قررت لجنة حصر الأموال برئاسة المستشار عزت خميس، مساعد وزير العدل، التحفظ على جميع ممتلكات الجمعية الطبية الإسلامية، وفروعها لثبوت دعمها لجماعة الإخوان الإرهابية.

وقال المستشار محمد ياسر أبو الفتوح، عضو لجنة حصر أموال الإخوان إنه تنفيذا لحكم محكمة الأمور المستعجلة رقم 2315 لسنة 2013 قامت لجنة التحفظ وإدارة أموال جماعة الإخوان الإرهابية بالتحفظ على جميع ممتلكات الجمعية الطبية الإسلامية وفروعها، البالغ عددها 28 فرعا على مستوى الجمهورية وكذا الجمعية الطبية برابعة العدوية..

تم مساء أمس الأول الثلاثاء اختراق موقع أخبار مصر التابع لقطاع الأخبار من قبل مجموعة من شباب الإخوان، والذين قاموا بوضع شارة رابعة، كما قاموا بنشر عدد من صور جثث اعتصامي "رابعة" و"النهضة"، هذا بالإضافة إلى تشغيل أغاني الإخوان على الموقع، وذلك لمدة 12 ساعة متواصلة، وقاموا أيضا بتوجيه رسائل تهديد عبر الموقع من نوعية رسائل "سننتقم" و"سنقتلكم"، باعتباره تهديدا صريحا لإعلام الدولة.

نفى الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور أن يكون حدث بينه وبين الدكتور أسامة الغزالي حرب مشادة أثناء لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي برؤساء الأحزاب، مشيرا إلى أن ما حدث هو اختلاف في وجهات النظر ولكن الإعلام قام بتضخيم الأمر. وأشار مخيون إلى أن ما حدث أنه أثناء كلمة الدكتور أسامة الغزالي حرب قال للرئيس أن الدستور ينص علي منع قيام الأحزاب علي أساس ديني ومازال إلى الآن هناك أحزاب دينية علي الساحة منها حزب النور، فقلت له حزب النور حزب سياسي ونعمل في اطار الدستور والقانون ولسنا حزبا دينيا والذي يحدد أننا حزب ديني هو القضاء ولا داعي لهذا الأسلوب التحريضي. وتابع مخيون قلت للغزالي حرب من باب الطرفه ربي دقنك وتعالي عندنا في حزب النور فضحك الرئيس ولم يعقب. ومن جانبه ذكر شهاب وجيه المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار أن الحزب لديه شبهة حول حزب النور فيما يتعلق بأنه حزب ديني وأن القضاء سيفصل في هذه المسألة.

قررت الدائرة السادسة مدنى بمحكمة القاهرة الاقتصادية، تأجيل دعوى وقف عرض فيلم الجزيرة 2 وتعويض قدره 5 ملايين جنيه لجلسة 5 يناير، لتقديم صورة من شهادة وفاة المنتج محمد حسن رمزى. صدر القرار برئاسة المستشار عمرو هاشم وعضوية المستشارين أحمد حسني وهشام على صديق وأمانة رمضان عيد. وقالت عريضة الدعوى، إن مقيمها قام بكتابة قصة وسيناريو وحوار فيلم سينمائى من وحى خيالة وفكره اسمه "بؤرة الإجرام" وحصل على ترخيص لقصة الفيلم من الرقابة العامة على المصنفات يحمل رقم 33 بتاريخ 8 أبريل 2005، كما حصل على ترخيص السيناريو والحوار للفيلم يحمل رقم 312 بتاريخ 12 أكتوبر 2005، وأنه فوجئ ببعض اللقطات أثناء الدعاية لفيلم الجزيرة موجودة في السيناريو الخاص بفيلمه . وأشارت الدعوى إلى أن المدعى شاهد سيناريو فيلم الجزيرة فوجد أوجه التشابه بين المصنف تأليفه وفيلم الجزيرة في المضمون والفكر والخط الدرامى في 8 ورقات موضحة بالمشاهد وأماكن التصوير المتشابهة وبعض اللقطات المتطابقة.

فى أول حوار صحفى يجريه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، لجريدة في الشرق الأوسط منذ توليه منصبه.. جلس شيخ الأزهر في تواضع جمٍّ وودٍّ معهود عنه، يرد على أسئلة «المصري اليوم».. لم يرفض سؤالاً من أسئلتى حتى ما بدا ثقيلاً منها، ولم يترك الباب موارباً في القضايا الجدلية، حوار اتسم بالحسم والجرأة في مناقشة أغلب القضايا الساخنة المطروحة على الساحتين المصرية والعربية، تحدث عن العلم والثقافة والإبداع، عن التعليم في الأزهر ومناهجه، عن داعش والشيعة وإيران، عن حرية الاجتهاد ومدنية الدولة، عن الإخوان وعباس شومان، وكيل الأزهر. في هذا الحوار أكد فضيلة الإمام الأكبر وسطية الأزهر الشريف، وأشار إلى أن التطرف لن يختفى من المجتمع بسهولة أو في فترة قصيرة؛ لأنه ظاهرة اجتماعية استغرق تغلغلها في المجتمع عقوداً، وساعد على ذلك ظروف سياسية واجتماعية أوجدت بيئة ملائمة للتطرف لينمو وينتشر ويتسرب إلى العقول والنفوس، وأنه إذا فتحنا الباب أمام التكفير فلن ينجو أحد. كما رفض شيخ الأزهر اتهام وزير الثقافة لمؤسسة الأزهر بالجمود، ورأى أنه من الأجدى أن تنشغل الوزارة بتقييم أدائها بدلاً من إثارة المعارك غير المفيدة.. وإلى نص الحوار:

- رسالة الأزهر الشريف منذ قرون هي تقديم الإسلام في وسطيته وسماحته «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً» هذه هي رسالة الإسلام.. توسُّطٌ وقصدٌ واعتدالٌ وعفوٌ وتسامحٌ. ورسولنا عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم كان نبى الرحمة، وعلَّمنا أن طبيعة الاختلاف أساس من أسس الإسلام.. «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين».. «أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين».

- الأزهر على وعى تام بأننا نخوض غمار أمواج عاتية من التحولات والصراعات والتغيرات السياسية والدولية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأن الدين هو إحدى أهم الأوراق التي يحاول أن يستخدمها كل طرف في صراعه، وقد وقف الأزهر برصيده الهائل من العلم والعلماء حجر عثرة في مواجهة توظيف الإسلام وتسخيره لمطامع السياسة، ومن ثم حاولت الأطراف المتصارعة استقطاب الأزهر واستخدامه كورقةٍ من أوراق الصراع.

- بكل اطمئنان نقول: إنَّ الأزهر الشريف قد تخرَّج في معاهده وجامعته ملايين العلماء من دعاة الوسطية، هو الآن يواصل الليل بالنهار لمحاربة هذه الأمواج، وذلك بإعادة النظر في المناهج الأزهرية كافة، ليس بالأزهر فقط بل على مستوى الدولة بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، كما نعمل على إتاحة السبل كافة من أجل تبليغ كلمة الأزهر للناس من إصلاح ما في التعليم وحلقات التدريس في كبرى المساجد، والظهور في وسائل الإعلام، والمؤتمرات الدولية، وعقد الندوات في الأندية ومراكز الشباب.. وهذا وحده لا يكفى لأن المسئولية هنا مسئولية جميع مؤسسات الدولة، وبخاصة المؤسسة الأمنية، والمؤسسة القانونية ودورها الرئيسي وضع اللوائح والتشريعات التي تجرم نشر الفكر المتطرف والترويج له والدعوة إليه، ودور السياسة الخارجية في التعامل بحزم مع الدول والهيئات التي تروج للتطرف وتعمل على نشره.

- لا يمكن لأحد أن يزعم أن عقد مؤتمر أو مؤتمرات عديدة يكفى لمحاربة التطرف، ولا يمكن لأحد كذلك أن يقول إن التطرف سيختفى من المجتمع بسهولة أو في فترة قصيرة. نحن أمام ظاهرة اجتماعية استغرق تغلغلها في المجتمع عقوداً، وساعد على ذلك ظروف سياسية واجتماعية أوجدت بيئة ملائمة للتطرف لينمو وينتشر ويتسرب إلى العقول والنفوس.. ومحاربته هي جهد طويل المدى ومتعدد الأوجه.

- بكل تأكيد، فإن منع غير الأزهريين من صعود المنابر يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، وكان ذلك أول مطلب لنا من وزير الأوقاف فور ترشيحه، وإن كانت قد تأخرت، فمنابر المساجد بما لها من جلال ومنزلة لا يُمكن أن تُترك في حال الفوضى التي كانت عليها من قبل، وما كان يحدث من احتلال لها من جانب جماعات أو أفراد يوظفونها لخدمة السياسة، أو للترويج لأفكار غير صحيحة ولا يزال أمام وزارة الأوقاف الكثير مما يجب فعله لمحاصرة هذه الأفكار؛ لأن المنبر بطبيعته يعطى ما يقال من فوقه قوة وتأثيراً نابعين من موقع المنبر في القلوب والنفوس، ويحسب الناس أن كل ما يُقال من على المنبر من صحيح الدين، وأن الخطباء إنما يقدمون إليهم الإسلام الحق، وهذه مسئولية كبرى على الجهات التي تمنح الخطباء والوعَّاظ حق مخاطبة الناس من فوقه.

- لا شكَّ أن التأهيل الديني يُعدُّ عنصراً أساسياً في ارتقاء المنبر، لكنه لا يكفى وحده، وإنما يجب أن يكون الاختيار وفق ضوابط دقيقة؛ إذ لا يُعقل أن يترك اختيار مَن يُسيطِرون على عقول الناس والشباب دون أي ضوابط يُراعى فيها الكفاءة والعلم، ولابد أن تكون هناك رقابةٌ على مستوى الخطباء وتقييم كفايتهم وأدائهم، وأن يتلقى الخطيب من التدريب ومن الإعداد بعد إتمام دراسته، ما يجعله يُقدِّر الموقف الذي يقفه حق قدره، وكون الخطيب يتبعُ وزارة الأوقاف يُلقِى عليها واجبَ حسابه إذا أخطأ أو تجاوَزَ، أو أساء أداء وظيفته لأن الخطأ هنا فادح التأثير.

- الأزهر لم ينسحب من أداء دوره في أي مرحلة؛ لأنَّ تعيين الخطباء والرقابة عليهم ومتابعتهم مَنُوطةٌ بالدولة مُمثَّلة في وزارة الأوقاف، وليس الأزهر، فخطباء المساجد لا يتبعون الأزهر من الناحية الإدارية وإنما يتبعون وزارة الأوقاف، والتعاون بين الوزارة والأزهر قائم ومستمر ومتعدد الأوجه، لكن لكلٍّ اختصاصاته وصلاحياته.

وبشكل عام فإن ما كان يحدث في الفترة السابقة من ترك المنابر لمن لا يستحق هو جزء من ظاهرة شائعة ومتجذرة اجتماعياً، هي التراخى في تنفيذ القانون. وهذا موجود في مجالات كثيرة، حيث تكون المخالفات علنية وظاهرة لكن لا أحد يطبق القانون بشأنها.

إن التشريعات موجودة بالفعل، وهناك من المواد واللوائح ما يمنع غير خطباء الأوقاف المجازين من اعتلاء المنابر، غير أنه كثيراً ما كان يتغاضى عنه، وشيئاً فشيئاً تجذَّر أسلوب التغاضى وتعمق حتى فرض وجوده. وكان الأزهر يحذر دائماً من خطر هذه الممارسة، لكن الجهات المسئولة لم تعط هذا الأمر أهميته اللازمة، ولم تقدِّر الخطر حق قدره.. الآن تغير الوضع من الناحيتين، فالدولة بحكم ما وقع من أحداث تنبهت إلى خطورة التراخى في تطبيق القانون وتعمل على إنفاذه، والناس بعد تجربة حكم الإخوان والوعى الذي خرجوا به منها أصبحوا أكثر تأييداً لضبط الأمور، بل أصبحوا هم من يطالب بذلك.

- هذه الاتهامات تدخل في باب التجاذب السياسي الذي تشهده مصر، وللأسف فإن كثيراً منه ليس بريئاً من الأهواء والحسابات. ومن جهتى فأنا لست ممن يتجاهلون الانتقادات أو يرفضونها، بل إننى أكلِّف إدارات مختصة وأشخاصاً أثق بهم بمراجعتها وتحليلها وتقييم ما ورد بها، وما يمكن الاستفادة منه أطبِّقه فوراً.

المناهج الأزهرية محلّ مراجعة دائمة، والمشتغلون بالتعليم يعلمون أن عمليات تطوير المناهج هي عمل دائم لا يتوقف.

- هذا اعتقاد خاطئ وغير صحيح، نعم هناك علوم تلقينية شأنها شأن كل العلوم التي تلقنها الثقافات والحضارات الأخرى في العالم لأطفالها وتلاميذها، لكن الذي لا يعرفه الكثيرون هو أن المنهج الأزهرى في أغلبه منهج حوارى يقوم على تعدد الآراء واختلاف الرؤية.. والذي يقول إن مناهج الفلسفة وعلم الكلام والمنطق وأصول الدين وأصول الفقه وعلم الجدل مناهج تلقينية لا يعلم عن هذه المناهج شيئاً لا من قريب ولا من بعيد.

- المناهج التي تضم نصوصاً تراثية هي تدريب للطلاب على الاتصال بهذا التراث وفتح مغاليقه، ولو لم نفعل ذلك لانقطعت الصلة بهذا التراث ولخسرنا جزءاً من مقومات شخصيتنا الحضارية.

والتراث بلغته وأسلوبه ومنهجه يحتاج إلى تدريب على التعامل معه، وهذا هو الهدف من إدراج نصوص منه في المناهج، لا بغرض اعتبارها مُسلَّمات لا تقبل الجدل، بل نُخضعها للمراجعة والتقييم. الطالب يجب أن يتعلم كيف يفهم هذه النصوص ليُخضعها فيما بعد للحكم وليتفق معها ويختلف بناء على قواعد الترجيح المتفق عليها عند العلماء، أما اقتطاع نص من كتاب، معزولاً عن سياق تدريسه والطريقة التي يتعامل بها المدرسون والأساتذة معه- كما يفعل البعض- فهو افْتِئات ومغالطات وتشويه للحقيقة.

- المناهج لا تدعو إلى التشدُّد، فهذا يتناقض مع روح الأزهر ورسالته التي هي رسالة الإسلام، فالتشدُّد والتطرف هما أمراضٌ وخصائص واستعدادات نفسية ترتبط بالشخص ذاته والبيئة التي تربى فيها والظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فتزداد وتنتشر في عصور، وتقل حدَّتها في عصورٍ وفترات أخرى، ولا علاقة لها بمناهج الأزهر الذي كان دائماً وعلى مرِّ العصور يقف بالمرصاد للتطرف والتشدد والغلو؛ ولذلك لم يهنأ الأزهر بفترة سلام حتى في عهد الإخوان.

ونحن لا نُنكر أن الأزهر كغيره تسلل إليه متشددون يحاولون استغلال مواقعهم كمعلمين وأساتذة في الجامعات في نشر أفكارهم، ولا أعتقد أن نسبتهم في التعليم الأزهرى تزيد على نسبتهم في باقى مؤسسات المجتمع.

ولكِ أن تلقى نظرة تأمل على قادة الفكر المتطرف والمتشدد في كل أنحاء العالم لتعلمي أنه لا يوجد من بينهم من تخرج في الأزهر، باستثناء شخص واحد، كانت له ظروف خاصة، ولا يوجد له ثان ولا ثالث في تاريخ الأزهر كله، ومن المؤسف أن يُشار إلى الأزهر بتهمة الإرهاب صباح مساء، ولا يشار بكلمة واحدة إلى الجامعات والكليات التي ينتمى إليها كل قادة الإرهاب وأئمته ممن نعرف وممن لا نعرف.

- طلاب جامعة الأزهر يزيد عددهم على ٤٠٠ ألف طالب، وفروع جامعة الأزهر تنتشر من شمال مصر إلى جنوبها. ومجموع من اجتذبتهم أفكار التشدد قليل جداً بالقياس إلى مجموع أعداد الطلاب، كذلك فإن المواجهات التي شهدتها جامعة الأزهر تركزت بصورة واضحة في القاهرة أكثر من سواها، وكانت المدينة الجامعية أكثر ظهوراً في هذه الأحداث من مبنى الجامعة نفسه.

وأعتقد أن الأمر له بعد اجتماعي أكثر من البعد الديني، وبعيد عن المناهج، هو يتعلق بطبيعة جامعة الأزهر بالقاهرة التي تضم مغتربين من كل محافظات مصر وقراها البعيدة، وهم يسكنون القاهرة طيلة فترة الدراسة، وبعضهم يقيم في المدينة الجامعية وبعضهم خارجها، وفي ظل الابتعاد عن البيت، وقضاء وقت أطول مع أشخاص من خارج المحيط الأسرى، ومع ظروف البعد عن الأهل وحاجة الإنسان إلى الوجود ضمن جماعة تحتضنه يسهل استقطابه، وخصوصاً من المدخل الذي يتخذ الطابع الديني. والمتربصون بالطلاب كثر، وهم يدركون الحماسة والشعور المضطرم اللذين تتسم بهما هذه المرحلة، فيستغلونهما في اجتذاب الطلاب المغتربين إلى صفوفهم بصورة مبدئية، ثم يوجهونهم بعد ذلك إلى ما يشاءون من فكر. ولعل هذا يفسر أن أفرع الجامعة في المحافظات، حيث يعيش الطلاب مع ذويهم، لم تشهد مواجهات مثلما حدث في القاهرة.

- أعتقد أنَّ اسم جامعة الأزهر في ذاته كان مُستهدَفاً للإيحاء بشرعيةٍ مفقودة، أو إعطاء صبغة دينية كاذبة لفشل سياسي ثار بسببه كلُّ طوائف الشعب المصري، فكانوا يُروِّجون للعالم كله صورة الضحيَّة التي تُدافع عن الإسلام، وهذا التوظيف كان يلزمه اسم الأزهر ولو بصورةٍ مُفتَعلة وصلت إلى حد استدعاء طلاب من خارج الجامعة واستئجار بلطجية وغيرهم ممن ينتمون للجماعة لاقتحام جامعة الأزهر وكلياتها لأخذ الصور والتقارير التي تُرسِل للعالم إشارات خادعة وغير صحيحة.

- تركزت مواجهتنا للمشكلة في شقين.. الأول: التوجيهات المشدَّدة لكل المسئولين بالتصدى بحزم لأى خروج على القانون بقوةٍ وحزم، والوقوف بقوة أمام محاولات التخريب وتعطيل الدراسة، والشق الثاني: هو وضع خطط لاستيعاب الطلاب المغتربين بصورة خاصة في أنشطة اجتماعية وفكرية ورياضية، وإيجاد وسائل لهم للتعبير عن أنفسهم واستغلال طاقاتهم.

- هذه قصة معقدة وقديمة، ولم يؤخذ رأى الأزهر عندما فرضت عليه الكليات الجديدة عام ١٩٦١.

- وجهة نظرى الشخصية أن يتفرغ الأزهر للعلوم الدينية واللغوية والشرعية وإعداد الدعاة وتثقيفهم ثقافة عالية، أما اختصاصات مثل الطب والهندسة والعلوم فيمكن لجامعات أخرى أن تقوم بالمهمة فيها، لكننا نتعامل الآن مع أمر واقع. وقد ألقى ذلك عبئاً ثقيلاً على الأزهر ولكنه نجح فيها رغم كل الصعوبات التي لا يزال يُواجهها، وأصبح لدينا طبيبٌ أزهرى لديه من العلم والقيم والمبادئ ما يفرض عليه ضوابط أكثر من أي طبيبٍ آخَر، وعلى جانبٍ آخَر فإنَّ التخصصات العلمية ألقت بعبءٍ ثقيل على الأزهر من حيث الدعم المالى، فجامعة الأزهر ما زالت أقل الجامعات ميزانية رغم أنَّ بها أكثر من أربعمائة ألف طالب و٣٥ ألف طالب من الوافدين من مائة دولة، وقد تسبَّب نقص التمويل هذا في نوعٍ من الخلل في مسيرة جامعة الأزهر العلمية، نحن نُعلِّم الطلاب العلوم والشريعة والفقه، وحتى عهد قريب كان الطالب الأزهرى يمتحن في المقامات الموسيقية وعلوم الفلك، وغير ذلك من العلوم.

- تغيرت الظروف كما هي الحال في كل مصر.

- الأزهر ليس لديه مانع أن يتبنى تدريس أي علم حتى لو كان هذا العلم هو الموسيقى أو غيرها.

- لقد أكد الأزهر مراراً أن الإسلام الآن أصبح يُحاكَم بجريرة أشخاص يرتكبون الجرائم باسمه، ولقد كان بيان الأزهر واضحاً كل الوضوح في إدانة هذا السلوك الإجرامى، فأساليب الدفاع عن الإسلام ورسوله الكريم ليس من بينها اللجوء إلى القتل الوحشى وارتكاب المجازر التي يدفع ثمنها المسلمون في كل أنحاء العالم ويتحملون كلفتها من أمن بلدانهم وسمعتها وحريتها واقتصادها ومستقبلها، وعلى المسلمين في كل مكان أن يجهروا بإدانة مثل هذا السلوك الإجرامى والإعلان عن رفضهم له.

- في صباح ذلك اليوم قمت ومعى وفد رفيع من علماء الأزهر الشريف يضم جميع المؤسسات الدينية (الأزهر والأوقاف والإفتاء) بزيارة الكاتدرائية لتهنئة إخوتنا من أقباط مصر بعيدهم، وهو تقليد نحرص عليه دائماً، وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي في صباح ذات اليوم بالكويت الشقيقة، وقد كانت زيارة الرئيس للكاتدرائية مفاجأة أسعدت كل المصريين المسلمين والمسيحيين، وجاءت تقديراً عميقاً من الرئيس السيسي ولفتة كلها برّ ووفاء، وتطبيقاً لتوجيهات القرآن الكريم وتعاليم نبى الإسلام، وتأكيداً لوحدة المصريين وأنهم أسرة واحدة.

- هجوم بعض المثقفين على الأزهر تقوده في كثير من الأحيان الانحيازات الفكرية، أو اتخاذ موقف مسبق من الدين ودوره، ما يجعل مواقفهم تجاه الأزهر تتسم بالغلو والعصبية.. وفي كثير من الأحيان تبدو هي نفسها «تطرفاً» وانحيازاً واضحاً للديكتاتورية وتكميم الأفواه، في الوقت الذي تدّعى فيه أنها تحارب التطرف وأمينة على حرية الرأى.

لا أقول إن الأزهر يخلو من المشكلات، بل العكس هو الصحيح، فنحن نمارس نقداً مستمراً للذات، ونعلم أن هناك جوانب تقصير ونقص نعمل على علاجها، ونراقب كل ما يُكتب، وأنا بشكل شخصى أتابع الانتقادات التي تُنشر في وسائل الإعلام أو الملاحظات التي تردنا عبر قنوات كثيرة، وآخذ في كثير من الأحيان باقتراحات وأفكار ترد فيها. أما حملات الهجوم للهجوم، أو الكراهية المطلقة فلا تتضمن في العادة غير تجريح وإساءات، وهذه لا أجد فيها عادة ما يفيد.

ويحرص الأزهر على عدم الاستجابة لأجواء التصعيد أو المعارك الجانبية، فمصر الآن بحاجة إلى التكاتف لا النزاع أو الشقاق.

- ليقل لى أي شخص ما هي الإبداعات التي منعها الأزهر؟ هناك آلاف الأفلام والمسرحيات والكتب، وبعضها يهاجم الأزهر بطريقة يمكن أن تكون هجومية أو ساخرة أو جارحة، ومع ذلك لا يعترض الأزهر كمؤسسة عليها، ولكن حين يُحال إلينا عمل لإبداء الرأى الشرعى فيه نكون مطالبين بإبدائه، شرعاً وقانوناً، وقرارات المنع والإجازة تصدرها جهات غيرنا اعتماداً على حيثيات يكون من بينها رأى الأزهر أحياناً وليس دائماً. الأزهر لم يكمم الأفواه ولم يصادر حريات الناس، بالعكس أنا أريد أن تكون لنا حرية في الحديث والتعبير عن الرأى مثل وزارة الثقافة!!

- وزير الثقافة الحالى صديق قديم وبيننا مودة وإخاء، ولكني فوجئت ببعض التصريحات التي يحرص فيها على تصوير الأزهر بوصفه مؤسسة متحجرة متعصبة تعادى الفكر والإبداع، وهذا الكلام غير صحيح إطلاقاً. وأنا أعتقد أن معلومات وزير الثقافة عن الأزهر وعن مناهجه وعلومه قد تكون متواضعة.

فعلى سبيل المثال لقد اعترضنا على فيلم «حلاوة روح»، لكننا لم نكن وحدنا، فقد شاركنا الاعتراض عليه السيد رئيس الوزراء وجهات أخرى، أليس من حقنا التعبير عن وجهة نظرنا كالآخرين؟ ثم ألا تدرك وزارة الثقافة أن أغلب من يحللون أزمات مصر الحالية يُحمّلون الوزارة نصيباً كبيراً من المسئولية عن انتشار الأمية الثقافية والتراجع الفكرى الذي تتعدد مظاهره، وكذلك عن تمهيد الأرض لانتشار التطرف؟ هل راجعت وزارة الثقافة أداءها في ضوء الانتقادات المعلنة ويتبناها مثقفون وكتاب من اتجاهات مختلفة لا ينتمون إلى الأزهر؟ إنهم يتساءلون مثلاً: ما مستوى المجلات والإصدارات الثقافية للوزارة قياساً إلى إصدارات ومجلات مناظرة في العالم العربي؟ ما تأثيرها؟ هل تؤدى دورها فعلاً؟ هل تقوم الهيئات والمؤسسات التابعة لوزارة الثقافة بما ينبغى القيام به؟ المسارح وقصور الثقافة وبيوت الثقافة والسلاسل الثقافية الأسبوعية والشهرية التي يجب أن تصدر عن الوزارة، هل تعمل كما ينبغى؟ أتصور أن انشغال وزارة الثقافة بمثل هذه القضايا أجدى من افتعال معارك لا يستفيد منها أحد، وأقول هذا من موقع الحريص على المصلحة لا من موقع المنتقد، فأنا أعلم صعوبات العمل في مواقع المسئولية. وأعتقد أن صديقى العزيز معالي وزير الثقافة يتفق معى في أن «مصر» الآن تنتظر منا جميعاً معارك أخرى.

- بالتأكيد.. رأى الأزهر ليس ملزمًا، فنحن لسنا جهة قضاء لإصدار أحكام ولسنا جهة تنفيذية لإصدار قرارات، وليس لدينا عصا نُعاقب بها مَن لم ينفذ رأينا، مهمة الأزهر- مثلاً- أن يقول: الخمر حرام، لكنه ليس مسئولاً عن تنفيذ ذلك.. مهمة الأزهر تنتهى عند إبلاغ الحكم الشرعى للناس، أما تنفيذ المنع أو الإجازة أو العقوبة أو المسامحة فهذا مما تختص به جهات أخرى لا صلة لها بالأزهر من قريب أو بعيد.

- أؤكد مرة أخرى أننا لا نُصدر قرارات، بل نقول رأيًا، ولعلَّ من الأشياء الغريبة أن يجرى الحديث اليوم عن «الحسين ثائراً» أو «الحسين شهيداً»، فالمسرحيتان كُتِبتا قبل خمسة وأربعين عامًا، ومُثِّلتا من جانب عشرات الفرق المسرحية في مصر وفي غير مصر، إنَّ استحضار هذه الواقعة ما هو إلا نموذج لإثارة المعارك المفتعَلة مع الأزهر، وأُكرِّر القول بأنَّ الحديث عن منع الأزهر لعمل فنى هو تحريف للواقع، فالأزهر- كما أوضحتُ- لا يملك حقَّ المنع، بل يُبدى رأيًا شرعيًّا مُسبَّبًا فقط، ثم إنَّ قرار المنع اتخذته الرقابةُ على المصنفات، وسببُ المنع هو وجود أخطاء تاريخيَّة، وقد تمَّ عرض الفيلم على رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة حسبما صرح رئيس الرقابة. وقد منع الفيلم في المملكة المغربية لأسبابٍ مشابهة، فهل منعه الأزهرُ هنا وهناك؟!

هناك حالةٌ من الخلط وعدم الدقة تُسيطِر على تناول قضايا منع الأعمال الفنية، ويدخل بعضها في إطار اختلاق الوقائع للهجوم على الأزهر.

- للمرة تلو الأخرى نقولُ: إنَّ الأزهر يُبدى رأيًا بالاعتراض على تجسيد الأنبياء والرسل والخلفاء الراشدين وعدد من صحابة رسول الله- عليه أفضل الصلاة والسلام- لمكانتهم التي لا ينبغى أن تُمسَّ بأىِّ صورة في الوجدان الديني، وتجسيد شخصياتهم هو انتقاصٌ من هذه المكانة الروحية التي يجب الحفاظ عليها، ونزول بها من عليائها وكمالها الأخلاقى ومقامها العالي في القلوب والنفوس إلى ما هو أدنى بالضرورة، وليست هناك ضرورة تقتضى ذلك، ولا نرى أنَّ هذا الأمر في عام ١٩٢٦ يختلف عنه الآن أو في المستقبل.

أمَّا ما يرد إلينا من الغرب، فإن المشاهد العربي المسلم سوف ينظر إليه بالضرورة باعتباره منتجًا لثقافةٍ تصدر إلينا كثيرًا مما لا نقبله ولا يتَّفق معنا، ويختلف هذا تمامًا عن كون العمل الذي يُجسِّد الأنبياء والصحابة عملاً عربيًّا.

وكثير من المسيحيين المصريين ينظرون إلى الأعمال الغربية التي تجسد السيد المسيح- عليه السلام- نظرة غير راضية في كثيرٍ من الأحيان، بما يعني أن الأمر يتعلق بثقافة مجتمع، وليس برأى للأزهر فقط.

- كل هذه الانتقادات التي رأينا بعضها في سيناريوهات الأفلام التاريخية، كانت في الأغلب الأعم مبنية على أحداث تاريخية منحولة لا تثبت أمام النقد العلمي للروايات التاريخية، أما إذا التزم الكاتب بالمنهج العلمي السليم في سرد الحوادث التاريخية، بأسلوب مهذب في إطار الأدب المطلوب تجاه الصحابة رضى الله عنهم، فهذا أمر مقبول. وأعتقد أن طبيعة المصريين ومشاعرهم الدينية حساسة إزاء أي تجاوزات في هذا النوع، وهو سياق اجتماعي تجب مراعاته.

- نعم، لكننا نجلُّهم، والقرآن الكريم والنبى- صلى الله عليه وسلم- أثنى عليهم، ونحن مُلزَمون بتقديرهم، وأن ننأى بهم عن كلِّ ما يعرضهم للنيل منهم، وهناك فريقٌ من الناس يُعطى نفسه- تحت مسمى حرية الرأى- حقَّ الخوض في سيرة الصحابة وسبهم، وهذا سوف يحاسبون عليه أمام الله، إننا ننظر إلى هذا الجيل الأول من المسلمين بما يستحقون من توقيرٍ وإجلال، ونتصدَّى بالرأى لكلِّ مَن يتجاوز في حقِّهم بما لا يليق.

- هذه أيضًا فِريةٌ وظلم للأزهر، الأزهر هو من حافظ على تراث المسلمين وطبهم وهندستهم وحضارتهم التي وصلت إلى أوروبا.

- ليس صحيحا، فالعلماء أمثال الشيخ محمد عبده ورفاعة الطهطاوى والشيخ العطار هم وغيرهم قادة التنوير لكنهم أيضا يقفون عند نقطة صغيرة من تاريخ الأزهر الطويل من العلم والتنوير وعمره الذي يصل إلى ألف وخمسين عاما.

- الأزهر لم يُحرِّم نقل الأعضاء، وقد أجاز شيخ الأزهر الراحل الشيخ محمد سيد طنطاوى- رحمه الله- نقل الأعضاء منذ وقت طويل، وأعلن أنه يتبرع بقرنيَّته بعد وفاته في خطوة ذات دلالةٍ قاطعة في هذا الشأن، وحين طلب منَّا قسم التشريع بمجلس الدولة الرأى فقد وافقنا على ذلك بذات الشروط التي صدَر بها القانون، وربما حدَث الخلط بسبب رأىٍ شهير للمرحوم الشيخ محمد متولى الشعراوى الذي كان يُعارض فيه نقل الأعضاء، وهو اجتهادٌ لعالمٍ جليل خالَفَه فيه الأزهرُ، وصدَر القانون بموافقة الأزهر ووفقًا لرؤية الأزهر.

- هذا ليس صحيحًا أيضًا، فنحن لم نقف ضدَّ عمليات تحويل الجنس إذا كانت هناك دواعٍ شرعية وطبية مقنعة.

- كيف، ونحن لدينا مركز على بُعد خطوات من مشيخة الأزهر يرأسه الدكتور جمال أبوالسرور، يتمُّ فيه إجراء عمليات أطفال الأنابيب، وهو مركز عالمي، بل أعتقد أنه الوحيد في الشرق الأوسط؟! وبشكلٍ شخصى، فإن أحد أقاربى لديه ابنة رزقه الله بها بعد عملية أطفال أنابيب، وهو يسعى إلى تكرار العملية.

الحقيقة أنه يوجد حملة تحريض وتشويه ضد الأزهر، والأزهر تعرض لما هو أشنع من ذلك وصمد.

- قلت من قبلُ: إننا لا نمارس وصاية، ولسنا سلطة دينية، ونكتفى بالأمانة الثقيلة التي نحملُها، وندعو الله أن يُعيننا عليها، موقف الأزهر كان واضحاً معلناً في لجنة وضع الدستور بأنَّ الأزهر يرفض أن يكون مرجعية مطلقة رغم إصرار الغالبية على ذلك، وطلبنا أن تكون الوصاية الدستورية للمحكمة الدستورية، ولها أن تطلب الاستعانة برأى الأزهر دون إلزامٍ لها بهذا الرأى أو ذاك.

- نعم.. نحن الذين رفضنا هذه المرجعية، ومحاضر لجنة وضع الدستور ومضابطها موجودة يمكنكم الرجوع إليها.ويمكننى بعد كثير من التجارب أن أقول إن رأى الأزهر يكون من منطلق رحابة النظرة واتساعها بما لا يتوافر في جهات أخرى يُفترض فيها أن تتسم بذلك.

- كان مقصود الأزهر من بيانه الرافض لتكفير داعش درسًا لكل الأجيال ولكل العالم في رفض الإسلام للتكفير، درسًا مستمدًّا من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مع أسامة بن زيد حين لحق بأحد المشركين مع أحد الأنصار وحين أدركه نطق بالشهادة ولكنه قتله، فكان رد الرسول الكريم: «هلا شققتَ عن قلبه؟!» وكان درسًا يتَّفِقُ مع وسطية الأزهر برفض التفتيش في الضمائر والقلوب والنوايا، ولا يُريد للتكفير أن يكون سلاحًا يشهره كلُّ طرف تجاه الآخرين.. وقد كُنَّا واضحين، فقلنا: إنَّ داعش بُغاة يجب قتالهم، وهم على ضلال بيِّن، ويرتكبون في حقِّ الإسلام والمسلمين أبشَعَ ما يرتكبُه إنسانٌ من جريمة.. كان هذا جليًّا في البيان، وهو لا يحتاج إلى توضيحٍ أكثر.. وعلى ذلك راح البعض يتهم الأزهر بأنه يتعاطف مع داعش ويتفق معها.

- هذا أمرٌ له ضوابطه الشرعية، فهناك بابٌ في كتب علم الكلام والتوحيد اسمه باب الأسماء والأحكام، وفيه أسماء شرعية محددة مثل مؤمن ومسلم وكافر وفاسق ومرتد، وكل اسم له حكمُه الشرعى أيضًا، فمثلاً لو اجتزَّ رجل مسلم رقبة مسلمٍ آخَر، فما الحكم عليه؟ الحكم هو القصاص، وقتله مثلما قتل، ولكن لا يكفر؛ لأنَّ الكفر شىء آخَر، إنَّ الذي يُؤمِن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخِر والقضاء والقدر هو مؤمنٌ ولا يمكن أن أُكفِّرَه.. فإذا ارتكب ذنبًا عظيمًا مثل القتل أو شرب الخمر فهل حكمه أنه يكفر؟! لا.. إنما حكمُه إذا قتل أن يُقتل قصاصًا، وأن يُكفَّن ويُغسَّل ويُدفن بمدافن المسلمين، وإذا كان له تركةٌ يُورث، شأنه شأن أي المسلم، وما حدث في العراق بين الشيعة والسنة من قتلٍ تجاوز عدد ضحاياه مليون شخص، لم يطلب أحد تكفيرهم رغم ما حدث من ذبح وقطع للرقاب وقتل في المساجد، والأمر نفسه حدث في سوريا، فلو فتحنا باب التكفير فلن ينجو أحد.

- أقدِّرُ دعوة إيران لى لزيارتها، والأزهر بطبعه يتخذ موقفًا إيجابيًّا من كل جهدٍ في طريق التقارب، لكن هذه الدعوة يجب أن يتبعها سلوك حقيقى وواقعى من جانب إيران لإيقاف ممارسات وتدخلات سياسية الطابع في دول إسلامية عدة، وخصوصًا دول الخليج العربية.

- الأزهر ليس هيئة سياسية، وأنا لست رجل سياسة، ولكن زيارتى سوف يتمُّ توظيفها وتفسيرها سياسيًّا بالضرورة؛ ولذا فإنَّ البُعد السياسي حاضر بحكم طبيعة الأمور، ولا يمكننى تجاهله. والتدخُّل في الشئون الداخلية لدول إسلامية، وتعريض استقرار دول إسلامية وعربية للخطر هو مسألة تمسُّ وحدة المسلمين.. هو قضية دينية كما هو قضية سياسية.. أليست محاولات تغيير الأوضاع في اليمن بالقوة والسلاح، وكذلك في البحرين ولبنان وسوريا، ضربًا لاستقرار المسلمين ووحدتهم؟ هذه مشكلتى الأساسية.

يجب أن تتوقف الدول التي توظف الورقة المذهبية لإحراز مكاسب سياسية على حساب استقرار الوطن وولاء المواطنين، ومن مصلحة الجميع أن يُسهِم في الاستقرار، لا أن تدعم تحركات وأفكارًا تسبب الشقاق والمواجهات.

- هذه ليست شروطاً بالمعنى المفهوم، فأنا أُرحِّب بكل أشكال التقارب كما قلتُ، لكنني لا أريد أن تُستَغلَّ زيارتى سياسيًّا لتكريس صورة مُعيَّنة لصالح طرف أو آخَر، دون تحرُّكٍ حقيقى باتجاه الحل، واللغة الدبلوماسية الرقيقة التي يستخدمها بعض الأطراف أمر طيب وجيد، لكنها تفتقر إلى تطبيق عملى على أرض الواقع.

أصدرت الدائرة التاسعة بمحكمة جنايات أسيوط، اليوم الخميس، حكمها بالسجن المشدد 15 عامًا لعاصم عبدالماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية (غيابيًا) و3 سنوات لخمسة متهمين وبراءة 37 آخرين في اتهامهم بقتل 3 متظاهرين وإصابة 50 آخرين في الأحداث عقب 30 يونيو عام 2013 أمام ديوان عام محافظة أسيوط.

حضر المتهمون وسط تعزيزات أمنية مشددة من قوات الأمن المركزي ومكافحة الشغب وتواجد لقيادات الأمن بأسيوط، فيما شهدت المحكمة حالة من الاستنفار الأمني الشديد وأغلقت قوات الشرطة الشوارع المحيطة بمبنى المحكمة.

في سياق متصل، أطلق أهالي المتهمين الزغاريد مرددين هتافات «يحي العدل، ويحي القضاء المصري ويحيا السيسي ويسقط الظلم».

أكد مصدر أمني مصري، الأربعاء، مقتل أحد قياديي جماعة "أنصار بيت المقدس" بقرية الماسورة جنوب رفح، في شبه جزيرة سيناء، باشتباك مع قوات الأمن.

وقال مصدر أمني إن قوات الأمن اشتبكت مع عناصر متشددة بعد تعرضها لإطلاق نار تم الرد عليه.

في الأثناء، قال المتحدث العسكري، العميد محمد سمير، إن قوات الأمن تمكنت من تنفيذ عدد من المداهمات ضد عناصر إرهابية أسفرت عن مقتل 5 إرهابيين من العناصر التي شاركت في اختطاف وقتل النقيب أيمن الدسوقي.

وأضاف المتحدث العسكري، أنه تم قتل إرهابيين اثنين بمدينتي الشيخ زويد ورفح، بالإضافة إلى ضبط وتدمير 10 عربات أنواع مختلفة، و20 دراجة بخارية بدون لوحات معدنية تستخدم في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية.

قال العميد محمد سمير، المتحدث العسكري: إن قوات الجيش والشرطة المدنية قامت أمس بمداهمات في مدن العريش والشيخ زويد ورفح، لتطهيرها من بقايا العناصر والبؤر الإرهابية، حيث شنت عملياتها تحت ستر نيران الهليكوبتر المسلح، وتمكنت من قتل 7 إرهابيين، من العناصر التي شاركت في اختطاف وقتل الشهيد النقيب أيمن الدسوقي، حيث تم تدمير أيضاً مقر اختبائهم، والعربة المستخدمة في عملية الخطف . وأضاف المتحدث أنه تم أيضاً تدمير 10 سيارات، و20 دراجة بخارية من دون لوحات معدنية و24 مقراً ومنطقة تجمع خاصة بالعناصر الإرهابية، من بينها مقران خاصان بالإرهابي يوسف القرم .

ومن جانب آخر، تحفظت لجنة أموال جماعة الإخوان الإرهابية على أموال وممتلكات الجمعية الطبية الإسلامية، التابعة للجماعة، وفروعها البالغة 28 مقراً في 7 محافظات، حيث تمتلك 38 مستشفى وعيادة طبية . ويأتي هذا الإجراء في ضوء الحكم الصادر من محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، بالتحفظ على أموال قيادات وتنظيم جماعة الإخوان .

وقال المستشار محمد ياسر أبو الفتوح، الأمين العام للجنة، إن قوات الأمن بدأت تنفيذ قرار التحفظ، في جميع المحافظات التي توجد بها مستشفيات الجمعية الطبية الإسلامية، وكان على رأسها مستشفى مسجد رابعة العدوية، حيث تم جرد محتوياتها، مؤكداً أنه ثبت أن هذه الجمعية هي ثاني أكبر مصدر لتمويل الجماعة الإرهابية . وأشار إلى أن اللجنة قامت بعزل مجلس إدارة الجمعية، وتعيين مجلس إدارة جديد من المتخصصين طبياً وإدارياً، برئاسة فضيلة الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء، وعضوية أطباء من وزارة الصحة . وبدأ مجلس الإدارة الجديد في مباشرة مهامه بعقد اجتماع عاجل داخل مستشفى رابعة العدوية . وأكد أن الإدارة الجديدة سوف تبقي على العاملين والموظفين بالجمعية، ضمانا للاستمرار في تقديم خدماتها الصحية للمرضى على نحو أفضل مما كانت عليه سابقاً .

وأوضح مصدر في إدارة التحفظ على أموال الإخوان أن ممتلكات الجمعية تقدر بنحو 300 مليون جنيه، وتدر أرباحاً ضخمة، وثبت من الفحص أن الجماعة تتلاعب في المستندات والحسابات الخاصة بالجمعية، حيث تمول منها نشاطات عناصرها.

دعا الأزهر المسلمين في أنحاء العالم إلى تجاهل رسم للنبي محمد نشر أمس الأربعاء في الصفحة الاولى لجريدة شارلي ايبدو الفرنسية الأسبوعية الساخرة في أول عدد لها بعد الهجوم الذي قتل فيه عشرة من صحفييها وشرطيان. واستنكر البابا تواضروس الثاني بابا الكنيسة القبطية الارثوذكسية الاساءة للأديان.

وقال الأزهر في البيان انه يرفض «ما أقدمت عليه... شارلي ايبدو مجددا من نشر ما زعمت أنه صورة للنبي». وأضاف البيان: «اذ يستنكر الازهر الشريف هذا الخيال المريض فإنه يدعو جميع المسلمين إلى تجاهل هذا العبث الكريه، لأن مقام نبي الرحمة والإنسانية.. أعظم وأسمى من أن تنال منه رسوم منفلتة من كل القيود الأخلاقية والضوابط الحضارية». وتابع الازهر في بيانه أنه «يطالب كل عقلاء العالم وأحراره بالوقوف ضد كل ما يهدد السلام العالمي».

وفي الرسم الجديد للنبي محمد تسيل دمعة على خده بينما يرفع لافتة كتب عليها (أنا شارلي). ونشر الرسم تحت عنوان (كل شيء مغفور).

وكان الازهر قد أدان الهجوم على شارلي ايبدو الذي قتل فيه رئيس تحرير الصحيفة، وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي ينشط في اليمن مسئوليته عنه.

من جانبه قال البابا تواضروس الثاني في مؤتمر صحفي مشترك مع بطريرك إثيوبيا الزائر بثه التلفزيون المصري: «الاساءه مرفوضة بين الاشخاص، فإذا امتدت الاساءة إلى الاديان فهذا أمر لا هو إنساني ولا هو أخلاقي ولا هو اجتماعي ولا يسهم أبدا في السلام العالمي». وأضاف: «أرى أن هذه الاساءات لا تحقق أي شيء بالمرة. هي كمن يضارب الهواء.. ماذا يستفيد..». وقال الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار المقدسة ان إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد «تؤجج مشاعر الحقد والبغضاء والكراهية بين الناس».وأضاف المفتي في بيان ان إعادة نشر هذه الرسوم «دلالة واضحة على التحدي المتعمد لمشاعر المسلمين والاستهتار بها... هذه الاساءة تمس مشاعر ما يقارب ملياري مسلم في العالم كونها تخص شخص نبيهم الكريم». وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الداعية المصري القطري القريب من الإخوان المسلمين يوسف القرضاوي الذي مقره الدوحة في بيان ان «قيام مجموعة من الصحف ووسائل الإعلام بإعادة نشر الرسوم المسيئة والأفلام السيئة حول الرسول صلى الله عليه وسلم والهجوم على الإسلام أو المسلمين، ليس من العقل ولا المنطق ولا الحكمة». و«تساعد المتطرفين». واعتبرت صحف أردنية ان الرسم «عبث» و«عدوانية» و«استفزاز غير مبرر» لمشاعر المسلمين حول العالم. وأمرت محكمة تركية الأربعاء بحجب مواقع الإنترنت التي تعيد نشر رسم النبي محمد المنشور على الصفحة الاولى لصحيفة شارلي ايبدو، وفق وكالة أنباء الاناضول.

وواجهت صحيفة جمهورييت المعارضة التركية الأربعاء وحدها الضغوط والتهديدات المتزايدة في الدول المسلمة، اثر نشرها بعض رسوم صحيفة شارلي ايبدو الساخرة واحداها للنبي محمد، بعد الاعتداء الذي قضى على هيئة تحرير الصحيفة الفرنسية.

نددت إيران بنشر الرسم المسيء الجديد معتبرة انه «يسيء إلى مشاعر المسلمين». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضية أفخم «اننا ندين الإرهاب في كل انحاء العالم.. لكننا نندد في الوقت نفسه بهذه الخطوة المهينة التي اقدمت عليها الصحيفة» محذرة من انها «يمكن ان تثير حلقة مفرغة من الإرهاب». وأضافت ان «استغلال حرية التعبير السائد حاليا في الغرب، غير مقبول ويجب ان يمنع».

من جهتها انتقدت وسائل إعلام إيرانية نشر الرسم معتبرة ان الصحيفة الفرنسية الساخرة تهين القيم المقدسة للإسلام وتعزز معاداة الإسلام.

وتبنى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو مؤكدا انه نفذ بأمر من زعيم الشبكة المتطرفة أيمن الظواهري ثأرا للنبي محمد. وقال المتحدث باسم التنظيم ناصر بن علي الآنسي في رسالة مصورة نشرت عبر الإنترنت تحت عنوان «ثأرا لرسول الله، رسالة بشأن غزوة باريس المباركة»، «اننا في تنظيم قاعدة الجهاد نتبنى هذه العملية ثأرا لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم». وشدد الانسي على ان «الذي اختار الهدف ورسم الخطة ومول العملية وانتدب قائدها هم قيادة التنظيم استجابة لأمر الله ونصرة لرسول الله وتنفيذا لأمر اميرنا العام الشيخ المفضال أيمن بن محمد الظواهري»، زعيم الشبكة المتطرفة في العالم، و«لوصية» مؤسس القاعدة أسامة بن لادن. ونفدت نسخ أول عدد لصحيفة شارلي ايبدو منذ الهجوم الذي تعرضت له الأسبوع الماضي خلال دقائق من توزيعها على أكشاك بيع الصحف في أنحاء فرنسا أمس حيث اصطف الناس لشراء الصحيفة الساخرة دعما لها.

استشهد، منذ قليل، رقيب أول بالقوات المسلحة، أثناء محاولته تفكيك عبوة ناسفة كانت مزروعة لقوات الجيش بمنطقة قبر عمير جنوب مدينة الشيخ زويد.

ونقل جثمان الشهيد “هاني البلتاجي راضي 28 عاما” من قرية قطور بمحافظة الغربية، إلي المستشفي العسكري بالعريش.