صفقة قطرية إيرانية.. اتحاد "القرضاوي" يتبرأ من جهاده ضد الشيعة

الثلاثاء 06/مايو/2014 - 10:46 ص
طباعة صفقة قطرية إيرانية..
 
التناقض القائم على المصلحة أدى إلى أن يتراجع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي، عن إعلانه السابق بالجهاد وقتال الشيعة، إلى رفضه إعلان أحد المؤتمرات لتيارات إسلامية إندونيسية، عقد في شهر أبريل الماضي, الجهاد ضد الشيعة، وطالب المسلمين جميعا بنبذ الفُرقة، والعمل على توحيد الكلمة التي من شأنها تقوية الأمة وليس إضعافها وتفتيتها.
 علي محيي الدين القره
علي محيي الدين القره داغي
وقال علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، "مقر قطر" في بيان صحفي أصدره الاتحاد: إن الاتحاد "يرفض أي دعوات تفت في عضد الأمة الإسلامية أو تؤسس لفتنة بين مذاهبها"، مؤكدا على "سعي الاتحاد لتوحيد كلمة المسلمين ونبذ الفرقة التي أصابت الأمة بالضرر البالغ وأضعفتها".
وأضاف: "إعلان الجهاد لا يصح أن يكون من خلال مؤتمر ينعقد هنا أو هناك، خاصة أن ذلك لم يجد نفعاً يوماً من الأيام، ولا يجب أن يكون ضد المذاهب الإسلامية وأبناء الأمة بعضهم البعض، بل يجب أن يكون ضد أعداء الأمة". لافتا إلى أن "إعلان الجهاد يكون من شأن الدول الشرعية وليس من خلال المؤتمرات".

القرضاوي وبشار الأسد
القرضاوي وبشار الأسد
وعقد في العاصمة الإندونيسية جاكرتا يوم 25 أبريل الماضي أول مؤتمر لـ"التحالف المناهض للشيعة" في العالم، وتخلل المؤتمر دعوات إلى "الجهاد" ضد الشيعة، والذين يبلغ عددهم قرابة المليون من إجمالي 250 مليونا من سكان إندونيسيا "86 % منهم مسلمون".
وطالب "التحالف المناهض للشيعة" الحكومة الإندونيسية بحظر فوري للمذهب الشيعي وإلغاء تراخيص المؤسسات والمنظمات التي يملكها شيعة.
وهذا البيان يتناقض تماما مع مواقف رئيسه وشيخه ومؤسسه الدكتور يوسف القرضاوي، والذي خرج أكثر من مرة يكفر فيها الشيعة ويعتبرهم أشد خطرا على الأمة الإسلامية من اليهود.
فقد ناشد القرضاوي في تصريحات سابقة المسلمين في العالم بدعم أهل السنة في قتالهم ضد الشيعة في سوريا، وقال: "يا أهل السنة والجماعة كيف تتركون إخوانكم يقتلون؟ على المسلمين في كل مكان حكاما ومحكومين أن ينصروا هؤلاء المستضعفين". ودعا مقاتلي الجيش الحر إلى "الوحدة وعدم الخلاف في مواجهة التكتل الشيعي الذي يقاتل المسلمين".
فيما كشفت مصادر لبوابة الحركات الإسلامية، أن هناك صفقة تمت بين قطر وجماعة الإخوان وإيران من أجل استضافة الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس اتحاد العلماء المسلمين وعدد من القيادات الإخوانية، في ظل حالة التوتر بين قطر ودول الخليج لاستضافتها جماعة الإخوان.

خامنئي
خامنئي
وأكدت المصادر أن الشيخ يوسف القرضاوي سوف يبقي آخر أيام حياته في طهران تحت الرعاية الإيرانية، وليس في تونس أو في السودان، موضحا أن القرار بتواجد الشيخ يوسف في العاصمة الإيرانية هو أفضل قرار، فالقرضاوي كانت تربطه علاقات وثيقة بالقيادات الإيرانية، كما رأى التنظيم الدولي للإخوان المكان الأفضل للقرضاوي هو إيران.
ويأتي ذلك مع دعم من قبل إيران لجماعة الإخوان وهجومها على الإدارة المصرية عقب ثورة 30 يونيو، فقد رفضت إيران الإطاحة بمحمد مرسي وجماعة الإخوان من الحكم، كم انتقدت أحكام الإعدام التي أصدرتها محكمة جنيات المنيا ضد الإخوان بإحالة 683 للمفتي، وإعدام 37، في إطار سياسة دعم جماعة الإخوان .
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، في العاصمة طهران: "أحكام الإعدام تناقض صارخ للأهداف المعلنة للثورة المصرية".
وأعربت أفخم عن أمل بلادها في مراجعة تلك الأحكام وإلغائها.
كما هاجم آية الله أحمد جنتي خطيب الجمعة بطهران، الدولة المصرية، وانتقد الأحكام على قيادات الإخوان وفي مقدمتهم المرشد محمد بديع الذي كان من بين الـ 683 المحالين للمفتي.
وقال"جنتي" بالحرف الواحد ووفقا لما أوردته قناة العالم " الإيرانية ": الفتن في مصر یقف وراءها الأمريکیون.. هم الذین کانوا وراء هذا الوضع وعزل رئیس الجمهوریة وقتل الکثیرين في الشوارع".

محمود جابر
محمود جابر
واعتبر القيادي الشيعي محمود جابر، أن جنتي يوجه إلى الدولة المصرية تهما بتنفيذها الإرادة الأمريكية بالإطاحة بالرئيس المنتخب، ولكنه لم يصف محمد مرسي بالرئيس المتحالف مع دولته أو الجاسوس الحليف لدولته هو أو جماعته .
وتابع "جابر": من العجب العجاب أن ذات الشخص- جنتي- وقف في أغسطس الماضي ومن فوق هذا المنبر ليوجه التحية للشباب الثائر الذي أطاح بعملاء أمريكا".
وأضاف: لا أعرف سببا لتغيير موقفه؟ هل هذا التغيير يرجع لمرض أصاب الرجل بحكم السن؛ مما قد يكون قد أصيب بمرض " الزهايمر"، أم أن السلطة التي يعمل لديها قد أمرته أن يدافع عن حليفها، ويوزع الاتهامات هنا وهناك، حقا وباطلا؟".
ووجه "جابر" رسالة إلى "جنتي" قائلا: "اعلم أن من تدخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه، فأنت لست قيما على بلادنا ولا على وطنيتنا ولا على سلوكنا، وعجبا لك تنتقد الموقف المصري وتشيد بالموقف الأوكراني في ذات المكان وفي ذات الحدث".
وتابع: "أيها الشيخ أصلح لكن لقدرك كرجل دين ولبلدك إن كنت ومن وراءك يرغبون في إقامة علاقة سوية مستقبلية- أن تحفظ عليك لسانك، وأن لا تُسَخِّر منبر الجمعة للطعن في الناس".
وناشد "جابر" وزير الخارجية المصري استدعاء القائم بالأعمال الإيرانية بمصر وإبلاغه باستنكارنا لهذا الوضع المشين من قبل بلاده، واستخدام كل الطرق الدبلوماسية لهذا التطاول والتدخل الغير مقبولين.

شارك