تهديد المعارضة البحرينية بالانسحاب من البرلمان.. مأزق جديد يواجه المملكة

الأحد 01/يونيو/2014 - 11:06 م
طباعة تهديد المعارضة البحرينية
 
مظاهرات المعارضة
مظاهرات المعارضة
هددت أكبر الأحزاب المعارضة البحرينية، التي تسيطر عليها الغالبية الشيعية، بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقررة العام الحالي، إذا لم تتقدم الحكومة بحل سياسي شامل للأزمة التي تعصف في البلاد منذ فبراير 2011، بعد أن انتفض الشيعة إثر الانتفاضة الشعبية في كلٍ من تونس ومصر.
وأعلنت المعارضة البحرينية أن الانتخابات يجب أن تُفضي إلى حكومة منتخبة، تمثل الإرادة الشعبية وقضاء مستقلًا وأمنًا للجميع، كما حثت المجتمع الدولي على مساعدتها في اتباع انتقال ديمقراطي سلمي.
ويشتد الصراع في البحرين بين إرادات بين السلطة الحاكمة والمعارضة، إذ يقوم النظام الحاكم بفرض قوته عبر أجهزته الأمنية وشن حملات واسعة من الاعتقالات في صفوف النشطاء والتعذيب وفقا لتقارير المؤسسات الحكومية، إضافة إلى حملات التخويف والترهيب والترغيب، وسياسة الحرب الإعلامية، واستدعاء سفرائه في العالم وتوجيههم لمواجهة الحملات الدولية ضد نظامه، و كل هذه الأمور أحرجت الدول الغربية الصامتة حول نظام البحرين طوال الفترة الماضية، إذ كل ما فعله الغرب هو محاولات نصح النظام لتقديم التنازلات لإنقاذ نفسه، ونتيجة عدم نجاح النظام في إيجاد الحلول.
في الوقت الذي تم فيه تدويل الملف البحريني، وتحوَلت البحرين إلى قضية بيد الدول القوية للمساومة عليها بحسب مصالحها، ذكرت قناة فوكس نيوز الأمريكية، أن تحالف المعارضة المكوّن من 4 أحزاب، والمعروفة باسم أحزاب المعارضة الديمقراطية بالبحرين، أعلنت أنها لن تشارك في الانتخابات، إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق سياسي واضح يعكس إرادة الشعب.
ولفتت إلى أن رفض النظام الحاكم الدخول في مفاوضات جدية ورفضه التوافق على حل للأزمة يضع البلاد أمام مستقبل غامض، كما سيضع المعارضة أمام خيار وحيد وهو الاستمرار في الحراك الشعبي السلمي الذي انطلق في 14 فبراير 2011، والعمل على زيادة زخم هذا الحراك بمختلف الوسائل المشروعة.
حزب الوفاق
حزب الوفاق
وقام حزب الوفاق، أكبر أحزاب المعارضة، بسحب 18 من أعضائه بالبرلمان، خلال 2011، بعد أن أقدمت السلطات البحرينية على قمع الاحتجاجات في البلد الخليجي الذي تسيطر عليه الأغلبية الشيعية، وهي المظاهرات التي طالب المحتجون خلالها بالمزيد من الحرية السياسية والحقوق المتساوية.
ويتألف البرلمان البحريني من 80 مقعدًا، تُقسم بالتساوي بين مجلسي الشيوخ والنواب، وتعقد الانتخابات كل 4 سنوات، وكانت المرة الأخيرة التي قاطعت فيها المعارضة الانتخابات 2002.
ويعتبر رفض النظام الحاكم الدخول في المفاوضات الجدية ورفضه التوافق على حل للأزمة، مأزقًا جديدًا يضع البلاد أمام مستقبل غامض، كما سيضع المعارضة أمام خيار وحيد وهو الاستمرار في الحراك الشعبي السلمي.
ويقوم النظام البحريني بمحاولة فرض إرادته على الشعب بالقوة الأمنية والمال، ومع اقتراب تدخل الدول الكبرى للضغط على النظام من جهة، وعلى القوى السياسية البحرينية المعارضة من جهة أخرى، ظل النظام متمسكًا بخيار فرض قوته العسكرية والأمنية على الأرض، ليجعل من ذلك ورقة للمساومة، مستخدمًا عدة أدوات في ذلك، منها اعتقال وملاحقة أكبر عدد كإصراره على إبقاء النشطاء الحقوقيين في السجون.
النظام والمعارضة
النظام والمعارضة
ومع كل هذا يدرك النظام البحريني مدى حساسية الموقف وخطورة وضعه، والتغيرات التي تشهدها المنطقة، عبر الاتفاق الأمريكي الغربي مع إيران، واهتزاز مجلس التعاون الخليجي ورفض عمان لفكرة الاتحاد الخليجي، والتهديد بالانسحاب، بينما السعودية الدولة - التي تعتمد عليها حكومة البحرين في الصمود عبر المساعدات المالية والدعم السياسي والحماية العسكرية.
أصبح النظام البحريني في موقف صعب كما يؤكد المتابعون والمحللون، الذين يرون ضرورة أن يقوم النظام بالإسراع لتحقيق مطالب الشعب البحريني، وأن تكون هناك إرادة حقيقية للتغيير بعد فشل سياسة الترويج الإعلامي للحوار الوطني العقيم، والأساليب البوليسية، لتحقيق مكاسب على الأرض لفرض قوته في الحوار والتفاوض، وتقديمه حلولًا عبر الإفراج عن المعتقلين وإيقاف الآلة البوليسية.
يأتي ذلك في الوقت الذى تقف البحرين أمام تحديات كبيرة في ظل مواجهة الشعب القوي بالنظام الضعيف.
وكانت هناك رؤية لبعض المحللين لتطورات البحرين، تتمثل في وعي الشعب البحريني فيما يدور، وأن يستفيد من تجاربه السابقة في حراكه مع النظام، ومن تجارب الشعوب في مقاومة الظلم والاستبداد.
وتقول المعارضة إن النظام في البحرين لايزال يمعن في الخيار الأمني القمعي على حساب الحل السياسي الجاد والشامل، ولايزال الحوار الجاد والحقيقي غير موجود.

شارك