بطاركة الشرق يطالبون بوضع حد للحرب في سوريا والعراق
الأربعاء 28/يناير/2015 - 11:23 م
طباعة


تجاه المأساة الإنسانية الكبيرة التي يُصاب بها المسيحيين والمواطنين من الأديان الأخرى وجهه عدد من بطاركة واساقفة الشرق الذين اجتمعوا بمنطقة ( بكركي ) بلبنان نداء إلى كلّ من الحكومات المحلية و العربية والدولية ومختلف السياسيون والمنظمات الانسانية الدولية لتأمين المساعدات اللّازمة للنازحين والمهجرين والعمل الجادّ من أجل عودتهم إلى بيوتهم وأراضيهم، ومساعدتهم على إعادة بناء بيوتهم وترميمها؛ وتحرير الأسرى والمخطوفين العسكريين والمدنيّين ورجال الدين، ولا سيّما المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم اللذان صمتت الدوائر السياسية والاعلامية عن الاشارة الى خطفهما منذ اكثر من عام وطالب البطاركة بوضع حدّ للحرب في سوريا والعراق بالطرق السلميّة والمفاوضات السياسيّة والحوار الجدّي بين المتنازعين؛ والتوقّف عن دعم المنظّمات الإرهابية ومدّها بالمال والسلاح. فإنّ الأهداف السياسيّة والاقتصاديّة، مهما كبر حجمُها بنظر أصحابها، لا تبرّرُ كلَّ هذه الاعتداءات المشينة بحقّ الإنسانية، وهي تشكّلُ وصمةَ عار على جبين القرن الحادي والعشرين.
رأس الكاردينال بشارة الراعي الاجتماع امس والذي كان محوره البحث في وضع المسيحيين في الشرق الأوسط ولا سيما الذين هجروا من أرضهم في العراق وسوريا ودعوة الدول النافذة الى تأمين العودة السالمة لهم إلى بلادهم. وشارك في الاجتماع بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، بطريرك أنطاكية للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك السريان الأرثوذكس إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك السريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، بحضور عدد من الأساقفة وممثلين عن الكنائس المختلفة، وسفير الفاتيكان في لبنان المطران جابريل كاتشا، ورئيس كاريتاس لبنان الأب بول كرم، ورئيس جمعية فرح العطاء المحامي ملحم خلف، ومدير البعثة البابوية في لبنان ميشال قسطنطين.
وقد نعى المجتمعون سقوطُ ثمانية شهداء جُدد في صفوف الجيش اللبناني على مذبح الوطن يومَ الجمعة الماضي في واجب الدفاع عن الحدود، بمواجهة مسلّحي المنظّمات الإرهابية التي شنّت هجومًا واسعًا على الجيش في جرود رأس بعلبك. .كما استعرض البطاركة أوضاع أبناء كنائسهم في سوريا والعراق وما أدّت إليه الحروب من تدمير وتقتيل وتهجير عدد كبير من المواطنين. كما استمعوا إلى تقارير المسؤولين عن بعض المنظّمات التي تقوم بمساعدة هؤلاء المهجّرين والنازحين، وشكروهم على جهودهم متمنّين لهم التوفيق في متابعة خدمتهم. كما يشكرون كلّ المنظّمات والدول التي قدّمت المساعدات المالية والعينية، متمنّين تكثيف هذا الدعم لتغطية حاجات هؤلاء النازحين الذين يعيشون أوضاعًا مذرية ومأساوية.ودعا البطاركة الكتل السياسية والبرلمانية إلى تحمّل مسؤولياتهم الدستورية الخطيرة بانتخاب رئيسٍ للجمهورية. وهم يأملون أن تؤدّي الحواراتُ السياسيّة الجارية إلى حلّ هذه الأزمة بالتعاون مع الدول الصديقة المعنية، الإقليمية منها والدولية ووضعوا مواصفات لرئيس لبنان المنتظر . فلبنان يحتاج إلى رئيس جامع معروف بحكمته ومصداقيّته، صاحب فطنةٍ ورؤية تمكّنه من مواجهة التحديات الراهنة، ومعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي جعلت الكثيرين من اللبنانيين يعانون من الفقر المتزايد، وتتآكلهم هموم حياتهم اليومية. كما أنّ شبابَنا وقوانا الحيّة لا يجدون أمامهم سوى شرّ الهجرة مرغمين. وحتى إذا ضاعفت الكنائس والمنظّمات الاجتماعية خدماتها، فهي لا تستطيع لوحدها حلّ تلك الأزمات، ولا يمكنها ولا أحد سواها أن يحِلّ محل الدولة في النهوض بالاقتصاد الوطني، وتحريك مرافقه، وتحسين مستواه، وإيجاد فرص العمل الكافية لأبناء الوطن وسواهم.وفي الختام دعوا إلى توحيد الكلمة ورصّ الصفوف، والعمل مع كلّ ذوي الإرادة الطيبة على إيقاف الحروب والأعمال الإرهابية، وتكثيف الصلاة لأجل إحلال السلام العادل والشامل في هذه المنطقة المعذّبة من العالم.