برعاية الرئيس ومشاركة جامعة الدول العربية.. مكتبة الإسكندرية تضع نواة استراتيجية لمكافحة التطرف

الأحد 04/يناير/2015 - 10:01 م
طباعة برعاية الرئيس ومشاركة
 
برعاية الرئيس ومشاركة
في إطار البحث عن خطوات تنفيذية لمكافحة الإرهاب والتوصل إلى استراتيجية عربية لمواجهة التطرف، استهلت مكتبة الإسكندرية مؤتمرها بعنوان" نحو استراتيجية عربية شاملة لمواجهة التطرف" تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية، والسفيرة فاطمة الزهراء عتمان وكيل اول وزارة الخارجية نائبًا عن السفير سامح شكري وزير الخارجية ، وكل من الدكتور عز الدين ميهوب المفكر الجزائري، والإعلامي البارز عبد الوهاب بدرخان، واللواء طارق المهدي محافظ الإسكندرية، والدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية .
وتأتى هذه الخطوة بعد أيام من مطالب السيسي بضرورة القيام بثورة تصحيح دينية، والعمل على مواجهة التطرف بكل أشكاله، ومخاطبا علماء الأزهر والأوقاف خلال الاحتفال بالمولد النبوي بأهمية القيام بدورهم لاقتلاع التطرف من جذوره.
برعاية الرئيس ومشاركة
قال الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن مواجهة التطرف الديني هو من أكثر القضايا، التي تؤرق الدول العربية، حيث إن التطرف الفكري ظل على مر العصور يعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي عبر التاريخ، والتأكيد على أن إرهاب الدولة، الذى تمارسه الدولة الإسرائيلية بفلسطين هو النوع الأكثر إرهابًا، وهى آخر معاقل العنصرية والاستعمار بالعالم.
أوضح أن مجلس جامعة الدول العربية يدرس حاليا التحديات، التي تواجه الأمن القومي العربي، واتخذ قرار بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة والتصدي لجميع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش، مع التأكيد على التزام الدول العربية باتخاذ التدابير لرد الاعتداء، وضرورة بلورة إجراءات عربية قابلة للتنفيذ للتصدي للإرهاب ومخاطر الأمن العربي، والإشارة إلى أن الأمانة العامة للدول العربية قامت بعدد من الإجراءات في ذلك الشأن، وتنظيم عدد من المؤتمرات في عدد من الدول العربية والعالمية، بالإضافة إلى إعداد دراسة بمشاركة عدد كبير من المفكرين والمثقفين بالدول العربية لمواجهة الظاهرة، وتوصلت الدراسة إلى نتائج سيتم الاستمرار في دراستها وتوسعها، وسيتم عرضها على الأمانة العامة للجامعة نهاية الشهر الجاري.
أكد العربي أن مواجهة التطرف والإرهاب يتطلب استراتيجية كاملة، وصياغة مشروع شامل يتضمن الجانب الفكري والسياسي والاجتماعي والتعليمي والخطاب الديني، ليكون دافعًا إلى تقدم الأمة وإعادة الاعتبار لمكارم الأخلاق، بالإضافة إلى أن  بعض الدول العربية تواجه تحديات في هذا الشأن ولابد من مواجهة الأمر وضرورة إعادة النظر في المنظومة الفكرية العربية بأسرها ووضع المقررات، التي تكفل تحرير هذه المنظومة من التطرف والتخلف الفكري والثقافي وإحياء منظومة فكرية جديدة، مؤكدا على دور المفكرين والمثقفين في هذا الشأن، واصفا الخطاب، الديني المتزمت بأنه وصمة في جبين العرب والمسلمين، مشيرا إلى أن حرية الفكر والإبداع تتطلب إرساء قيم الحكم الرشيد، مؤكدا أن نتائج المؤتمر ستكون في صميم أعمال جامعة الدول العربية للقضاء على مشروع التطرف وبناء مشروع عربي جديد لإقامة دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والحقوق.
برعاية الرئيس ومشاركة
من جانبه قال الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، أن هدف المؤتمر هو وضع استراتيجية عربية لمواجهة التطرف، وأن مواجهة الفكر الإرهابي يجب أن يكون بثقافة علمية تعم في المجتمع، وهذا دور مؤسساتنا الثقافية المختلفة، ودور مكتبة الإسكندرية، ثم قدم اطلالة علمية لمواجهة الإرهاب في الدول العربية والمنطقة.
على الجانب الآخر حذر الدكتور عز الدين ميهوب، المفكر الجزائري، من جني الأجيال القادمة خطر التطرف الحالي، ومواجهة تكفير المجتمعات، عبر التخلص من قبضة جماعات تحاول السيطرة علي المجتمعات العربية بالتكفير والسيطرة، مبينا أن الدين الإسلامي قائم على المحبة والتسامح، وضرورة التوجه إلي إصلاح ديني وثورة دينية، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجيات تستهدف تقليل الفجوة بين المذاهب الإسلامية، وتبرئة الإسلام من تصرفات المحسوبين علي فكره، مشددًا على أن الأزهر مطالب بتفكيك الألغام الدينية التي زرعها مكفرو المذاهب، ومبينا أن التحديات قائمة على سنة التغيير بما يضمن للأجيال القادمة حياة خالية من الخوف.
وانتقد "ميهوب" القنوات ووسائل الإعلام التي تسعى إلى إشعال الفتن، وإبراز القوى الإرهابية تحت شعارات “منبر من لا منبر له”، محذرا من وضع الجمهور العربي تحت القوى التي تتلاعب بمقدرات الشعوب.

برعاية الرئيس ومشاركة
دار هذه الجلسة الهامة الإعلامي سمير عمر، بينما كان المتحدثون الرئيسيون في الجلسة هم: الدكتور مصطفى الفقي، ومن ليبيا الدكتورة سلوى الدغيلي أستاذة الحقوق بجامعة بنغازي، و الأستاذ زهير قصيباتي من لبنان، والناشطة والمحللة السياسية اليمنية وسام باسندوه، والأستاذ خالد حمد المالك الصحفي السعودي البارز.
بينما أوضحت الأستاذة وسام باسندوه الناشطة السياسية اليمنية أن التطرف ليس دينياً فقط، إنما هناك أيضاً تطرف عرقي، و تطرف سياسي وآخر فكري. و ذكرت أننا – على سبيل المثال- نستخدم بعض المصطلحات غير المنطقية مثل مصطلح "الإسلام الوسطي"، حيث أن الإسلام إما أن يكون صحيحاً أو مغلوطاً، و لاوجود لما يسمى بالإسلام الوسطي –على حد قولها-.
برعاية الرئيس ومشاركة
وفى هذا السياق أكد الدكتور مصطفى الفقي المفكر والبرلمانى السابق أن التطرف ليس حكراً على دين أو بلد أو طائفة بعينها، وأنه ليس ظاهرة جديدة أو مفاجئة، إنما له العديد من الجذور و الأسباب في مجتمعاتنا، أهمها افتقادنا للتطبيق الصحيح لمفهوم "العدل الاجتماعي" وانتشار الجهل و الفقر والظلم المجتمعي، بالإضافة إلى سوء إدارتنا لأزماتنا ومشكلاتنا المختلفة، وأهم هذه الأسباب هي تهميش الشباب و ضعف المنظومة التعليمية في بلادنا.
وجه الفقي نقداً لاذعاً للخطاب الديني الحالي و تقصير رجال الدين في توصيل صحيح الدين إلى عامة الناس، و دعاهم إلى التواصل مع الآخر و محاورته و تطوير خطابهم الديني بما يناسب متطلبات الزمان و المكان. و نهاية كلمته أثنى الفقي على مفهوم "الثورة الدينية" الذي ذكره الرئيس السيسي في خطابه الأخير، واصفاً ذلك بأن السيسي بذكره ذلك قد وضع يده على أصل الداء في مجتمعاتنا العربية.
برعاية الرئيس ومشاركة
بينما قال الشيخ أسامة الأزهري نائبا عن على جمعة مفتى الجمهورية السابق أن هناك فوضى كبيرة في الإفتاء في مصر وبالفعل هناك أزمة حادة لصناعة فكر لفهم الإسلام وعلومه ومناهجه في ظل جو مشحون أنتج أفكار مشوشة تبعد عن دين الله عز وجل، والاشارة إلى أن نتاج الـ80 سنة الماضية من العلم والشرع وفهمه وتوافر العلوم والأدوات التي تعين على خدمة الشرع هي التي تزيل هذا الركام و أننا نعيش أزمة حادة ولدت مفاهيم مشوشة أدت لإراقة الدماء من البعض الذين يحرفون الدين على هواهم وفتوى تخدم أغراضهم، والاشارة إلى أن التيارات التي أراقت الدماء في المنطقة العربية وفى مصر بدءًا من كتائب النصرة حتى تنظيم داعش تحتكم لفكر الاستعلاء وتشويش فكر الوطن والسعي بالفكر الهدام واصفا مرحلة مواجهة الفكر المتطرف بإطفاء النار المشتعلة محذرا من أهمية هذه المرحلة والعمل الجاد الجماعي، مع ضرورة محاربة التطرف والارهاب من خلال اعادة بناء منظومة الفكر الاسلامي؛ لنثبت للعالم أن الإسلام جاء للإحياء وليس للإماتة.
بينما أشارت الباحثة المصرية مريم أمين إلى انه عند النظر إلى علاقة التطرف بالمرأة يظهر لنا ظاهرتين للأسف تلك الظاهرتين موجودتان في عالمنا العربي، وهما التطرف ضد المرأة، ومشاركة المرأة في التطرف نفسه، وفي كلتا المظهرين تخرج المرأة فيها عن إنسانيتها إما بالجبر بأن يمارس ضدها التطرف سواء كان فكريًا أو ماديًا، وإما بإجبارها بأن تشارك في عملية التطرف فتصبح متطرفة، خاصة وأن هناك عوامل كثيرة قد تؤدي إلى تطرف المرأة، منها التمييز القائم على النوع، والتعليم، وفرص العمل، والتهميش لدور المرأة وحصرها في أدوار محددة. 
دعت أمين إلى أن تتبنى مؤسسة الأزهر الشريف مشروع لإعداد كوادر من الأكاديميات الاتي يقمن بالتدريس بجامعة الأزهر، وهن مؤهلات فكريًا بدرجة كبيرة، يتوجهن في قوافل توعية إلى المدارس وبخاصة  في مرحلة التعليم، وبخاصة في المناطق الفقيرة وذات الدخل المحدود، لإعطاء ندوات وورش عمل ليس مع التلاميذ فقط ولكن بمشاركة أولياء الامور للوقوف على أنماط الأفكار في تلك الشرائح الاجتماعية وتصحيح المفاهيم الفكرية والدينية المغلوطة. 

شارك