زيارة البابا تواضروس للإمارات.. خطوة في دعم الدور الإقليمي للكنيسة

الخميس 15/مايو/2014 - 11:46 م
طباعة زيارة البابا تواضروس
 
زيارة البابا تواضروس
في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها المجتمع المصري، تلعب الكنيسة المصرية دورًا وطنيًا، وفى الوقت الذى عاد فيه البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية من دولة الإمارات العربية المتحدة، تستعد الكنيسة لزيارة تاريخية إلى روسيا، ثم زيارة مهمة إلى أثيوبيا.. تأجلت كثيرًا بسبب عدم قدوم الأب متياس بطريرك الكنيسة الأثيوبية لأسباب لم يتم الإعلان عنها حتى الآن.
متابعون يرون أن زيارة البابا تواضروس للإمارات كان لها دور إيجابي في تدعيم العلاقات المصرية الإماراتية، وعبَرت الحفاوة والاستقبال الرسمي الذى استُقبل به البابا عن تقدير دولة الإمارات حكومة وشعبًا للكنيسة المصرية وشخصية البابا، واحترامًا لدوره الوطني الذى يلعبه منذ وصوله إلى كرسي مار مرقس في نوفمبر 2012، إلى جانب أنها تأتي في إطار تعزيز دور الكنيسة في الخليج وإفريقيا، ومختلف بقاع العالم، لاستكمال ما بدأه البابا شنودة المُتنيِّح، والذي وُصف بأنه "بابا المسكونة"، بعد أن أسس عشرات الكنائس لخدمة المصريين في مختلف دول العالم.
أشاد البابا تواضروس بدور دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في ترسيخ مفاهيم سياسة التسامح الديني والتآخي بين الأديان والعمل على نشر قيم المحبة والسلام في ربوع المنطقة العربية والعالم، مقدرًا موقف الإمارات في مساندتها ووقوفها إلى جانب الشعب المصري عقب ثورة 30 يونيه، وموقفها التاريخي والمشرف خلال الظروف الصعبة التي مرت بها مصر مؤخرًا، وشدد البابا على أن زيارته لدولة الإمارات زيارة محبة، وتدل على المودة بين الشعبين الشقيقين.
وتحت عنوان "إعلاء قيمة التسامح .. نهج إماراتي ثابت"  أكد مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن زيارة البابا تواضروس إلى الإمارات تؤكد رسالة التسامح التي تحملها دولة الإمارات للعالم كله، وتعبر عنها بالقول والعمل، وأن الإمارات تقف مع كل أبناء مصر دون تمييز، وتدعم تطلعاتهم في بناء مصر الجديدة المتسامحة البعيدة عن التطرف والغلو والإرهاب، واستكمال نهج الراحل الشيخ زايد في إعلاء قيم الاعتدال والتسامح والحوار، وتشجيعها بين مختلف الطوائف والأديان، إيمانا بأهمية مد جسور التواصل وتوثيق أواصر الأخوة والصداقة والمحبة والتعايش والسلام بين البشرية جمعاء.

زيارة البابا تواضروس
من جانبه علق الدكتور أحمد يوسف أحمد على زيارة البابا تواضروس للإمارات بقوله: كانت كل كلماته في هذه المناسبات وغيرها تفيض بمشاعر العرفان الصادق والمحبة الغامرة، ليس باعتباره قائداً قبطياً مرموقاً فحسب، وإنما أيضاً وأساساً باعتباره مواطناً مصرياً، ومما زاد في بهجة المناسبة أن دولة الإمارات أحاطت الزيارة بأجواء بروتوكولية وسياسية وإعلامية شديدة الدفء، ففي البدء، حمل وزير الدولة الإماراتي سلطان أحمد الجابر في يناير 2014 الدعوة إلى البابا تواضروس الثاني لزيارة دولة الإمارات، ثم إرسال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات ، طائرة رئاسية إلى البابا كي تقله إلى أبوظبي، وهي السابقة الأولى من نوعها في تاريخ الكنيسة المصرية، وهذا فضلاً عن الحفاوة الرسمية الصادقة التي استقبل بها قداسة البابا."
من جانبه اعتبر سامح فوزي، مدير مركز دراسات التنمية وعضو مجلس الشورى السابق، الزيارة دليلًا على رغبة البابا في الحفاظ على الامتداد العربي للكنيسة، والذي حققته في عهد البابا السابق شنودة، والتأكيد على عمق الامتداد الحضاري والروحي في منطقة الخليج، موضحًا أن الكنيسة جزء من القوّة الناعمة المصرية في محيطها العربي والإفريقي، مشدّدا على أن الأمر سيظل متوقفا على مدى قدرة الدولة المصرية على الاستفادة من عوامل القوة الناعمة لديها، سواء أكانت الكنيسة أو الأزهر أو الفن أو الثقافة، وأن تعزف هذه المؤسسات في منظومة واحدة متكاملة، بدلًا من أن تغرد منفردة أو تنكفئ على مساراتها. 

زيارة البابا تواضروس
شدد فوزي على أن البابا كان أحد الوجوه المضيئة في المشهد السياسي عند الإطاحة بالإخوان، وهو بذلك يقدم نفسه في هذه اللحظة على أنه رمز مصري يزور الإمارات التي ساندت مصر بشدّة خلال تلك الفترة. 
واختتم تعليقه بقوله "أتمنى أن يعود مثل هذا الدور للقوة الناعمة المصرية خاصة وأن الكنيسة تحوّلت في عهد البابا شنودة من كنيسة محليّة إلى كنيسة عالمية لها وجودها وتمثيلها في أوروبا وكندا وأستراليا وأميركا الجنوبية" .
وتستعد الكنيسة أيضا لزيارة البابا تواضروس إلى روسيا، والالتقاء مع بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، بعد أن وجهت روسيا دعوة رسمية إلى البابا تواضروس لزيارتها، قام بتسليمها إلى البابا بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، السفير الروسي بالقاهرة، سيرجي كير بيشينك، في نوفمبر الماضي، وهى تعد أول زيارة لبطريرك الكنيسة القبطية المصرية منذ حوالي 8 سنوات، حيث كانت آخر زيارة لبطريرك الكنيسة الروسية للبابا شنودة منذ 4 سنوات، والتقى خلالها البابا شنودة في مقر كاتدرائية الإسكندرية.
بينما تأجلت زيارة الأب متياس، بطريرك الكنيسة الأثيوبية إلى القاهرة أكثر من مرة، وهو اللقاء الذى تنتظره الكنيسة المصرية، فبحسب العلاقات التاريخية تعد الكنيسة المصرية هي الكنيسة الأم للكنيسة الإثيوبية، ومن ثم من المنتظر أن يقوم الأب متياس بتهنئة البابا تواضروس بتنصيبه على الكرسي المرقسي، ثم يقوم البابا تواضروس برد الزيارة إلى أثيوبيا وتهنئة الأب متياس على تنصيبه بطريركًا للكنيسة الاثيوبية. 



شارك