بعد واقعة المنجم" وقرب "التطبيع الإسرائيلي التركي".. تساؤلات حول عودة العلاقات بين القاهرة وأنقرة؟!

الخميس 15/مايو/2014 - 12:29 ص
طباعة بعد واقعة المنجم
 
صدمة أهالى الضحايا
صدمة أهالى الضحايا فى كارثة المنجم
خاص - اسطنبول:

مع  فداحة كارثة انفجار أحد مناجم الفحم في منطقة "سوما" بمحافظة "مانيسا" غرب تركيا، والذي أودى بحياة أكثر من 240 شخصاً ، أعربت مصر عن تعازيها لأسر الضحايا، والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين، والأمل في نجاح الجهود المبذولة لإنقاذ باقي العمال المحتجزين تحت الأرض داخل المنجم.
يأتي ذلك في ظل توتر العلاقات الرسمية بين البلدين، إلا أن الخارجية المصرية سارعت بإرسال التعازي إلى أسر الضحايا.
وتعرض رجب طيب أردوغان إلى اتهامات كبيرة بسبب هذه الكارثة الانسانية، حيث حمل صحفيون وسياسيون أردوغان وحكومته بتدمير الدولة لصالح المحسوبية والاستبداد .
وهاجم احسان يلمظ الكاتب الصحفي في "توداى زمان" ممارسات أردوغان وحكومته، وخدمة رجال الأعمال القريبين مننه، على حساب الشفافية والمساءلة، وهو ما نتج عنه منح رجال الأعمال الذين تراخيص بدون وجه حق على مدى السنوات القليلة الماضية لأنهم قريبون فقط من أردوغان.
وتماشيا مع هذا الأمر وبالرغم من تدهور العلاقات بين مصر وتركيا الذي يثير علامات استفهام عديدة، هناك توقعات بعودة العلاقات قريبا تحت ضغوط اقليمية أو دولية، وخاصة مع كشفت عنه صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية النقاب، أنه من المحتمل أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بين إسرائيل وتركيا بشأن تطبيع العلاقات بينهما، عقب عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو من اليابان يوم الجمعة المقبل، عقب تعهد إسرائيل بدفع 21 مليون دولار إلى تركيا، تعويضًا لأسر ضحايا ومصابي الغارة الإسرائيلية على أسطول الحرية التركي "مرمرة"، وهو ما سيؤدى إلى وقف اتهام القاهرة بالانقلاب على الديمقراطية.
وهذا ما التقطته الكاتبة الصحفية "بيرلي ديدأوغلو" بتأكيدها على أن العلاقات المصرية التركية لن تنقطع، ولن تدوم كثيرا على وضعها الحالي، خاصة أن الظروف الدولية لن تسمح لمصر وتركيا بالبقاء بعيدة عن بعضها البعض لفترة طويلة، وأن تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل سيكون بداية جيدة لأنقرة والقاهرة، ووقف اتهام تركيا بدعم جماعة الإخوان المسلمين.
اردوغان وبيريز
اردوغان وبيريز
وأكدت بيرلي على أن المشهد السياسي الدولي يمر بفترة مضطربة، والمناقشات الدائرة عديمة الفائدة في الوقت الراهن، حيث تتشابك مصائر تركيا ومصر في شرق البحر المتوسط و كلاهما تشجيعهم على العمل بشكل وثيق مع القوى الغربية، ولذلك سيكون للمجتمع الغربي كلمة مهمة وفاصلة في هذا الأمر، من أجل عودة العلاقات بين البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وللمجتمع الغربي والولايات المتحدة.
كما ذهبت التحليلات السياسية التركية بعيدًا، والتأكيد على أن جماعة الاخوان أهدرت فرصتها وفشلهم في الحكم أضر بثورات الربيع العربي، وأنه بسبب أخطاء الجماعة لم يكن من المتوقع وقف التغيرات التي شهدها المجتمع المصري في 3 يوليو الماضي.
كما أكدت الكاتبة الصحفية في مقال لها بجريدة "توداي زمان"، أن المرشح الرئاسي ووزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، يرى أن تركيا من الداعمين لجماعة الإخوان، وأن هذا يغذي مشاعر الرفض للحكومة التركية، واتهامها بزعزعة استقرار المجتمع في مصر، مؤكدة على أنه بالرغم من اتهام الحكومة التركية لجماعات إسلامية تسعى لنشر مؤسسات موازية في تركيا، ونفس الاتهام لجماعات إسلامية في مصر، تبحث عن زرع كيانات موازية، إلا أن الحكومتين المصرية والتركية لا تزالان ترفضان الحديث إلى بعضهما البعض.

شارك