مستقبل العلاقات (المصرية – الإيرانية) بعد دعوة روحاني لمراسم تنصيب السيسي

الخميس 05/يونيو/2014 - 11:09 م
طباعة مستقبل العلاقات (المصرية
 
فجَّرت دعوة وجهتها الخارجية المصرية أول امس (الثلاثاء)، إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، لحضور مراسم تنصيب المشير عبدالفتاح السيسي رئيساً للجمهورية، المقرر أن تعقب أداء السيسي لليمين الدستورية، (الأحد) المقبل، جدلاً واسعاً في الشارع المصري، كونها تحدد الأولويات الخارجية لمصر خلال القترة المقبلة، خاصة بعد استثناء الدعوات رؤساء دول عربية وأجنبية، اتخذوا مواقف عدائية من ثورة يونيو 2013 التي أطاحت حكم الرئيس "الإخواني" محمد مرسي.
الائتلافات السلفية المتشددة حملت على عاتقها، لواء الهجوم على قرار رئاسة الجمهورية، بدعوة الرئيس الإيراني، حيث انتقد ناصر رضوان مؤسس ائتلاف "أحفاد الصحابة" دعوة الرئيس الايراني حسن روحاني مراسم تنصيب المشير السيسي رئيسا للجمهورية .
 وقال رضوان إن روحاني يعتبر ذراع الخميني واليد الدموية التي راح ضحيتها الآلاف فهو من أبرز قيادات الحرس الثوري الإيراني، موضحاً في تصريحات صحافية له، ان روحاني مدبر التفجيرات في العديد من دول العالم خصوصاً في السنوات الأخيرة من تفجير أنابيب الغاز في سيناء و تهريب مساجين وادي النطرون وغيرها من الجرائم .
دعوات مصر لملوك وأمراء ورؤساء 22 دولة، بينها المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين والإمارات والأردن وفلسطين وأميركا وروسيا وإيران، فاجأت دعوة الرئيس الإيراني أوساطاً مصرية، خاصة أنها لم تكن متوقعة من الرئيس المنتخب، أن يعيد الدفء إلى العلاقة بين القاهرة وطهران، الامر الذي اعتبره الكثير من المراقبين، له دلالات مهمة في تحديد سياسات مصر الخارجية، خلال الفترة المقبلة، في حين أكد أخرون أن إيران دولة محورية في المنطقة، إلا أنهم شددوا على ضرورة الحذر في التعامل معها.
كانت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، قالت أول أمس (الثلاثاء)، إن مدير مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران، خالد سعيد عمارة، سلم دعوة رسمية من الرئيس المصري المؤقت، المستشار عدلي منصور، إلى نظيره الإيراني، حسن روحاني، للمشاركة في مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس المصري الجديد عبدالفتاح السيسي.
وأضافت الوكالة أن الدعوة تسلمها مدير مكتب رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محمد نهاونديا، من خلال استقباله مساء الاثنين سعيد عمارة.
وأشار نهاونديا، خلال اللقاء، إلى أهمية العلاقات التاريخية والثقافية بين الشعبين المصري والإيراني، ومكانتهما بالعالم الإسلامي، مشدداً على ضرورة تواصل الشعبين.
كان مصدر مطلع قال أمس (الأربعاء) إن الحكومة المؤقتة في مصر لم تدع إسرائيل لحضور حفل تنصيب المشير “عبد الفتاح السيسي” رئيسا للبلاد، ولم تدعها لإرسال ممثلين للمشاركة جنبا إلى جنب مع تركيا وقطر وسوريا.
وذكر المصدر لوكالة الأناضول أن الحكومة دعت 22 بلدا لحضور افتتاحية تنصيب “السيسي”، من بينها 16 دولة أكدت بالفعل حضورها الحفل المتوقع مطلع الأسبوع المقبل.
وأشار المصدر إلى أن البلدان التي أكدت حضورها هي: إيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين والأردن والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة وروسيا وجنوب أفريقيا وأوغندا والسودان وجنوب السودان ونيجيريا، ورغم توتر العلاقات حول سد النهضة الإثيوبي، قال المصدر إن الحكومة المصرية تلقت تأكيدا من أديس أبابا على حضور حفل تنصيب “السيسي” رئيسا.

تهديدات قديمة

كانت العلاقات بين القاهرة وطهرات قد بدأت في التحسن خلال فترة حكم الرئيس الإخواني محمد مرسي، حيث قرر فتح مجالات تعاون سياحي بين مصر وإيران، لكن سرعان ما ترجعت تلك العلاقات عقب الإطاحة بمرسي يوليو العام الماضي، بعدما رفضت القاهرة تعليقات إيران على أحداث العنف التي أعقبت فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان "النهضة، معتبرة إياها تدخلاً في الشأن المصري.
كان رئيس ائتلاف "أحفاد الصحابة" ناصر رضوان هدد في اول رد فعل على توقيع اتفاقية بين مصر وإيران على التبادل السياحي بين البلدين أواخر عام 2013، مواقف تصعيدية لمنع السياح الإيرانيين والشيعة من دخول مصر.
 وقال رضوان وقتها إن فتح التأشيرات بين مصر وإيران أخطر من الانتقال إلى إسرائيل بدون تأشيرة فهي تمهيد للمد الشيعي في مصر، وفتح باب تجنيد الجواسيس لصالح الحرس الثوري الإيراني المشهور بدمويته ضد أهل السنة، وفتنة للشباب بإباحة الزنا في إيران تحت مسمي زواج المتعة حسب قوله.

وأوضح أن إيران منهكة اقتصادياً بسبب العزلة، واجتماعيا بسبب انتشار زواج المتعة لذا فهي لا تقدم أي دعم اقتصادي إلا إذا كان مقترنا بالتشيع ونشر الثورة الخومينية تحت مسمي السياحة الدينية، معتبراً السماح بدخول الشيعة إلي مصر خطر علي مصر إذ يتسبب في انتشار الزنا والأمراض الصحية والاجتماعية المرتبطة به نتيجة انتشار زواج المتعة لدي السياح الشيعة الإيرانيين.
في السياق، هدد رئيس ائتلاف "الدفاع عن الصحب والأل" وليد إسماعيل، باستخدام الأحزمة الناسفة لتفجير أي تجمع شيعي، وقال خلال تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" "والله الذي لا إله إلا هو، لو أن أي شيعي يفكر في عمل أي تجمعات شيعية في مصر، أو أن يصدع بعقائده، لأكون أول حزام ناسف في وجوههم"، في حين نفى أن يكون ائتلاف أحفاد الصحابة يدعو للعنف أو يحرض عليه.
في المقابل انتقد وقتها رئيس الطريقة العزمية السيد علاء أبو العزائم رفض التعاون السياحي بين مصر وإيران، مؤكداً أن التعاون السياحي بين البلدين يضخ نحو 3 مليارات دولا رات سنوياً من عائدات التعاون السياحي.

ردود فعل

ردود فعل
المفكر الشيعي عماد قنديل أكد أن إيران أمامها فرصة كبيرة لإعادة العلاقات مع مصر، خاصة وان إيران لم يكن بحسبانها تلك الدعوة التي وصفها بالمباغته.
وانتقد قنيل الرد الرسمي الإيراني على الدعوة، حيث وصفه بغير الملائم للدعوة، لافتاً إلى أن الدعوة كانت فجائية لذلك لم تتعامل معها إيران بكل تلقائية، موضحاً ان مصر تعيش حالياً أنضج فترات الوعي السياسي.
فيما اوضح القيادي الشيعي محمود جابر أن مصر بعد 30 يونيو منفتحه على كل الدول حتى التي بينها عداوة، مشيراً إلى أن مباغتة مصر في دعوتها لإيران، حضور مراسم تنصيب المشير السيسي أدى إلى ارتباك الحكومة الإيرانية التي يغلب على قراراتها الدقة والتاني فيها.
 

شارك