الانتخابات السورية بين رفض المعارضة والدعم الروسي

الإثنين 02/يونيو/2014 - 10:20 م
طباعة الانتخابات السورية الانتخابات السورية
 
سيرجي لافروف
سيرجي لافروف
وسط تصاعد الأزمة السورية وتفشي أعمال العنف، حذَّرت موسكو من التدخل الخارجي بزعم المساعدات الإنسانية، والتأكيد على أن هناك استعدادًا تامًا لتخفيف معاناة المواطنين السوريين دون "تسييس"، واتخاذها ذريعةً لفرض شروط معينة في الأراضي السورية.
ويتزامن ذلك قبل ساعات من الانتخابات الرئاسية في سوريا، وتأكيد وفد من المراقبين الروس بأن الاستعدادات للانتخابات لم تشهد أي انتهاكات أو خروقات من النظام الحاكم، فيما كشف استطلاع حديث للرأي أن 78% من المهاجرين واللاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان اعتبروا أن الانتخابات ليست انتخابات رئاسية شرعية، مقابل 17% أفادوا أنها شرعية.
من جانبه أكد "سيرجي لافروف" وزير الخارجية الروسي، أن موسكو مستعدة دائمًا لبحث الوضع الإنساني في سوريا واتخاذ خطوات إضافية لتخفيف معاناة السكان، لكنها تعارض محاولات تسييس الموضوع الإنساني واستغلاله للمطالبة بالتدخل الخارجي في الأزمة. 
أوضح لافروف بقوله "إننا مستعدون دائما لبحث المسائل الإنسانية، ولا سيما المسائل المتعلقة بإيصال المساعدات إلى السكان المدنيين، وتؤيد موسكو القرارات السابقة لمجلس الأمن الدولي بهذا الشأن، كما أنها مستعدة للنظر في اتخاذ خطوات إضافية في الوقت الراهن، الشيء الأهم هو ألا يتم تسييس هذه المسائل واستغلالها كذريعة لإثارة التصعيد وتجييش الرأي العام الدولي لدعم التدخل الأجنبي في الأزمة السورية". 
وأكد لافروف أن "الغرب يعمل على إثارة التوتر حول سورية ويمهد للتدخل الخارجي، ومازال يحاول تمرير قرار دولي بشأن سورية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على إمكانية استخدام القوة العسكرية الخارجية، وإنه أمر غير مقبول لأننا نعرف ما يخطط له هؤلاء الذين يطرحون مثل هذه الاقتراحات". 
علي خامنئ
علي خامنئ
من جانبه قال علي خامنئي  "المرشد الأعلى في إيران"، إن بعض دول المنطقة التي تدعم "الجماعات التكفيرية" في سوريا ستدفع ثمنًا باهظًا عن هذا الدعم في المستقبل غير البعيد، موضحًا بقوله  "للأسف أن بعض دول المنطقة غير متنبهة للخطر الذي ستسببه الجماعات التكفيرية لها هي نفسها في المستقبل"، جاء ذلك خلال لقائه اليوم مع أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح .
جاءت نتائج استطلاع الرأي العام الذي نفذه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الأردن على عينة يبلغ عددها 5267 مستجوبًا ومستجوبة، وأظهرت نتائج الدراسة أن أغلبية الرأي العام السوري في الخارج، بنسبة تزيد على 75%، ترى أن الانتخابات الرئاسية غير ممثلة للشعب السوري، وأن 28% من المستجوبين في الاستطلاع يرون أن إيران هي التي تحكم سوريا اليوم، ثم بشار الأسد وعائلته (22%)، فروسيا (16%).
وأوضح محمد المصري، رئيس برنامج الرأي العام في المركز العربي ، إن هذا الاستطلاع هو الأضخم من نوعه على صعيد حجم العينة، والأول من نوعه للتعرف على آراء المهجّرين واللاجئين السوريين نحو القضايا السياسية في بلدهم، مشيرا إلى أن الاستطلاع أُنجز في 377 تجمعًا سكانياً داخل المخيمات وخارجها، واعتمد العينة الطبقية على مستويات جغرافية متعددة والمتعددة المراحل، موزعة على تلك التجمعات وخارجها، بحسب أسلوب التوزيع المتناسب.
المرشحون فى الانتخابات
المرشحون فى الانتخابات السورية
وأظهرت نتائج الاستطلاع أن هناك شبه توافق بين أغلبية اللاجئين السوريين، بنسبة 78% من المستجوبين، على أنه "من الأفضل لسوريا اليوم أن يتنحّى بشار الأسد عن السلطة"، وذلك لعدة أسباب، أهمها: ارتكابه مجازر وجرائم قتل وقمع وتشريد ضد الشعب السوري، ولأنه السبب الرئيس لما وصلت إليه الأوضاع في سوريا اليوم، ولأن تنحّيه سيؤدي إلى حل الأزمة في سوريا، بينما عارض تنحّي الأسد 17% من المستجوبين الذين برروا موقفهم بأنه هو الأفضل والأقوى ليحكم سوريا، أو أنه الأقدر للحفاظ على الدولة.
وحسب ما أعلنته وزارة الداخلية السورية، فإن عدد السوريين الذين يحق لهم الانتخاب يبلغ 15 مليوناً و845 ألفاً و575 ناخباً داخل سورية وخارجها، وتجرى الانتخابات في 9601 مركز انتخابي تضم 11776 صندوقاً في جميع المحافظات السورية. 
العمليات المسلحة
العمليات المسلحة مستمرة
يأتي ذلك في الوقت الذى دعت فيه هيئة أركان ما يعرف بـ"الجيش السوري الحر"، المرتبطة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، إلى مقاطعة الانتخابات، كما صدرت دعوات مماثلة عن أحزاب من معارضة الداخل. 
بينما اعتبرت الأمم المتحدة أن إجراء الانتخابات تداعيات سلبية على الحل السياسي للأزمة السورية، في حين اعتبرتها المعارضة السورية وحلفاؤها "مهزلة ديمقراطية" و"غير شرعية".
ويتنافس مع بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية كل من حسان النوري، وماهر حجار.
وسبق وأن شارك المواطنون السوريون في الخارج في الانتخابات الرئاسية من خلال 43 سفارة لها في العالم، ، وتجاوزت نسبة التصويت 95 % من الذين سجلوا أنفسهم"، حسبما صرح فيصل المقداد  نائب وزير الخارجية، وسط رفض عدد من الدول استضافة لجان هذه الانتخابات، منها فرنسا وألمانيا والإمارات العربية المتحدة.

شارك