رغم تهديدات الجيش.. المؤتمر الليبي يجدد الثقة في الحكومة ويدخل البلاد في حرب طائفية

الإثنين 26/مايو/2014 - 12:06 ص
طباعة رغم تهديدات الجيش..
 
عملية تأييد شعبي
عملية تأييد شعبي لحفتر
في الوقت الذي نزل فيه آلاف الليبيين إلى الشوارع يؤيدون "عملية الكرامة" بقيادة اللواء خليفة حفتر، وملاحقة العناصر الإرهابية، جدّد المؤتمر الوطني "البرلمان"، الثقة في الحكومة المؤقتة، ليُدخل البلاد في نفق المجهول كما يراه المتابعون، خاصة أن هذه الخطوة تأتي دون توافق مجتمعي بشأنها، وبدلا من الخوض في شرعية هذه الحكومة، يقوم المؤتمر الوطني بتحدي ما يجري على أرض الواقع ويجدد الثقة فيها.
من جانبه انتقد الحبيب الأمين  وزير الثقافة والمجتمع المدني بالحكومة الموقتة منح الثقة لحكومة الدكتور أحمد معيتيق قبل الفصل في شرعية وصولها التي جرى حولها جدل قانوني وسياسي كبير بمثابة "دق طبول الحرب"
وشدد على أن هذه الخطوة التي أقدم عليها المؤتمر الوطني ستُدخل ليبيا في صراع مسلح على السلطة، ويقودها إلى الصدام المباشر دون وعي لتداعيات ذلك، مشيرًا إلى أن بعض أعضاء المؤتمر لا يدرك حجم المسئولية الملقاة على عاتقهم، ولا يُدرك أن الشعب والجيش تحرك، والمسار الديمقراطي في خطر بسبب التدهور الأمني.
شدد على أنه يشعر بقلق المواطنين في ليبيا على مستقبل وطنهم الذي لا يتحمل المخاطر التي يتعرض لها، ويسهم في تأجيجها خطوات لا يعلم من يقوم بها خطورتها.
السلاح يقلق المواطن
السلاح يقلق المواطن الليبي
وتأتى هذه الخطوة من المؤتمر الوطني، بالرغم من صدور بيان عن الجيش يحذر من خطورة عقد هذا الاجتماع، حيث أعلن متحدث باسم الجيش الليبي قائلًا: "أي انعقاد للمؤتمر الوطني العام سيكون هدفاً للمنع والاعتقال، وأي اجتماع للمؤتمر في أي مكان يعد عملاً غير مشروع، ويقع تحت طائلة المساءلة القانونية".
ومع صدور بيان الجيش، أعلن أربعون عضواً من المؤتمر الوطني دعمهم الجيش والشرطة ورفضهم كل أشكال العنف.
وكانت رئاسة المؤتمر حثت النواب، في رسالة قصيرة، على المشاركة في الاجتماع، مشيرة إلى أنه ربما "يكون الأخير"، وتأخر انعقاد الجلسة إلى المساء، بسبب عدم توافر النصاب.
وبالرغم من اختيار معيتيق رئيساً للحكومة بداية مايو في جلسة للمؤتمر الوطني سادتها الفوضى، واتهم النواب الليبراليون يومها زملاءهم الإسلاميين بالسعي إلى فرض معيتيق، غير أن  المؤتمر أجّل هذا التصويت على حكومة معيتيق، الثلاثاء الماضي، بطلب من رئيس الوزراء الجديد نفسه الذي طلب المزيد من الوقت للتمكن من تقديم حكومته إلى المؤتمر.
أحمد معيتيق
أحمد معيتيق
سبق وأن أكد اللواء خليفة حفتر أن الشعب الليبي أعطاه "تفويضا" لمكافحة الإرهاب بعد خروجه في مظاهرات الجمعة الماضي، متعهدا بأن يكون "على مستوى التحدي" استجابة لما قال إنها أوامر الشعب الليبي.
وخاطب حفتر الليبيين قائلا "أيها الشعب الليبي، أنت أصدرت أوامرك، ولا رجعة عن قبول التفويض ومواجهة التحدي"، مؤكدًا على أن قواته لن تعود إلى ثكناتها حتى تهزم الإرهاب، داعيًا الشعب الليبي إلى مواصلة دعمه لحملته.
على الجانب الآخر يري مراقبون أن عملية لكرامة يكتنفها الغموض، ولم يعد أحد يعرف مصيرها، واعتبر عبدالحكيم بريدان المحلل السياسي الليبي  بالرغم من هذا الدعم الذي حصده حفتر، يكتنف "كرامة ليبيا" غموض وضبابية في الغايات والأهداف التي من ورائها، وإنْ كان المعلن عنه أنها موجهة لاجتثاث الإرهاب الذي بدا متفشيًا في البلاد. وقال بريدان: "إنّ قائد هذه العملية لم يفصح عن مكامن الإرهاب الذي سيواجهه، ولم يفصح كذلك إنْ كان لديه متهمون واضحون يقفون خلف سلسلة الاغتيالات التي شهدتها ليبيا طيلة السنوات الثلاثة الأخيرة أم لا"

شارك