مضيق المندب ...باب البترول العربي للعالم

الجمعة 27/مارس/2015 - 01:21 م
طباعة مضيق المندب ...باب
 
يمثل مضيق باب المندب بموقعه الاستراتيجي والاقتصادي دافعا مهما لدخول مصر بقواتها العسكرية في المعارك المشتعلة باليمن خاصة، وذا علمنا أن قوات الحوثيين كانت تسيطر علي ميناء (المخا ) على مقربة 80 كيلو مترا فقط من مضيق باب المندب الحيوي والمنفذ الأمثل لخروج البترول العربي من البحر الأحمر إلى العالم بمعدل 3 ملايين ونصف مليون برميل بترول يوميا ! من هنا يتردد اسم المضيق الخطير في وسائل الإعلام كهدف مهم في هذه الحرب، الأمر الذي جعلنا نقدم هذا التقرير عنه. 
مضيق المندب ...باب
مضيق باب المندب ممر مائي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب.والمسافة بين ضفتي المضيق هي 30 كم (20 ميل) تقريبا من رأس منهالي في الساحل الآسيوي إلى رأس سيان على الساحل الإفريقي. جزيرة بريم (مَيّون) التابعة لليمن، تفصل المضيق إلى قناتين الشرقية منها تعرف باسم باب اسكندر عرضها 3 كم وعمقها 30م. أما القناة الغربية واسمها "دقة المايون" فعرضها 25 كم وعمقه يصل إلى 310 م. بالقرب من الساحل الإفريقي توجد مجموعة من الجزر الصغيرة يطلق عليها الأشقاء السبعة. هناك تيار سطحي يجري للداخل في القناة الشرقية, وفي القناة الغربية فهناك تيار عميق قوي يجري للخارج, مياه الممر دافئة (24- 32.5درجة مئوية)، والتبخر فيه شديد (2200-3000مم سنوياً) مما يُفقد البحر الأحمر كميات كبيرة من المياه تعوضها مياه تدخله من خليج عدن خاصة في الشتاء, أما في الصيف فتخرج من البحر الأحمر مياه سطحية, وتقدر حصيلة التبادل المائي في باب المندب بنحو ألف كم3 لمصلحة البحر الأحمر, وتصل ملوحة مياه الممر إلى 38بالألف، وحركة المد فيه إلى نحو المتر, نشأ الممر نتيجة تباعد أفريقيا عن آسيا بالحركة البنائية للصدع السوري الإفريقي الذي كوّن البحر الأحمر في أواخر الحقبة الجيولوجي الثالث في عصري الميوسين والبليوسين.

الأهمية الاقتصادية

الأهمية الاقتصادية
ظلت أهمية باب المندب محدودة حتى تم افتتاح قناة السويس 1869 وربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط وعالمه. فتحول إلى واحد من أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان أوربية والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرقي أفريقيا. ومما زاد في أهمية الممر، أن عرض قناة عبور السفن، وتقع بين جزيرة بريم والبر الإفريقي، هو 16كم وعمقها 100-200م. مما يسمح لشتى السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر على محورين متعاكسين متباعدين. ولقد ازدادت أهميته بوصفه واحداً من أهم الممرات البحرية في العالم، مع ازدياد أهمية نفط الخليج العربي. ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين، بأكثر من 21000 قطعة بحرية سنوياً (57 قطعة يومياً).
لليمن أفضلية إستراتيجية في السيطرة على الممر لامتلاكها جزيرة بريم، إلا أن القوى الكبرى وحليفاتها عملت على إقامة قواعد عسكرية قربه وحوله وذلك لأهميته العالمية في التجارة والنقل، كما سعت الأمم المتحدة في عام 1982 لتنظيم موضوع الممرات المائية الدولية ودخلت اتفاقيتها المعروفة "باتفاقية جامايكا" حيز التنفيز في شهر نوفمبر من عام 1994. وتبقى أهمية باب المندب مرتبطة ببقاء قناة السويس أولاً وممر هرمز ثانياً مفتوحين للملاحة، أمام ناقلات النفط خاصة. وتهديد هذين الممرين أو قناة السويس وحدها يحول السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح

الأهمية الاستراتيجية

الأهمية الاستراتيجية
للمضيق أهمية إستراتيجية، حيث أنها تعتبر قناة ما بين البحر الأحمر والمحيط الهندي عبر قناة السويس. في عام 2006م مر عبر المضيق سفن محملة (إجمالا) ب3.3 مليون برميل من النفط. وتمثل هذه حوالى 7.5% من كل حمالات النفط (بالسفن) في العالم في تلك السنة. هذه الأرقام تعتبر صغيرة بالمقارنة بمضيق هرمز والتي يعبر من خلالها 40% من حمالات النفط (بالسفن) في العالم ولكن بسبب معركة النفوذ على هرمز تود الدول المجاورة بسط نفوذها على باب المندب كبديل. فإسرائيل لديها نفوذ في المندب بالتنسيق مع جيبوتي وأثيوبية واليمن خسر بعض نفوذه بسبب التدخل الأمريكي, يذكر أن اليمن أغلقت المضيق على إسرائيل في حرب 1973.

شارك