رغم تدهور الوضع الأمني.. الحكومة الليبية تقدم تشكيلها إلى "المؤتمر"

الأربعاء 21/مايو/2014 - 11:42 م
طباعة رغم تدهور الوضع الأمني..
 
الغضب الشعبي ضد المؤتمر
الغضب الشعبي ضد المؤتمر الوطني
تصاعد  الانقسام السياسي مع تدهور الوضع الأمني في ليبيا، في ظل توالى إعلان المجموعات المسلحة والفرق العسكرية دعم اللواء خليفة حفتر، بينما يتمسك أنصار أعضاء المؤتمر الوطني والجماعات المسلحة بالشرعية، ويرون أن ما يفعله حفتر انقلابٌ على السلطة والإرادة الشعبية، وسط تكهنات بقرب إعلان حفتر لمجموعة قرارات، للتعليق على تطورات الأوضاع الليبية.
من جانبه أصدر نوري بوسهمين، رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي، أمرًا بإلقاء القبض على كل من أعلن انضمامه إلى قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، والتي تشن عمليات ضد الجماعات المسلحة في بنغازي، كما أدان المؤتمر الوطني العام الهجوم على مدينة بنغازي، و"ترويع الآمنين فيها من قبل عسكريين خارجيين عن القانون والشرعية".
ونقلت وكالة رويترز مخاوف  قوى غربية من أن يؤدي سعي حفتر إلى إقناع وحدات من الجيش بالانضمام لحملته، إلى شق صفوف الجيش الليبي الوليد، بما يؤجج حالة عدم الاستقرار في البلاد بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي.
أحمد امعيتيق
أحمد امعيتيق
يأتي ذلك بعد أن أعلنت  قوات الدفاع الجوي الليبي انضمامها لعملية "كرامة ليبيا"، بقيادة اللواء خليفة حفتر، كما أعلن "تحالف القوى الوطنية" الليبي، بزعامة محمود جبريل، دعمه لعملية "كرامة ليبيا" وشدد التحالف على ضرورة أن "تلتزم قيادات الجيش الوطني المشاركة في العملية بالوعد الذي قطعته أمام نفسها والشعب، بعدم التدخل في شئون الحياة السياسية بأي شكل وحماية المسار الديمقراطي الذي اختاره الليبيون في الثورة"
كما أدان التحالف الليبرالي "الأعمال الإرهابية التي تمارس ضد أفراد الجيش والشرطة والقوات الخاصة، بهدف إبقاء الدولة في حالة عجز وضعف خدمة للأجندة المتطرفة والمشبوهة"
من جانبه أكد أحمد معيتيق رئيس الوزراء المكلف، سعيه لعقد حوار وطني شامل يضم جميع الفصائل الليبية بعيدًا عن السلاح، لافتًا إلى أن الحوار بالسلاح مرفوض، والدولة ذات سيادة ولابد من الشروع في بناء مؤسساتها، مشيرًا إلى أنه قدم أمس تشكيلته الحكومية للمؤتمر الوطني العام. 
وكشف معيتيق  النقاب عن أنه طلب سابقًا تأجيل البت في حكومته من أجل التواصل مع أطراف أخرى خارج المؤتمر، موضحًا بقوله " نتحاور ونتشاور مع كل الأطراف داخل وخارج المؤتمر، لأننا حريصون على أن تكون هذه الحكومة حكومة توافق وطني، الوقت حان لضرورة أن يفهم الليبيون أهمية أن يكونوا في لُحمة.
أشار بقوله" عسكرة الدولة" ليست حلاً للأزمة الحالية، وأن المصالحة الوطنية في هذه المرحلة هي المفصلية، ليس بخطاب إعلامي فقط ولكن أيضَا على أرض الواقع".
وردا على ما تردد بشأن انضمام الداخلية إلى حفتر، قال القائم بأعمال وزير الداخلية الليبي صالح مازق اليوم إن وزارته تقف مع "الشعب الليبي" وليس مع اللواء المنشق خليفة حفتر، واعتبر أن بيان انضمام الداخلية الى حفتر بيان خاطئ. 
ديبورا جونز
ديبورا جونز
على الجانب الآخر قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنها لا تؤيد أو تقبل أو تساعد في الأفعال التي قامت بها الجماعات المسلحة في الآونة الأخيرة، وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي "نواصل دعوة كل الأطراف للإحجام عن العنف والسعي لحل عبر وسائل سلمية".
بينما أكدت السفيرة الأمريكية لدى ليبيا ديبورا جونز، أن تعيين أحمد معيتيق كان "القشة التي قصمت ظهر البعير"، وأنّه ليست كل الميليشيات متطرفة،  وأشارت إلى أن اللواء خليفة حفتر أعلن أنه يقاتل الإرهابيين وليس الإسلاميين في بلاده، وأن هناك جهودً دولية من خلال موفدين معينين من أجل البدء لمصالحة داخلية في ليبيا، نحاول الوصول إلى الجميع في الوقت الحالي.
وقالت السفيرة الأمريكية خلال حديثها بندوة بمركز ستيمسون للأبحاث حول الشرق الأوسط: "إن تعيين أحمد معيتيق رئيسًا للوزراء كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، وأن الإعلان الدستوري في ليبيا لم يتضمّن مواعيد محددة وهذه مشكلة".
يأتى ذلك في الوقت الذى أعلن فيه تجمع إعلاميي طرابلس وأعضاء المؤسسة الوطنية للصحافة، تأييدهم لعملية الكرامة، وقالوا في بيان بثّته بعض الفضائيات الليبية إنهم يقفون مع الشعب الليبي ومع الجيش الوطني صفًا واحدًا.

شارك