سبق صحفي لصحيفة زويد دويتشه تسايتونج والقناة التلفزيونية الحكومية الألمانية عن حياة "أبو بكر البغدادي" الإرهابي الأكثر خطورة في العالم أخطر رجل في العالم. 

 فقد كشف فريق صحفي ألماني من صحيفة زويد دويتشه تسايتونج والقناة التلفزيونية الحكومية الألمانية في تقرير بعنوان "رأس الخلافة" عن صور ووثائق حصرية عن ماضي أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، لم يسبق الكشف عنها حتى اليوم.

ويرسم التقرير صورة لطالب الدكتوراه الذي أحب السلطة منذ نعومة أظافره ولكن الفريق الصحفي الألماني الذي تقصى ماضي البغدادي لم يجد أي أصل لمزاعم البغدادي لانتسابه لآل البيت.

  وقد احتوى التقرير على ست صور لم تكن معروفة سابقا والعديد من الوثائق عن حياة أبو بكر البغدادي، ومن بين هذه الصور نسخ من شهادة تخرجه في المدرسة الثانوية، ملفه عندما كان طالبا في جامعة بغداد وشهادة جنسيته.

ومن خلال دعم مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي استطاع الفريق الصحفي التحدث مع جيران وأصدقاء البغدادي في بغداد ومدينته سامراء. 

وكشف التقرير عن أول بطاقة شخصية للبغدادي وطبقا لبطاقته الشخصية والتي تحمل رقم 234250، فقد ولد إبراهيم عواد إبراهيم البدري في تاريخ 01 / 07 / 1971 في مدينة سامراء العراقية. ووفقا لجيران عائلته فقد ولد البغدادي لأسرة مزارعين بسطاء، وهو ثالث أبناء عائلته من أصل أربعة أولاد ذكور.

كان البغدادي متعثرا في دراسته فقد اضطر إلى إعادة دراسة إحدى السنوات الدراسية وتمكن بعد ذلك من تخطي الثانوية العامة عام 1991. وقد حصل في شهادة الثانوية العامة على درجات إضافية؛ كونه "شقيقاً لأحد الشهداء"، فقد توفي شقيقه الأصغر حين كان جنديا في الجيش العراقي في عهد صدام حسين. أما البغدادي نفسه فلم يتم قبوله لتأدية الخدمة العسكرية؛ لأن شهادة صحية- صادرة عن جامعته- أظهرت أنه يعاني من "قصر النظر" في العينين.

 وبعد حصوله على الثانوية العامة تقدم البغدادي بطلب الدراسة في جامعة بغداد. وأراد طبقا لوثائق إدارة الجامعة- دراسة القانون. وكانت رغبته الثانية والثالثة هما علم اللغات وعلم التربية. ولكن درجاته في شهادة الثانوية العامة لم تكن كافية لدخول أحد هذه الفروع الدراسية، فالتحق في نهاية المطاف بكلية الشريعة الإسلامية في بغداد: بدايةً في قسم القضاء، وفي وقت لاحق انتقل إلى تعلم الدراسات القرآنية. حصل البغدادي عام 1999 على الماجستير، وكان موضوع الرسالة "تلاوات القرآن الكريم"، وبعد ذلك شرع في كتابة الدكتوراه، وفي عام 2003 تزوج من زوجته الأولى في محافظة الأنبار العراقية.

بعد دخول الجيش الأمريكي إلى العراق ألقي القبض عليه في فبراير عام 2004، أما سبب الاعتقال فغير واضح حتى الآن، واحتجزه الأمريكيون لمدة عشرة أشهر في سجن معسكر بوكا الأمريكي. واكتشف الصحفيون الألمان في تقصيهم وثيقة تعود إلى تاريخ 30 / 6 / 2004 كتب فيها عضو هيئة التدريس الجامعي-المشرف على بحث الدكتوراه الخاص بالبغدادي- ما معناه التالي: "لم يتواصل معي لأنه مسجون".

بعد الإفراج عنه في ديسمبر عام 2004 عاد إلى الجامعة، وأصبح مؤذّن مسجد في حي الطوبجي في العاصمة العراقية بغداد. وقد نال درجة الدكتوراه بتقدير "جيد جدا" في مارس 2007، وزعمت جامعة بغداد أمام الصحفيين الألمان أنها لم تعثر على أي نسخة من أطروحة الدكتوراه الخاصة بالبغدادي، وأن جميع النسخ الثلاث قد سرقت من مقر الجامعة.

يبدو أن مساره قد تغير بعد إنهائه الدكتوراه عام 2007، وهذا يتعارض مع ما يقال حول أنه كان يعرف شخصيا منذ فترة طويلة رئيس تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي، الذي قُتل في هجوم شنه الجيش الأمريكي عام 2006.

ووفقا لبيانات الحكومة العراقية والاستخبارات الغربية فقد شارك البغدادي في العمليات الإرهابية أولا في مسقط رأسه مدينة سامراء، وارتقى بسرعة داخل التنظيم الإرهابي، الذي كان في ذلك الوقت ما يزال يسمى تنظيم القاعدة في العراق. 

وفي عام 2010 انتخبه الجهاديون أميرا ورئيسا لتنظيمهم. وفي أبريل 2013 أعلن البغدادي ما أسماها "الدولة الإسلامية" أولا في العراق، ثم في العراق والشام، وأصبح ابن الأسرة البسيطة يسعى حاليا إلى إحياء خريطة العالم الإسلامي القديم والهيمنة عليها- من وجهة نظره.