مستقبل سوريا في ظل تنامي جماعات الإرهاب والتطرف

الخميس 29/مايو/2014 - 12:14 ص
طباعة الإرهاب يتوغل  في الإرهاب يتوغل في الأراضي السورية
 
عناصر إرهابية
عناصر إرهابية
احتضان الأراضي السورية لجماعات الإرهاب والتطرف تثير مخاوف المجتمع الغربي ودول الجوار، وهو ما حذرت منه تقارير دولية، خاصة في ظل تنامي نفوذ جماعات تابعة لتنظيم القاعدة، وانتشار عدد كبير من المقاتلين الأجانب ضد النظام السوري وتهديد دول الجوار، وهو الوضع الذي أصبح يقلق المجتمع الدولي؛ مما دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إعلانه مساعدة جماعات معتدلة بدلًا من ترك الساحة السورية أسيرة لجماعات العنف التطرف؛ الأمر الذي يثير تساؤلات عدة بشأن مستقبل هذه الجماعات على الدولة السورية ودول الجوار، وعلاقة هذه التطورات بمستقبل تنظيم القاعدة. 
من جانبه قال جاري كوينلان رئيس لجنة العقوبات ضد القاعدة، التابعة لمجلس الأمن الدولي: إن الاتصالات في سوريا بين مقاتلين أجانب قد تسهم في تشكيل شبكات متطرفة جديدة في الدول العربية وأوروبا، وأن وصول آلاف الجهاديين الأجانب إلى سوريا للقتال إلى جانب جماعات مثل جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، سيترتب عليها إنشاء شبكات متطرفة جديدة.
اللجنة تفرض عقوبات (مثل تجميد أرصدة وحظر السفر والحظر على الأسلحة على مجموعات أو أفراد مرتبطين بالقاعدة، وتضع اللجنة "جبهة النصرة" على القائمة السوداء، كما تم إضافة جماعة "بوكو حرام" النيجيرية.
ونوه في عرضه مخاطر هذه الجماعات أمام مجلس الأمن،  إلى أن "عودة هؤلاء المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم الأم أو بلدان أخرى مع أفكار جديدة وخبرة كبيرة مصدر قلق"، مشيرا إلى بروز جيل جديد من القادة داخل القاعدة "هم في الثلاثين أو الأربعين من العمر".
أوضح أن هؤلاء القادة الشباب "قادرون أكثر على تجنيد جيل جديد من الناشطين خصوصاً من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وتنظيم القاعدة بات اليوم أكثر تفككاً لكن الانتقال إلى تجنيد متنوع ومحلي جعله أكثر مقاومة".
مؤيدون للنصرة والإرهاب
مؤيدون للنصرة والإرهاب
أكد كوينلان "العبوات اليدوية الصنع" المستخدمة في أفغانستان والعراق خصوصاً أصبحت "السلاح المفضل" للتنظيم وأتباعه، ويتم توزيع طرق الاستخدام لصنع هذه العبوات وغالباً ما يلجأ الأفراد إلى هذه الأساليب.
كما تجري اللجنة اتصالات الآن باختصاصيين في صنع هذه الأسلحة والمؤسسات الخاصة التي تنتج عناصر لصنعها، مشجعا الدول الأعضاء على توزيع المعطيات البيومترية للأفراد المدرجين على القائمة السوداء لتسهيل عمليات المراقبة على الحدود.
يأتي ذلك في ظل تحذيرات من تنامي نفوذ الجماعات المحسوبة على تنظيم القاعدة في سوريا، وأن الأراضي السورية أصبحت مكانا خصبا لانتشار هذه الجماعات، وتهديد منطقة الشرق الأوسط بل والعالم وليس النظام السوري فقط. 
هذا الموقف أيده سامي العسكري النائب عن ائتلاف دولة القانون بالعراق، وأكد أن العراق في حرب مفتوحة ضد "الإرهاب"، إلا أن الأزمة السورية أنعشت تنظيم القاعدة بعد انحساره في عامي 2009 و2010".
أشار العسكري إلى أن الأزمة السورية أنعشت تنظيم القاعدة، مؤكدا ذلك بقوله: "ظهرت لنا النصرة وداعش بعد انحسار تنظيم القاعدة في العراق خلال عامي 2009 و2010، وهذه التنظيمات تسيطر اليوم على مدن وحقول نفطية في سوريا".
ويرى متابعون عراقيون أن  العراق يعاني من انتشار واسع لتنظيمات متشددة مسلحة لها امتدادات في الجارة السورية، أبرزها تنظيم "داعش" الذي يتركز وجوده في محافظة الأنبار وبعض المحافظات الأخرى كنينوي وصلاح الدين وديالي وبابل.
أوباما
أوباما
وسبق أن حذر حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان من أن وجود مقاتلين أجانب في سوريا، معتبرا ذلك يمثل تهديدا عالميا عندما يحين موعد عودتهم إلى أوطانهم، وأضاف بقوله: "تبين بوضوح، أن الذين جيء بهم إلى سوريا أصبحوا يهددون جميع من أرسلهم وساعدهم وأعطاهم الأموال".
على الجانب الآخر وعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بزيادة الدعم الأمريكي للمعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل في وقت واحد نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومتطرفين إسلاميين، مصرحا خلال خطاب ألقاه في أكاديمية "وست بونت" العسكرية في ولاية نيويورك: "سأعمل مع الكونجرس لزيادة الدعم لهؤلاء في المعارضة السورية الذين يقدمون أفضل بديل من الإرهابيين والديكتاتور الوحشي".
كما أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن الرئيس الأمريكي يعتزم السماح لقواته بتدريب مقاتلين من المعارضة السورية التي يعتبرها معتدلة تهدف لمواجهة المعارضة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الموقف ثمرة مشاورات استمرت عامًا كاملا داخل الإدارة الأمريكية، وسط تجاذب بين تيار يطالب بزيادة الضغط على النظام السوري وآخر يخشى الانزلاق نحو نزاع جديد في الشرق الأوسط.
جبهة النصرة إحدى
جبهة النصرة إحدى جماعات الإرهاب فى سوريا
وفي خطوة مفاجئة أرسل السيناتور الأمريكي ريتشارد هـ. بلاك عن ولاية فرجينيا رسالة للرئيس السوري بشار الأسد يشكر فيها الجيش السوري على بطولاته في مكافحة الإرهاب، ووصف الإرهابيين بـ"مجرمي حرب متوحشين ومرتبطين بالقاعدة"، و"مرتزقة" يدخلون سوريا لقتل الشعب، مؤكداً أن قلة من الأمريكيين يدركون أنهم يدعمون نفس الجهة التي قامت بحوادث 11 سبتمبر 2001، وأن هؤلاء هم أنفسهم من يذبحون المدنيين ويستخدمون التفجيرات في سوريا ليقتلوا النساء والأطفال.
وشكر السيناتور الرئيس الأسد حسب ما كشف موقع "دي برس" في رسالة تم إرسالها في أبريل الماضي، وسربت إلى الإعلام منذ أيام، مشيدا ببسالة ومهارة الجيش السوري، على تعامله "المتّسم بالاحترام مع جميع الطوائف"، بينما سلك المسلحون سلوك "اللصوص والمجرمين والمخربين"، متمنيا استمرار انتصارات الجيش السوري بوجه الإرهابيين.
قال السيناتور الأمريكي: "إني لا أستطيع أن أفسر كيف أن الأمريكيين الذين عانوا ضرراً عظيماً على يد القاعدة قد خدعوا بحيث يساندون المتطرفين، إلا أني أعلم أن مسئولين عدة في الولايات المتحدة لا يوافقون على سياسة تسليح وتدريب الإرهابيين الذين يعبرون حدودكم قادمين من الأردن وتركيا".

شارك