بعد "صدمة" السيسي رئيساً.. رسالة المعزول محاولة لانتشال الأنصار من الإحباط .. و"تكريس" لغيبوبة الجماعة

الخميس 05/يونيو/2014 - 03:12 م
طباعة بعد صدمة السيسي رئيساً..
 
في محاولة ربما لم تكن هي الأخيرة من نوعها، ناورت قناة "الجزيرة" ذراع تنظيم "الإخوان" المُدرج إرهابيًّا أواخر العام الماضي، بمقطع فيديو، ينقل رسالة من الرئيس المعزول محمد مرسي إلى أنصاره، بُغية شحذ هممهم بعدما تسبب اكتساح قائد الجيش السابق المشير عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 26 و27 مايو الماضي- بحالة من الإحباط لهم.
الكثيرون فوجئوا بعودة حساب الرئيس السابق محمد مرسي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، للتغريد مساء أمس (الأربعاء) بعد توقف دام نحو ١١ شهراً، حيث كانت تغريدته الأخيرة، قبل عزله بيوم، ٢ يوليو ٢٠١٣، حيث تمسك فيها بشرعيته.
والرسالة التي بثها حساب المعزول أمس هي تعليق على فوز المشير عبد الفتاح السيسي بالانتخابات الرئاسية، حيث بثتها قناة "الجزيرة" بصورة جرافيكية له وبصوت  زاعق، ولوحظ ربط حساب تويتر بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث كان يبلغ عدد متابعي مرسي على "تويتر" نحو المليوني متابع.
إدارة مصلحة السجون نفت أن يكون الرئيس المعزول محمد مرسي المحبوس حالياً على ذمة قضايا تخابر والتحريض على قتل المتظاهرين، قد سرب أية رسائل لأنصاره، حيث نفى مدير مصلحة السجون اللواء محمد راتب، ما تناقلته وسائل الإعلام أمس نقلاً عن قناة "الجزيرة" من رسالة للرئيس المعزول محمد مرسي، مؤكدًا وجود حراسة أمنية مشددة على مقر محبسه، معتبراً ما يتردد أمرا غير منطقي، حيث إنه لا يُسمح نهائيًّا بخروج رسائل وهو ما يؤكد كذب قناة "الجزيرة".
وأضاف مدير مصلحة السجون في تصريحات متلفزة له أمس (الأربعاء) أنه من السهل أن يكتب أي من أفراد أسرة مرسي رسالة ويوقعها باسمه ويرسلها "للجزيرة"، وهو ما يتم على جميع حسابات قيادات الإرهابية، مؤكدًا أن أسر هذه القيادات يستخدمون حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، في نشر رسائل تحريضية والزعم بأن تلك الرسائل من القيادات أنفسهم.

مرسي أثناء حضوره
مرسي أثناء حضوره إحدى جلسات محاكمته
نص الرسالة
"أيها الشعب الثائر الأبي..
قدّر الله لثورتنا المباركة- ثورة 25 يناير- أن تواجه الصعاب لمنتهاها، ولكنه هيأ لها رجالا بحق.. ثوارًا رجالاً ونساءً تفاخر بهم مصر سائر الأمم .
أيها الثوار الأحرار:
سيروا على درب ثورتكم السلمية البيضاء بثبات كالجبال وبعزائم كالرعود فثورتكم منصورة في القريب العاجل- هذا يقيني في الله- وخلفكم أغلبية ساحقة من الشعب تنتظر منكم أن تهيئوا لها الأجواء الثورية لتسمعوا هديرها المدوي، بعد أن أسمعت العالم صمتها الهادر في مسرحية تنصيب قائد الانقلاب التي أرادوا لها شعبا مغيبا فصفعهم بوعيه وأذل ناصيتهم. فتجمعوا ولا تفرّقوا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم.
الله يشهد أني لم آل جهداً أو أدخر وسعاً في مقاومة الفساد والإجرام بالقانون مرة وبالإجراءات الثورية مرات فأصبت وأخطأت، ولكني لم أخن فيكم أمانتي ولن أفعل، ولقد بذلت سنين عمري في مواجهة إجرامهم، وسأبقى كذلك ما دام في عمري بقية .
يا شباب مصر الثائر
لقد أبهرتم العالم باستكمالكم لثورتكم وأنتم اليوم والغد.. الحاضر والمستقبل.. بل أنتم الوطن.. والثورة معقودة في عزائمكم أثق أنكم سترفعون لواءها وتوردوها مجدها. فالثورة الثورة، والصبر الصبر أيها الأفذاذ ووالله كأني أراكم أجيالا من بعدي تروون لبنيكم كيف صبرتم فانتصرتم وضحيتم فتمكنت ثورتكم.
إن كل الشعوب الحرة لم تعترف بهذا النظام الانقلابي المجرم؛ بسبب استمرار ثورة المصريين وتمسكهم بسلميتها المبدعة، ولن يعترف حر في العالم كله بما بني على هذا الباطل من أباطيل.
وأخيرا وليس آخرا أقول لشعبي الرائد: لتكن عيونكم على ثورتكم وأهدافها السامية، ولن تضيع دماء الشهداء ولا أنات الجرحى والمصابين ولا تضحيات المعتقلين أبدا ما دام للثورة رجال يحملون همها ويرفعون لواءها ويؤمنون بمبادئها ويصطفون حولها، حتى تحقق كامل أهدافها.
أعلم أن الطريق صعبة لكني أؤمن بأصالة معادنكم وعدالة قضيتكم، وأثق في نصر الله عز وجل لكم.. بارككم الله لوطنكم وأمتكم، ودمتم ثائرين.
محمد مرسي
رئيس جمهورية مصر العربية"

تدوينة حاتم عزام
تدوينة حاتم عزام على "فيسبوك"
ردود فعل
وبعد ساعات قليلة من تعميم الرسالة، تباينت ردود الأفعال، بين مستبعدٍ ومؤيد ومفسر لها، حيث أشاد المهندس حاتم عزام، نائب رئيس حزب "الوسط"، الهارب حالياً في قطر- التي تأوي حالياً العديد من قيادات الإخوان الهاربة في الخارج- بالخطاب المنسوب للرئيس المعزول محمد مرسي، واصفا إياه بـ"الصادق البليغ المحترم".
وقال عزام في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "خطاب الرئيس محمد مرسي من مقر اختطافه خطاب صادق بليغ محترم وقوي يليق برئيس منتخب لمصر أصاب وأخطأ".. مضيفا: "لا خطاب مبتذل ضحل كاذب و"مسهوك" يليق بعسكري انقلب على رئيسه وعلى الديمقراطية، وقتل شعبه لاغتصاب كرسي الحكم، وهو يتجمل أمام طباليه من الإعلاميين ومنافقي عصور الاستبداد" بحسب وصفه.
فيما أكد القيادي الإخواني المنشق أحمد بان أن الرسالة التي تم تداولها أمس تستهدف انتشال قواعد الجماعة من الإحباط الذي يسيطر عليها، بعدما نجح المشير السيسي في حسم السباق الرئاسي في جولته الأولى باكتساح كبير.
وأوضح بان أن الصدمة التي يعاني منها التنظيم الدولي حالياً الاعتراف الواسع من المجتمع الدولي بالانتخابات الرئاسية، وبفوز المشير السيسي بها، حيث أعلنت نحو 16 دولة محورية حضور مراسم تنصيب السيسي حتى الآن.
وأضاف الخبير في شئون الحركات الإسلامية: "الجماعة تعاني حالة تخبط شديد، ولا شك أن دورها سيتراجع خلالا الأيام المقبلة".

شعار تحالف دعم الشرعية
شعار تحالف دعم الشرعية
بيان التحالف
من جانبه، دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية للتظاهر لأسبوع جديد، بدء من الجمعة المقبلة تحت عنوان: "العسكر فاكرينها تكية"، واستمرار المقاطعة الاقتصادية لأعوان الباطل في الداخل والخارج، على حد قوله.
وأثنى التحالف على رسالة الرئيس المعزول محمد مرسي أمس، معتبرين أنها تأكيد على أنه لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد.
نص البيان   
"أيها الشعب المصري الثائر:
أخذ حكم العسكر فرصته في البلاد ستين عاما، ولم يجلب للمصريين سوى الخراب والدمار والفقر وانتشار الفساد والتكايا وضياع الاستقلال الوطني، ولم تفهم العصابة رسالة ثورة 25 يناير، فنفذت انقلاب عسكري مجرم يقوض الثورة ومكتسباتها ويطيح بأول رئيس مدني منتخب جاء عبر إجراءات شرعية ونزيهة وحرة في أجواء ديمقراطية؛ ليأتي بعسكري جديد تابع للحلف الصهيوني الأمريكي والغربي في المنطقة تم تنصيبه في مسرحية هزلية مزورة وباطلة قاطعتها الأغلبية الكاسحة من المصريين، عسكري فاشل مغتصب للسلطة لن يدوم بقاؤه ولن ينجح انقلابه بعون الله- على حد قوله- فمصر لن يحكمها قاتل خائن يقسم الشعب ويبني عصابات فساد وتكايا في كل مؤسسة.
إن التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب وهو يواصل تلبية نداء الشعب حتى النصر، معتقدا أن المستقبل مصير مشترك يحدده كل الثوار، يبارك الثبات الشعبي الكبير على عهد الشهداء ونجاح الموجة الثورية الثالثة لعام 2014 بنجاح المقاطعة المبهر ويثمن رسالة الرئيس الشرعي للبلاد، الذي لم ينفصل عن شعبه حتى في سجنه، ويؤكد لكل المصريين أنه أعطي فرصة كاملة للانقلاب وعصابته على مدار عشرة شهور للتراجع والاستسلام لإرادة الثورة والثوار ووقف إرهاب الانقلاب، الذي طال الجميع، وما زال الباب مفتوحا للخروج من الأزمة بالنزول على مطالب الشعب كاملة، وإلا فلتحتشد جهود الثوار جميعا في النزول المهيب في 3 يوليو المقبل في أول موجات الإطاحة بحكم العسكر والانقلاب العسكري المجرم.
أيها الشباب الحر البطل.. يا كل الأحرار والحرائر:
الثورة عنوانكم فاثبتوا ورابطوا على الحق، وطوروا الجهود نحو تصعيد جديد، وخذوا حذركم مستعينين بخبراتكم المتراكمة وآليات المقاومة الشعبية وضوابط السلمية المبدعة، وليتقدم الشباب والطلاب الصفوف في كل مكان، ولنبدأ الجمعة أسبوعا ثوريا نوعيا تحت عنوان "العسكر فاكرينها تكية"، يواصل فعالياته الميدانية بصورة ناجحة ومؤثرة ومنتشرة في كل مكان وميدان، خاصة في يوم التنصيب الباطل بالتوزاي مع فعاليات ايمانية أولها صيام غدا الخميس تضامنا مع إبطال الأمعاء الخاوية في انتفاضة السجون المجيدة مع التمسك بالدعاء، فضلا عن استمرار المقاطعة الاقتصادية لأعوان الباطل في الداخل والخارج، وإن النصر مع الصبر.
والله أكبر.. ليسقط حكم العسكر.. فالشعب قرر رحيل الانقلاب
لا اعتراف بالانقلاب.. لا تراجع عن الثورة.. لا تفاوض على الدم
التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب
الأربعاء 6 شعبان 1435 هـ - 4 يونيو 2014"

شعار الإخوان المسلمين
شعار الإخوان المسلمين
بيان الإخوان
تنظيم "الإخوان" أصدر هو الآخر بيان في أعقاب رسالة الرئيس المعزول محمد مرسي، تصف فيه أن الانتخابات الرئاسية مسرحية.  
وقال التنظيم: إن نتيجة الانتخابات الرئاسية لن تغير من حقيقة الانقلاب شيئاً، وإن ما بني على باطل فهو باطل، وأضاف: "الشعب ومن بعده العالم يعلمون أن الحاكم الحقيقي الذي يحكم مصر من بعد الانقلاب عبد الفتاح السيسي"، مؤكدة مسئوليته عما أصاب البلاد. بحسب وصف البيان.
نص البيان:
"في ذكرى نكسة 67 والتي كانت نتيجة طبيعية لانشغال الجيش بالسياسة، أعلنت لجنة انتخابات رئاسة الدم نتيجة مسرحيتها الهزلية والتي كانت مثار سخرية العالم، الذي شاهد وتابع المقاطعة الإيجابية من شعب مصر العظيم لتلك المسرحية.
وفي هذا الصدد فإن الإخوان المسلمين يؤكدون على ما يلي: 
أولاً: هذه النتيجة لن تغير من حقيقة الانقلاب شيئاً، ومعلوم أن ما بني على باطل فهو باطل.
ثانياً: شعبنا العظيم ومن بعده العالم يعلمون أن الحاكم الحقيقي الذي يحكم مصر من بعد الانقلاب.
ثالثاً: ختام مسرحية الرئاسة هو بداية الجولة الأخيرة في الصراع، ونتيجة الصراع معلومة، فالشعوب لا تهزم، والإخوان المسلمون على ثقة بأن هذه الجولة لن تطول بإذن الله، ثم بصمود الثوار وإبداعاتهم في ثورتهم السلمية والتفاف شعبهم حولهم في كل شبر من أرض مصر.
وقريباً جدًّا سيحتفل شعبنا بإنهاء الانقلاب واسترداد حريته واستقلال إرادته {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا}.
عاشت مصر حرة مستقلة.. والله أكبر ولله الحمد.
الإخوان المسلمون 
الأربعاء 06 شعبان، 1435 هـ الموافق 4 يونيو 2014م"

رسائل تحريضية
كانت مصادر مطلعة من داخل مصلحة السجون أكدت أن  الرئيس المعزول محمد مرسي حاول إرسال خطابات بخط يده 3 مرات، لكنه فشل واضطر لإرسال رسائل شفوية عبر وسطاء، وأن أجهزة الأمن التقطت تفاصيل الرسائل التي وجهها مرسي للشاطر وقيادات الجماعة في السجون لإرسالها إلى قيادات التنظيم الدولي، كما تم رصد تفاصيل رسائل وحوارات بين قيادات الجماعة، وذلك ضمن محاولة فهم كيفية تفكير الجماعة ونياتها.
وقالت المصادر: إن مرسي كان يبدأ رسائله بالصمود، ويختمها بأسئلة عن جدوى المظاهرات، وإمكانية التفاوض، وإن إحدى الرسائل قال فيها إنه سيواصل رفض المحاكمة، وفي الجزء الثاني تحدث عن تخفيف حدة الموقف والبحث عن موقف تفاوضي.

وكشفت المصادر أن إحدى رسائل مرسي اعترف فيها بقوة الموقف الرسمي والشعبي مقابل ضعف المظاهرات التي ينظمها شباب الجماعة، وتساءل عن مدى قوة الدعم التي يحظى بها الجيش من القطاعات الشعبية، وقال إنه يسمع من خلال الحوارات أن الجيش مدعوم بقطاعات شعبية، وأن هذا يدفعه للتفكير بأن هناك أمرا واقعا جديدا يستدعى البحث عن مخرج قبل صدور أحكام قضائية تزيد من تعقيد المشهد.
كانت جريدة "الوطن" المصرية قد بثت للرئيس المعزول محمد مرسي أحاديث مسجلة، له اعتبرها الكثير من المراقبين تحريضية، حيث قال مرسي إنه رئيس مصر 11 مرة، وأنه يرى أن محاكمته باطلة، وأنه ما زال رئيسا للجمهورية، وحول العنف الذي ارتكبته جماعة الإخوان عقب فض اعتصام رابعة العدوية، أكد قائلاً: "لسه مرحلة الاغتيالات ما بدأتش".

شارك