أمريكا بين تسليح المعارضة السورية والحذر من الجهاديين

الخميس 15/مايو/2014 - 03:57 م
طباعة أمريكا بين تسليح
 
أوباما ورئيس الائتلاف
أوباما ورئيس الائتلاف المعارض
أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته، مشيرا إلى أن مستقبل سوريا ليس بين يديه.
كما شجع أوباما المعارضة السورية على تطوير رؤيتها لحكومة شاملة تضم كل الأطراف السوريين.
جاء ذلك خلال أول زيارة لوفد المعارضة برئاسة أحمد الجربا، منذ بدء الأزمة السورية في ٢٠١١، في قاعة "روزفلت" بالبيت الأبيض، ولقاء الرئيس الأمريكي ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس.
وقال بيان البيت الأبيض: "إن الرئيس الأمريكي ومستشارة الأمن القومي، عبرا عن وقوف الولايات المتحدة إلى جانب المعارضة المعتدلة والشعب السوري، في سعيه لإنهاء النزاع، وتيسير الانتقال السياسي"، وأفاد البيان بأن أوباما ورايس أكدا أن الأسد فقد كل الشرعية ولا مكان له في مستقبل سوريا، وأن الجانبين أعادا الالتزام بالحل السياسي، ويعد مرحلة انتقالية نحو سلطة جديدة، كما بحث الجانبان خطر تنامي التطرف في سوريا، واتفقا على ضرورة مكافحة تهديد المجموعات الإرهابية في جميع أطراف النزاع.
ومن الجدير بالذكر أن الجربا قد سافر إلى واشنطن منذ أسبوع، وأجرى سلسلة طويلة من المحاضرات، كانت أولها في معهد السلام الأمريكي التي شدد فيها على ضرورة أن تحصل المعارضة السورية على الوسيلة؛ لوقف القصف الجوي والبراميل التي يسقطها النظام السوري على رءوس السوريين، كما شكر الجانب الأمريكي على ما قدمه من مساعدات تقدر بـ287 مليون دولار للمعارضة، مشيدًا بموقف الولايات المتحدة التي تقدم أكبر مساعدة إنسانية إلى اللاجئين السوريين والمقدرة بـ1.7 مليارات دولار.
في الوقت ذاته حمل الجربا الولايات المتحدة جزءا من المسئولية في انتشار الجهاديين بسوريا، بسبب تأخرها في دعم المعارضة المعتدلة، متسائلا عن المنطق الذي يرفض قتل السوريين بالسلاح الكيماوي، بينما يقبل قتلهم بالطائرات والدبابات دون مساعدة دولية.
زيارات الجربا ووفد الائتلاف إلى الكونجرس الأمريكي، لا تقلّ أهمية عن لقاءاته في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأمريكية، فهناك مؤيّدون للمعارضة السوريا وهناك مشككون، وقد سعى الجربا إلى تعريف أعضاء الكونجرس بالمعارضة السورية ورؤيتها وشدد على أنه والائتلاف يمثّلون أطياف الشعب السوري، ولديهم رؤية لسوريا ديمقراطية تعددية تعيش فيها الأكثرية مع الأقلية بكل حقوقهم، كما كرر رفضه للإرهاب والتطرف.
كان من المهم أيضاً للجربا وأعضاء الائتلاف أن يؤكدوا للأمريكيين أنهم الطرف الثالث الذي يستحق المساعدة، وأنهم البديل عن النظام الدكتاتوري والتنظيمات الإرهابية.
وعلى الرغم من عدم تطرق بيان البيت الأبيض إلى تسليح المعارضة، لكن توقع الكثيرون أن الزيارة تأتي بهدف طلب مساعدة عسكرية مثل الصواريخ المضادة للطائرات، لكن الجربا ومنظمو الزيارة رسموا إطارا مختلفا لها.
وأقر مسئولون أمريكيون في مجالس خاصة أن الجربا تقدم بالطلب أمام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال لقائه معه الأسبوع الماضي في مقر وزارة الخارجية، إلا أنهم رفضوا التعليق على المسألة.
صواريخ آمريكية
صواريخ آمريكية
وتأتي القرارات الأمريكية، خاصة فيما يخص الدعم العسكري المقدم للمعارضة السورية انعكاسا للتخوف الأمريكي من وصول أي أسلحة لميليشيات جهادية قد تمكنها من السيطرة على الوضع في البلاد، التي أصبحت مرتعا للجماعات الجهادية، فضلا عن التخوفات بوقوع هذه الأسلحة في أيدي مجموعات معادية للولايات المتحدة أو حلفائها، أو أن تشكل تهديدا للرحلات التجارية.
وبالرغم من تخوفات أمريكا لاحتمالية وقوع هذه الأسلحة في أيدي تنظيم القاعدة، إلا أنها بدأت إعطاء أنفاس صناعية للمعارضة السورية، بعدما بدأت تتهاوى وسط انتصارات جيش بشار الأسد وفعلت مثلما فعلت مع إسرائيل أثناء حربها مع مصر بفتح جسر جوي لإمداد إسرائيل بالأسلحة، حتى لا تسقط في أيدي المصريين، وفعلت نفس الشيء حيث بدأ المعارضون السوريون في تسلم صواريخ مضادة للدبابات، في حين تحاول وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إيه" توسيع دعمها للمعارضة السورية المعتدلة. 
الغريب أن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، قد أعلن مسبقا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وفريقه للأمن القومي، رفضا فكرة تسليح المعارضة السورية؛ حرصاً على الشعب السوري وإسرائيل والولايات المتحدة.
وقالت مصادر في المعارضة السورية، بعد لقاء أوباما: إن هناك قبولاً أكثر لفكرة تسليح المعارضة، فيما يستعد وزراء خارجية النواة الصلبة في مجموعة أصدقاء سوريا لاجتماعهم في لندن اليوم لتنسيق المواقف.
 وقال نجيب الغضبان، ممثل الائتلاف لدى الأمم المتحدة الذي حضر الاجتماع: إن الأجواء كانت إيجابية، والحديث بين الجربا وأوباما كان مثمراً، مؤكدا أن أوباما شرح سياسة الولايات المتحدة بشكل واضح في سوريا ورؤيتها لحل سياسي لا يكون بشار الأسد والدائرة المحيطة به جزءاً منه.
المعارضة السورية
المعارضة السورية
وأضاف الغضبان أن أوباما قال للوفد: إن معاناة الشعب السوري تؤلمه شخصيا، وإن الإدارة ستعمل على تقوية المعارضة المعتدلة والتنسيق معها في محاربة التطرف، لافتا إلى أن هناك قبولاً أكبر لفكرة تسليح الجيش الحر. 
وأدرجت وزارة الخزينة الأمريكية اسم السعودي عبد الرحمن محمد ظافر الدبيسي الجهني، والعراقي عبد الرحمن مصطفى القادولي على قائمة الإرهابيين العالميين، وقالت الوزارة: إن الاثنين يرتبطان بعلاقات بعمليات القاعدة في سوريا و"داعش".
وقال ديفيد كوهن مساعد وزير الخزينة لشئون مكافحة الإرهاب ولاستخبارات المالية: إن هذه الخطوة توجه تحذيراً قويا إلى المعارضة السوريا وكل من يرغبون في دعمها، أن عليهم رفض مساعي القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة للحصول على دعم لقضيتهم باستغلال تعاطف المجتمع الدولي مع محنة الشعب السوري.
وقدم المبعوث الدولة العربي الأخضر الإبراهيمي، في تقرير إلى مجلس الأمن، خطة من سبع نقاط لحل الأزمة السورية تضمنت تطبيق القرار 2139 المعني بإيصال المساعدات الإنسانية، ثم خفض العنف ووقفه، وتشكيل هيئة تنفيذية تؤدي إلى الانتقال إلى سوريا جديدة وتنظم حواراً وطنيا وتجري مراجعة للدستور وتنظم انتخابات على أساسه، وإنهاء تدفق الأسلحة إلى سوريا .

شارك