مقترحات “النور” لتعديل قانون البرلمان طائفية..إسترضاءً لقواعده ..وبوابة خلفية للإخوان..!!

السبت 31/مايو/2014 - 07:40 م
طباعة مقترحات “النور” لتعديل
 
أثارت المقترحات التى عرضها حزب النور السلفى على اللجنة القانونية المكلفة بتعديل قانون الإنتخابات  ،حالة من الجدل الواسع في الاوساط السياسية ، بمجرد الإعلان عنها من جانب الحزب ، أبرز الاعتراضات كانت  حول ما يقترحه حزب النور بخصوص "النظام الإنتخابي " بأن تتم الانتخابات بنسبة 50% للقوائم و50% للمستقلين، وكذلك اقتراح أن يتم تخصيص دائرة فى كل محافظة  تكون مقتصرة على المرأة والأقباط بدلاً من وضع 3 من السيدات و3 من الأقباط على قوائم كل حزب سيشارك في الإنتخابات البرلمانية

استياء قبطى من مقترحات النور

استياء قبطى من مقترحات
ولعل أبرز من أبدو إستيائهم من موقف النور ومقترحاته ، الأقباط والتيارات السياسية الرافضة لعودة جماعة الإخوان الإرهابية للحياة السياسية ,حيث أعتبر سياسيون اقباط أن الدولة المصرية تبنى عهداً جديداً من الديمقراطية ، من خلال التأكيد على مفهوم المواطنة ، وهو ما يتوجب نبذ أى مظهر من مظاهر الطائفيه ، عن طريق ترسيخ مبادئ المساواة ، حيث اعتبروا ان النور السلفى يؤصل للطائفية والتمييز، واستند الرافضين لمقترح النور من الأقباط ، على موافقة غالبيتهم على إلغاء "الكوته" البرلمانية ، من منطلق القضاء على مفهوم الأقلية التى تلاشت مع انصهار الشعب المصرى فى بوتقة الثورة المصرية ، وكسر حاجز الإقصاء ومنهج التفرد، وسيطرة فكرة او فصيل على مجريات الحياة السياسية.
وأعتبر المتابعين للشأن القبطى فى مصر، أن حزب النور لم يبدى تلك المقترحات بحسن نيه او بهدف سياسى بحت، لكن النوايا تضمر محاولة لإثارة الأوضاع الداخلية خدمة لجماعة الاخوان، التى هددت بخلق فتن وصعوبات فى مواجهة الرئيس القادم، خاصة وأن المؤشرات شبه النهائية  تؤكد فوز المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى، العدو اللدود للجماعة وتابعيها.

النور يسترضى قواعده بالطائفية

النور يسترضى قواعده
فيما ذهب بعض المتابعين أن يكون مقترح النور محاولة إسترضاء لبعض جماهير وقواعد التيارات السلفية التى انصرفت عن الحزب، وتلاحمت مع جماعة الإخوان بعدما استشعرت البرجماتية التى يدير بها الحزب شئونه السياسية، مهملاً القاعدة الأيدولوجية التى التف حولها مؤيدوه، ثم انقلبوا عليه كليةً ، بعدما وجدوا "النور" يتخلى عن مشروع "الشريعة "، الهدف الأسمى لأعضاء الحزب والتيار السلفي في عمومه ، كما جاء تأييد "النور" لثورة 30 يونيو وخارطة الطريق، والتى يرونها لا تحمل مشروعا دينيا ،مثل جماعة الإخوان على حسب وجهة نظرهم.
ويستطيع المتابع لعملية الإنتخابات الرئاسية ،أن يدرك ضعف القاعدة السلفية المسانده للنور فى العمل السياسى، حيث لجأ النور" للشو" الإعلامى عن طريق المؤتمرات الشعبية المؤيدة للسيسى، وطباعة مئات الالاف من لافتات الدعاية الانتخابية، وهو ما حاول النور أخفاءه خلال الفترة الماضية، لكنه عاد ليواجهه مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، والتى تكشف حقيقة الكتلة التصويته للنور ،ولا يوجد طريق لتجاوز تلك الازمة التي باتت  تقلق  قيادات حزب النور إلا بإسترضاء القواعد الغاضبة، ومن وجهة نظر المحللين أن النور عرض تلك المقترحات ،وهو يدرك تمام الادراك انها لن تلقى قبول اللجنة المشكلة لتعديل مشروع قانون الإنتخابات، وكذلك النخبة السياسية والأحزاب المدنية والقاعدة الشعبية ،لكنها تهدف لمغازلتة قواعده، وتيار الإسلام السياسى الباحث عن دور له فى الحياة السياسية القادمة.

مقترحات النور بوابة خلفية لعودة الإخوان

مقترحات النور بوابة
كما أعتبر سياسيون أن طرح حزب النور السلفى ،مقترح أن يسمح القانون بأن يخوض 50% من المستقلين الإنتخابات البرلمانية ، بمثابة بوابة خلفية لخوض تنظيم الإخوان الإرهابى وفروعه ومؤيديه الإنتخابات البرلمانية ،حيث أن التنظيم يملك عددا من الخلايا النائمة، المؤهله لخوض الإنتخابات البرلمانية ،من عناصر الصف الثالث والرابع من التنظيم ،والذين تمت ترقيتهم بعدما شهدت الساحة عملية حبس واعتقال واختفاء وهروب لقيادات وكوادر الارهابية بعد 30 يونيو.
وأشار خبراء سياسيون إلى أن جماعة الإخوان مازالت تملك بعض مفاتيح اللعبة الإنتخابية ، ومازالت قادرة على ممارسة أساليب الحشد التصويتى فى الإنتخابات ، خاصة حينما تدفع بعناصر غير محسوبة على التنظيم فالتنظيم يستغل الواقع الإجتماعى فى حشد الأصوات ،كما حدث خلال الإنتخابات والإستفتاءات الماضية ،حيث أن هناك دوائر إنتخابية كثيرة يعانى سكانها من الفقر والجهل والتهميش ،وهى البيئة التى تنشط فيها الجماعة وتعتبرها "مفرخه" إستقطاب سياسى وإيدلوجى.

الإيدلوجية الطائفية والعنصرية تفضح نهج النور

المنهج الفكرى للدعوة السلفية وذراعها السياسى "حزب النور"، لم يتزحزح مثقال ذرة عن مشربه الوهابى، رغم كل الإسترضاءات ورسائل التطمين  التى حاول تقديمها للشعب والسلطة لتغيير حقيقته فى الفترة الماضية، فالمقترحات التى قدمها النور للجنة تعديل مشروع الإنتخابات فضحت الجانب الوهابى المتجذر فى شخصية الدعوة السلفية وحزبها، مقترحات النور تلقى الضوء على جانب أخر من المعادلة الفكرية للحزب، الذى يسعى من خلالها لتصحيح وتوفيق أوضاعه مع قواعده ومسانديه من القوى المتأسلمه، عن طريق فكر إقصائى متطرف، يتعامل مع الفرد على حسب دينه وجنسه بعيداً عن ما يدعيه من قبوله  بالمساواة والديمقراطية، ...وهكذا تتغلب النزعه الطائفية على خطة وطموح حزب  النور للخروج من ازمته.

شارك