أردوغان يُدير ظهره لضحايا المنجم ويدشّن حملته الانتخابية من ألمانيا

الأحد 18/مايو/2014 - 11:56 م
طباعة أردوغان يُدير ظهره
 
اردوغان يتابع فاجعه
اردوغان يتابع فاجعه المنجم
يواجه رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي، انتقادات شديدة داخلية وخارجية، بسبب اهتمامه بقضايا خارجية على حساب قضايا داخلية، وفي الوقت الذي ذرف فيه الدموع على ضحايا اعتصام رابعة العدوية في مصر، تجاهل كارثة المنجم الذي انفجر مؤخرًا في تركيا، وأسفر عن عشرات الضحايا، دون أن يذرف دمعة واحدة، وهو ما كان مصدر انتقاد عمال المناجم.
 كذلك يهتم أردوغان بالتواجد في مدينة كولونيا الألمانية، في إطار دعاية انتخابية خاصة به، في الوقت الذي يقوم فيه بقمع المتظاهرين داخل بلده، وهو ما أدى إلى إعلان أحزاب ألمانية وشخصيات سياسية، انتقادها سياسات أردوغان، وتوجيه النقد الحاد له.
حيث انتقد أحد عمال المناجم أردوغان، على تعاطفه مع ضحايا رابعة العدوية وغيرها من الحوادث التي تحدث في دول آخرى، دون أي تأثر بالكارثة التي وقعت في تركيا، وسقوط العشرات فيها بسبب تكاسل الحكومة وعدم توفير الغطاء الآمن لهم. 
العمال ينقلون الضحايا
العمال ينقلون الضحايا
من جانبه أكد الكاتب الصحفي بجريدة "توداي زمان" "شاهين الباي"، أن عدد القتلى الذين سقطوا مؤخرًا، من أخطر كوارث التعدين في تاريخ تركيا، وأن سقوط أكثر من 300 ضحية نتيجة هذا الحادث، يعد خمسة أضعاف عدد الوفيات في الحوادث مما كانت عليه في الصين، والتي يحكمها ديكتاتورية الحزب الواحد.
وانتقد الكاتب الحكومة التركية التي يراها أصبحت تتعامل بمزيد من التعسف والاستبداد مع قضايا المجتمع، وأصبح أردوغان وحكومته يحاولان شرح كل خطأ، وإلقاء التُهم على المؤامرات التي يقف وراءها الأعداء الخارجيون والداخليون، ويبحثان التستر على الفساد، من خلال السيطرة الكاملة على القضاء ووسائل الإعلام، ويقسم الناس بين أولئك الذين معه وضده.
ألقى الكاتب الصحفي بالمسئولية على الحكومة التركية بقوله:"الجزء الأكبر من المسئولية تقع على عاتق مجموعة حزب العدالة والتنمية، والذي يشكل ما يقرب من ثلثي البرلمان، فمن الواضح من صمتهم أن عددًا متزايدًا غير راضٍ عن الوضع الراهن"
بينما انتقد الكاتب التركي "عامر تاشبينار" أردوغان الذي يسعي لتقمص شخصية الضحية، مؤكدًا بقوله " بالرغم من فوز أردوغان في الانتخابات، لا يزال يلعب دور الضحية ضد القوى الخارجية، وهذه استراتيجية الانتهازية. الضحية هو جزء رئيسي من استراتيجية الحملة الانتخابية لأردوغان، ويسعى أن يظهر أمام شعبه بأنه عاجز على مواجهة القوى الخارجية".
الانتخابات الرئاسية
الانتخابات الرئاسية تقترب
لم تقتصر سهام النقد ضد أردوغان على ما يحدث داخل بلاده، وإنما هناك هجوم من نوع خاص، ردًا على قيام أردوغان بعقد جولة انتخابية في مدينة كولونيا الألمانية، بالرغم من كارثة المنجم، في إطار الحملة التي قرر أردوغان منذ وقت طويل القيام بها في عدة دول أوروبية، لكسب أصوات الناخبين الأتراك المغتربين، تمهيدًا لترشحه المرجح للانتخابات الرئاسية المقررة في أغسطس المقبل، خاصة أن ألمانيا تضم عددًا كبيرًا من المواطنين من أصول تركية.
على الجانب الآخر ندد قادة الأحزاب الألمانية بالزيارة التي ينوي رجب طيب أردوغان القيام بها إلى كولونيا بألمانيا، لعقد لقاء انتخابي خلال الأيام المقبلة، ووصفت وزيرة الدولة الألمانية لشؤون الهجرة واللاجئين والاستيعاب إيدن أوزوجوز، لقاء أردوغان الجماهيري المرتقب بـ"المشين"، واصفة صور قمع المتظاهرين بأنها "تثير القلق، ولا يمكن السكوت عليها"، بينما دعا حزب اليسار المتشدد داي لينك إلى "الاحتجاج" على لقاء أردوغان، والدعوة إلى رفضه.
من جانبه أكد حزب العدالة والتنمية، أن زيارة أردوغان لمدينة كولونيا الألمانية في الرابع والعشرين من مايو الجاري، ليست لأغراض الدعاية للانتخابات الرئاسية التركية، حيث أعلن نائب ياسين أقطاي رئيس الحزب، أن موعد زيارة أردوغان لساحة لانيكس في كولونيا، يتزامن على سبيل الصدفة مع وقت الإعداد للانتخابات الرئاسية في تركيا في العاشر من أغسطس، موضحًا أن أردوغان لم يحسم بعد مسألة ترشحه للانتخابات الرئاسية ،إلا انه عاد وقال "هناك شبه توافق داخل حزب العدالة والتنمية على ضرورة ترشح أردوغان لهذه الانتخابات، التي سيصبح من حق الأتراك المقيمين بالخارج ولأول مرة الإدلاء بأصواتهم فيها"
يذكر أن انتخابات الرئاسة التركية التي ستجرى للمرة الأولى في اقتراع عام مباشر، ستكون وللمرة الأولى أيضًا مفتوحة أمام نحو 2.6 مليون ناخب تركي يعيشون في الخارج، من بينهم 1.5 مليون في ألمانيا وحدها.

شارك