المعونة الأمريكية وتصريحات كيري ... ازدواجية موقف أم ضربة جديدة للإخوان ؟!!

الأحد 27/أبريل/2014 - 07:16 م
طباعة المعونة الأمريكية
 
يبدو أن العلاقات الوطيدة بين جماعة الإخوان المسلمين والولايات المتحدة الأمريكية، قوية لدرجة جعلت فيروس ازدواجية الخطاب التي برع فيها الإخوان على امتداد تاريخهم  تنتقل بدورها إلى الحكومة الأمريكية، لنجد الصحف العالمية تطالعنا بتصريحات جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، أول أمس والتي قال فيها: "أن من كانوا بميدان التحرير ونجحوا في حشد الشعب مجرد شباب عادي، وليسوا إخوانا أو سلفيين"، مؤكدا إن عزل مرسي كان بسبب أن الحكومة لم تستجب لتطلعات المصريين".
هناك تغير نسبي في خطاب ولهجة الإدارة الأمريكية مع الحكومة المصرية، هذه اللهجة تزامنت مع قرار إدارة أوباما باستئناف اتمام صفقة طائرات "الأباتشي"، وإرسالها إلى القاهرة، والتي تعد جزءا من المعونة الأمريكية لمصر، والتي أوقفتها الولايات المتحدة في أعقاب ثورة 30 يونيو العام الماضي، قرار وقف المعونة شمل أيضا إيقاف تسليح الجيش المصري بطائرات (أباتشي) وصواريخ (هاربون) ودبابات (M1-A1) ومقاتلات متطورة، لتعلن عن موقفها العدائي للثورة باعتبارها "انقلابا عسكريا".
الإدارة الأمريكية بررت اتمامها لصفقة الأباتشي، - والتي تأتي ضمن منح مصر الدفعة الأولى من المساعدات العسكرية، المخصصة لها، في موازنة 2014، وتقدر بقيمة 650 مليون دولار-  بدعوى مساعدة الجيش المصري ومكافحة الإرهاب واستعادة الأمن في سيناء، قائلة: "أن للولايات المتحدة مصالح مشتركة مع مصر وضمان محافظة مصر على معاهدة السلام مع إسرائيل، وأيضا في مكافحة الإرهاب الموجود بسيناء، والسماح بعبور السفن الأمريكية في قناة السويس".
لهجة المهادنة التي ظهر بها جون كيري، واتمام صفقة الأباتشي يثيرا عدد من التساؤلات حول أسباب تغير الخطاب الأمريكي عن الحكومة المصرية منها:
هل تغير الموقف الأمريكي جاء نجاحا للحكومة المصرية في إيجاد بدائل لتسليح الجيش المصري بدلا من العم سام، خاصة في ظل اعترافات خبراء أمريكيين مثل ديفيد شينكر، مدير برنامج السياسات في معهد واشنطن، والذي قال: "أن مصر استطاعت إيجاد الوسيلة التي تلوي بها ذراع أمريكا من خلال استئناف المساعدات العسكرية.، بعد نجاحهم في عقد شراء مروحيات روسية، وتوجههم نحو الحصول على المزيد منها بأموال سعودية، وهي الصفقة التي يتم التفاوض عليها حالياً، الأمر الذي دفع الإدارة الأمريكية لتمرير صفقة الأباتشي في الوقت الراهن".
أم لتخوف الإدارة الأمريكية من توجه مصر ناحية الكتلة الشرقية، مع الدعم الصيني والروسي لمصر عقب 3 يوليو، والذى كان آخره القمر الصناعي نايل سات 2؟!
أم أن هذا التغير جزءا من لعبة جديدة للولايات المتحدة في محاولة منها لفرض الإخوان داخل المشهد السياسي المصري ؟!!
في كل الأحوال اتمام صفقة السلاح يعد تغيرا جزئيا لموقف الإدارة الأمريكية المنشقة على نفسها، كما تعد تصريحات كيري جزءا من المهادنة الجزئية والمشروطة ضربة جديدة لتنظيم الإخوان، والذي يعد الولايات المتحدة حليفا مهما ورئيسيا له.

شارك