قمة فرنسا.. تنسيق مخابراتي لمواجهة "بوكو حرام" حمايةً للمصالح النفطية

الإثنين 19/مايو/2014 - 10:57 م
طباعة قمة فرنسا.. تنسيق
 
رحب وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ بنتائج قمة باريس لمواجهة جماعة "بوكو حرام" المتشددة، وخصوصاً قرار التعاون بين نيجيريا والكاميرون في هذا المجال، جاء ذلك في القمة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، لمكافحة أنشطة الجماعات الإرهابية، وبحث تطورات الوضع في نيجيريا، وجمع دول المنطقة لمحاربة جماعة "بوكو حرام"، وبحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.
وكانت القمة توجت باتفاق الرئيسين النيجيري غودلاك جوناثان والكاميروني بول بيا على تنسيق جهودهما لمواجهة نشاطات جماعة "بوكو حرام" على حدود البلدين، وذلك على هامش الاجتماع، التقى جوناثان رئيسيْ بنين وتشاد "بوني يايي" و"إدريس ديبي". 
وقرر الرؤساء الأفارقة المشاركون في القمة "القيام بدوريات منسقة" وتقاسم المعلومات الاستخبارية، وتبادل المعلومات عن تهريب الأسلحة وتنفيذ آليات لمراقبة الحدود، وتعهدت الدول كذلك بوضع استراتيجية إقليمية لمكافحة الإرهاب، في إطار لجنة حوض بحيرة تشاد، واتفقت الدول المشاركة على فرض عقوبات دولية على "بوكو حرام"، وصرحت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي "وندي شيرمان" أن اقتراحاً في هذا الصدد يمكن تقديمه إلى مجلس الأمن اعتباراً من الأسبوع المقبل.
وجاء إعلان التعاون بين نيجيريا والكاميرون بعد يوم من قيام مسلحين يعتقد انهم أعضاء في جماعة بوكو حرام، بقتل مواطن يحمل الجنسية الصينية واختطاف نحو 10 آخرين، وذلك في هجوم عليهم بشمال الكاميرون، كما قامت في وقت سابق باختطاف مواطنين فرنسيين من الكاميرون، ونقلتهم إلى نيجيريا.
وكانت الخارجية البريطانية قد أفادت في وقت سابق، أن طائرة تابعة للقوات الجوية غادرت البلاد للمشاركة في جهود البحث عن الفتيات المخطوفات، ويذكر أن في أبوجا فريقاً من الخبراء البريطانيين للتنسيق مع نظرائهم الأمريكيين في هذا الإطار.
قمة فرنسا .تنسيق
قمة فرنسا .تنسيق مخابراتي لمواجهة بوكو حرام لحماية المصالح النفطية 22
وكان هيغ قد شارك مطلع الأسبوع الجاري في القمة، التي دعا إليها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، قائلا: "إن التدابير التي تم الاتفاق عليها خطوة مهمة في جمع دول المنطقة معاً لمحاربة "بوكو حرام"، وبريطانيا ستضطلع بدورها الكامل في دعمهم"، وأضاف: "اتفقنا على الفور على أن الأولوية هي مساعدة الطالبات المخطوفات ومواجهة تهديد "بوكو حرام"، واتخاذ تدابير إقليمية مثل تأليف خلية استخبارية إقليمية وتنسيق دوريات الحدود، والعمل على وضع استراتيجية إقليمية لمكافحة الإرهاب على المدى الطويل".
ولم يتضح من تصريحات أي من الرؤساء الأفارقة الخمسة إن كانوا سيقومون بالفعل بإجراءات عملية مرتقبة، لمساعدة نيجيريا في تحرير الفتيات المختطفات، وهو ما ألقى بظلال من الشكوك على تحرك وشيك بهذا الاتجاه.
ولكن لماذا اهتمت فرنسا بعمل مباردة تضم نيجيريا ودول الجوار لمواجهة نشاط جماعة بوكو حرام؟ هل بالفعل لإنقاذ رعاياها المختطفين، أم حفاظا على مصالحها؟! وهل تملك دول الجوار الأربع "تشاد، بنين، الكاميرون والنيجر، المقومات العسكرية المؤهلة لمواجهة إرهاب "بوكو حرام"؟!
تشير التقارير الأولية إلى عدم مقدرة الدول الأربع المجاورة لنيجيريا، تشكيل تكتل قوي لمواجهة "حرام"، ويرجع السبب إلى النزاع الحدودي القائم بين نيجيريا وبعض جيرانها، وتحديدا الكاميرون، غير أن الهدف من قمة باريس، التي سعت إلى دفع دول غرب إفريقيا للتعاون على الصعيد الأمني لمواجهة بوكو حرام، قد لا يتحقق على الأرض، في ظل ما تشهده هذه الدول من "ترهل" في قدراتها العسكرية.
علمًا بأن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، كان قد قام بزيارة لنيجيريا منتصف فبراير الماضي، لبحث التعاون الاقتصادي بين نيجيريا وفرنسا، لا سيما في مجال النفط، الأمر الذي أشار له موقع "جول برس" الفرنسي، تعليقًا على زيارة هولاند إلى نيجيريا.
وفيما يتعلق بمصلحة فرنسا في استقرار الوضع الأمني في نيجيريا، والحد من جماعة بوكو حرام الإرهابية، فيرجعه الخبير في الشأن الأفريقي "رولان مارشال" في حوار له مع "جول برس"، إلى أن نيجيريا تمتلك سوقًا داخلية لا يقارن بالدول المحيطة بها، إضافة إلى قوتها الاقتصادية الهائلة على مستوى قارتها، ولهذه الأسباب جاءت زيارة أولاند لنيجيريا وسط ما تشهده من تصاعد لأعمال عنف من قبل "بوكو حرام"، وأضاف "مارشال": إن اهتمام هولاند لحث مجتمع الأعمال الفرنسي بمواصلة نشاطه الاقتصادي في نيجيريا، والذي يوليه الاقتصاديون الفرنسيون أهمية رغم أزمات نيجريا الداخلية، لأنها واعدةٌ اقتصاديًا، الأمر الذي يفسر إقدام فرنسا على مجابهة جماعة إرهابية في مثل خطورة "بوكو حرام".

شارك