تمثل اختبارا رئيسيا للحكومة المؤقتة في القاهرة، بعد أن صعد المسلحون الذين يتخذون من سيناء قاعدة لهم هجماتهم على الشرطة والجيش في أعقاب عزل الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين في يوليو الماضي وما أعقب ذلك من تقديم مرسي للمحاكمة في عدة قضايا.
نوه التقرير الذى بثته الوكالة اليوم انه سقط في هجمات المتشددين 300 قتيل وأدت الأحداث إلى تدهور الاقتصاد الذي لم ينتعش حتى الآن مما لحق به من جراء الاضطرابات السياسية التي بدأت في أوائل عام 2011 بانتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس حسني مبارك، وأن الجيش لا يحرز تقدما يذكر وإن أسلوب الجيش المباشر الذي يقوم على قصف المخابيء المحتملة أسلوب فاشل لان المسلحين امتلكوا ناصية تضاريس المنطقة. وهم يتنقلون في القرى عبر الدروب حيث يصعب رصدهم من الجو ويختلطون بالمدنيين أو يختبئون في بساتين الزيتون.
ونقل التقرير عن السكان قولهم " السعي لوقف تدفق الاسلحة يواجه صعوبات لأسباب على رأسها أن المهربين يجلبون السلاح من ليبيا، كما أ، عدد المقاتلين انخفض في الشهور القليلة الماضية لأسباب منها أن كثيرين منهم انتقلوا صوب وادي النيل".
توغل المسلحين والجهاديين
من جانبها اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ا بأهمية طائرات الأباتشي لدعم الحرب على الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، ونقلت الصحيفة عن الجنرال لويد أوستن، القائد بالقيادة المركزية الأمريكية والمسئول عن الملف المصري، أكد في شهادته أمام الكونجرس أن مصر تشن حربا شرسة على الإرهاب، وانه بالنظر إلى تجهيزات الجيش المصري، فإن الأباتشي ضرورية لدعم هذه الحرب وضمان نجاحها"
وشددت على أن هذه الشهادة من الصعب تحديد المسئول عن مثل هذه الإخفاقات في الإدارة الأمريكية، هل هو عجز من وزارة الخارجية عن قراءة الخريطة أم أن نفوذ الإخوان المسلمين داخل البيت الأبيض أقوى من نفوذهم في سيناء نفسها.
من جانبه قال  مصعب أبو فجر الناشط السيناوى "الجيش دخل حربا لكنه ليس متخصصا في هذا النوع من الحروب الذي يتطلب قوات خاصة لمواجهة التمرد وليس جيشا نظاميا" ، بينما أكد الناشط أحمد أبو جريدة "المسلحين يختبئون أحيانا في بيوت المدنيين لتفادي رصدهم، ويعلقون أحيانا ملابس نسائية بما في ذلك ملابس داخلية لأنهم يعلمون أن الجيش سيتردد في الاقتراب من البدويات، وذات مرة دخل الجنود واحدا من هذه البيوت ووجدوا مخزنا للمتفجرات فنسفوا البيت."

اللواء احمد وصفي
اللواء احمد وصفي
يأتي ذلك بعد اتهمت الحكومة المدعومة من الجيش مرسي بالسماح بانتشار التشدد الاسلامي في سيناء من خلال الافراج عن قيادات اسلامية من السجون، وقال اللواء بشادي إنه شاهد سيارات تابعة لرئاسة الجمهورية خلال فترة حكم مرسي تنقل مسؤولين لحضور اجتماعات مع اسلاميين، وقال مسؤولون في الجيش أيضا إن مثل هذه المحادثات تمت.
وأعربت تقارير حقوقية وصحفية أن مبعث الخوف الرئيسي هو أن نطاق الصراع يتسع، بعد أن أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس أشهر الجماعات المسلحة في سيناء مسؤوليتها عن عدة هجمات في القاهرة خلال الشهور الاخيرة من بينها تفجير انتحاري فشل في اغتيال وزير الداخلية في سبتمبر الماضي، كما قالت الجماعة إنها أسقطت طائرة هليكوبتر عسكرية في يناير في هجوم قتل فيه خمسة من رجال الجيش، ثم تفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية ثم مديرية أمن القاهرة، ومؤخرا مذبحة كمين مسطرد، وسط توقعات بأن  ينقل  مسلحي سيناء عملياتهم إلى مناطق أخرى في مصر في خطوة استراتيجية، إذا أصبح السيسي رئيسا ، كما أن الهجمات ستتزايد على الأرجح لأن المسلحين سيعتبرون أن مصر يحكمها رسميا "نظام عسكري
من جانبه قال صفوت جرجس مدير المركز المصري لحقوق الانسان بأن التعدي على الحريات لأهالى سيناء سيكون ثغرة يستغلها الجهاديين لتأليب المواطنين على الجيش، خاصة وأن أفراد الجيش ليس من واجبهم مواجهة هذا النوع من الجماعات المسلحة، التى تستخدم حرب العصابات، وأولى بالشرطة والقوات الخاصة أن تواجه الارهاب في سيناء، مثلما حدث ذلك في تسعينيات القرن الماضي حينما نجحت الشرطة في تجفيف منابع الارهاب في الصعيد، وإن كانت جذروه لا زالت باقية بسبب عدم التعامل السياسي والاجتماعي مع الارهاب، والاكتفاء بالدور الأمني فقط.
شدد على ان تقرير خطير مثل هذا يؤكد على ضرورة أن تغيير الاستراتيجية الأمنية في التعامل مع الأزمة، والاستعانة بخبراء عسكريين وأفراد من عناصر استخباراتية، لأن الجيش يواجه  ارهاب دولي وليس جماعات صغيرة، ومن ثم لابد من تطوير الفكر والأدوات التي يتم بها ملاحقة الارهاب من أجل مواجهته بحسم، بدلا من تقوية شوكته ونقل عملياته إلى مناطق متفرقة من المحافظات.
يذكر أن اللواء أركان حرب أحمد وصفي ، قائد الجيش الثاني الميداني التقي مساء السبت بمجموعة من نشطاء شمال سيناء في مقر أمني سيادي بشمال سيناء، مستعرضا أهم ما تم إنجازه بشأن الحرب الدائرة ضد الإرهاب، كما تفقد عدة ارتكازات أمنية بمدينة العريش فور وصوله لشمال سيناء في نطاق شرق العريش والشيخ زويد ورفح للإطلاع على الأوضاع الأمنية والخطة الحالية واستعدادات القوات .

شارك