في عامه الأول "تميم" حاكم قطر... يبقي علي تحالف الدوحة مع الاخوان
السبت 07/يونيو/2014 - 08:37 م
طباعة
الأمير تميم
قطر وكأس العالم
بعد أقل من 20 يوماً ستحل الذكرى الأولى لتنصيب الأمير الشاب تميم بن حمد، حاكما لقطر خلفا لابيه حمد بن حاسم ال ثاني، ومحصّلة هذا العام هي أن المال القطري لم يفد الحاكم السابق ولا وريثه كثيراً، فمليارات دعم الاخوان انتهت بسقوطهم المدوي، ومليارات شراء المونديال تحولت الى كابوس، عقب فضائح الرشاوى
يأتي العنوان الابرز لعام تميم هو استمرار دعم الاخوان مهما تكن الخسائر، فلم يستطع الامير الشاب ان يتفادي الخسائر والضربات التي تتلاقها الإمارة بسقوط جماعة الاخوان في مصر, ووجود غضب خليجي وسحب السفراء المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين من الدوحة ردا علي الدعم القطري لجماعة الاخوان وزعزعة الامن بدول الخليج، بالاضافة الي خسائرة في الملف السوري وايضا ارتفاع حدة غضب الشارع الليبي ضد حكم الاخوان وبدا تحرك عسكري بقيادة اللواء خليفة حفتر لاسقاط حكم الاخوان
سقوط مرسي
مرسي وحمد
فقد بدأ حكم الأمير الشاب بخسارة فادحة- هو سقوط حكم الاخوان في مصر ، فقد تسبب السقوط السريع والمدوي للرئيس السابق, محمد مرسي, في حالة من الارتباك والتخبط لدي الحكومة القطرية, كما ترك لديها صداعا كبيرا بالكاد تحاول الخلاص منه, وأصبح علي قطر أن تواجه خسارة لا يمكنها تعويضها في مصر, لقد أصبحت- علي الأقل علي المستوي الشعبي- كيانا غير مرغوب فيه'وخسرت مليارات الدولارات التي منحتها للجماعة دون أن تحصل علي المقابل الذي كانت تنتظره.
فقد قدمت قطر نفسها منذ اندلاع ما يسمي بالثورات العربية, باعتبارها الداعم الرسمي للإسلاميين المتشددين في جميع أنحاء الشرق الأوسط, وقد دفعها طموحها المتهور, والسعي المحموم وراء الرغبة في ان تصبح صاحبة النفوذ الإقليمي الأقوي منافسة بذلك كلا من مصر والسعودية, في التحالف مع المتطرفين في الدول العربية, علي أمل أن يكونوا سلاحها الفتاك لتنفيذ طموحاتها, ولكن لان المال لا يشتري كل شئ فقد تحولت طموحات الامير الشاب الي كابوس ثقيلة لا يستطيع التخلص منه ووجد نفسه مجبرا علي السيرة فيه، من خلال تقديم الدعم لإخوان مصر رغم سقوطهم، حتي تستمر ورقه قوية في المساوة ودرع امامي لدفاع عنه في وجه دول الخليج الغاضبة.
تراجع في الملف السوري
بشار وتميم
وإلى سورية كانت الرغبة القطرية واضحة في الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد تأتي من أجل إقامة نظام آخر ترأسه جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وهو هدف تدعمه تركيا أيضا, وأن وجود نظام تابع للإخوان في سورية سيمنح النظام الحاكم في قطر سلطة أكثر استماعا ويدا مفتوحة في دمشق.
ولكن ادي استمرار المعارك في سويا وتخوف المجتمع الدولي من اتساع دائرة العنف وصول المقاتلين في سوريا الي البلاد الاوربية في خسارة الدوحة ملف اخر وارضا اخري في دمشق وعقد معاهد، ولكن الدوحة لم تحقق تقدما في الملف السوري۔
وقال مصدر من المعارضة السورية لوكالة الأنباء الفرنسية "لقد ضعف الدور السياسي لقطر كثيرا داخل المعارضة السورية، وباتت السعودية صاحبة التأثير الأكبر خصوصا مع وصول الرئيس الجديد للمجلس أحمد الجربا المقرب من الرياض.
ياتي ذلك مع عقد كشفت مصادر عربية عرض وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، خلال زيارته إلى العاصمة الإيرانية طهران نهاية فبراير الماضي صفقة مع سوريا, من أجل المصالحة مع الرئيس السوري بشار الأسد.
ولفتت المصادر إلى أن الإفراج عن راهبات معولا ، يؤكد أن هناك ملامح صفقة تمت بين السوريين والقطريين برعاية إيرانية، أو أن إطلاق سراح الراهبات هو عربون للمصالحة, وتأكيد حسن النية مع تعرض الدوحة لضربتين من الرياض أولهما سحب سفراء المملكة والإمارات والبحرين من الدوحة، وثانيهما وضع الإخوان المسلمين على لائحة الإرهاب.
وأوضحت المصادر لـ"الدستور"، أن الصفقة المقدمة من قطر لسوريا لازالت قيد الدراسة، فيما تراجع الدعم القوي لقطر للجماعات المسلحة في سوريا، موضحا أن الإفراج عن الراهبات جاء مقابل إفراج الدولة السورية عن ضباط المخابرات القطرية المحتجزين لدى الأجهزة الأمنية بدمشق، مع وقف الدوحة ما تقدمه من دعم للجماعات المسلحة في سوريا، وهو ما انعكس بتقدم ميداني للجيش العربي السوري على الأرض وتحريره العديد من المناطق الواقعة تحت سيطرة الجامعات المسلحة.
التوافق القطري الايراني وتغير موقفها تجاه الازمة السوريه، ادي الي استلام السعودية المعارضة السورية، مع حالة من الغضب تجاه الدوحة.
اللواء حفتر يهدد النفوذ القطري بليبيا
اللواء خليفة حفتر
أما في ليبيا كان نهج السياسة الخارجية لقطر بأن شهدت تغيرا كبيرا فيما يتعلق بالتعامل مع الثورة الليبية التي ساندتها قطر بالأموال والسلاح، حيث شاركت طائرات قطرية في الغارات الجوية لقوات خلف شمال الأطلسي الناتو على ليبيا، كما انتشرت قوات قطرية خاصة برا في ليبيا، وقادت الليبيين في قتالهم ضد قوات القذافي.
ولكن مع تدهور الاوضع في ليبيا ، وظهور معارضة قوية لجماعة الاخوان وتحرك عسكري لقضاء علي الجماعات الارهابية والمليشيات المسلحة وفي مقدمتها انصار الشريعة الذي يحظي بدعم من اخون ليبيا ، تحرك اللواء خليفة حفتر من اجل تطهير ليبيا من هذ الجماعات ، واطلق علي هذه العملية " عملية الكرامة" والتي تلاقي تاييدا يوما بعد يوم من مختلف القبائل والقوات الليبية ، الامر الذي ازعج اخوان ليبيا وحليفتهم قطر.
فقد دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتزعمه الداعية المصري القطري القريب من الاخوان المسلمين يوسف القرضاوي الخميس الليبيين الى مواجهة "من يريد اسقاط الشرعية" في بلادهم "بحزم", في اشارة الى القائد العسكري المنشق خليفة حفتر.
وندد البيان ب"استخدام السلاح خارج اطار الحق والشرعية القائمين على إرادة الشعب الحرة, ما يهدد الأمن والسلم داخل ليبيا وربما في المنطقة بالكامل".
الامر الذي اعتبره محللون ان قطر تخشي من ضياع نفوذها في ليبيا، وهو ما يهدد أيضا نفوذها في تونس والذي شهد تراجعا كبير عقب سقوط حكم الإخوان في مصر.
توتر العلاقات مع دول الخليج
جاء سحب السفراء الثلاثة ليكون اكبر الضربات التي وجهة الي امير قطر الجديد، عقب سحب كلا من السعودية والامارات والبحرين سفرائها من الدوحة، اعتراضا علي دعم قطر لجماعة الاخوان، في دول الخليج ومصر واليمن وما يشكلبه من تهديد لامن هذه الدول ، الأمر الذي ادي الي سحب السفراء الثلاث في ظل اصرار الدوحة علي الابقاء علي القيادي الاخواني الشيخ يوسف القرضاوي والذي هاجم الامارات العربية اكثر من مرة.
ورغم توقيع وثيقة الرياض الا انه حتي الان مازالت تسير الدوحة في طريقها لدعم جماعة الاخوان، بل وتتجه الي تكوين تحالف اقليمي مع ايران وتركيا لمواجهة العزلة الخلجية /المصرية التي فرضت عليها، ولكن حتي السياسية القطرية لم تحقق نجاحا في الوصول الي حل للقضاء علي العزلة الخليجية رغم تدخل دول عربية وأجنبية لانهاء حالة الحرب الباردة بين السعودية والامارت من جهة وقطر من جهة اخري.
وتتمثل أهم مطالب السعودية من قطرفي وقف دعم الدوحة للإخوان المسلمين فى أى اتجاه مالى أو إعلامى أو لوجيستى، ووقف التدخل فى الشأن اليمنى وعدم دعم الحوثيين، بالاضافة الي وقف أنشطة قنوات الجزيرة الإعلامية خاصة وهى تنتهج طوال الوقت التدخل فى الشأن العربى والخليجى، وفق أجندة لا تخدم المصالح الخليجية والعربية بأى شكل، وكذلك وقف تدخل قطر فى الشأن المصرى أيًّا كان مع الاخوان أو دعم حماس وغيرهم، وإغلاق منظمة «أكاديمية التغيير» ومقرها الدوحة ولها فروع فى أوروبا بسبب احتضانها لأشخاص وتيارات مناهضة لكل الدول العربي، والتي تدرب فيها في وقت سابق عددا من شباب الاخوان بمصر واعضاء 6أبريل.
الخلاصة
اصبح الحلم المستحيل الذي بدأته إدارة الحَمَدَيْن،( الأمير الشيخ حمد بن خليفة ورئيس الوزراء حمد بن جاسم) لتزعم العالم العربي عبر الإخوان وعبر قناة الجزيرة أكبر من طاقة قطر وحاكمها الجديد الامير تميم، وهو ما ادي به الي الابقاء علي الاخوان ليس الا كورقة قوية في استمرار حكمه، لان التنازل عنها يعني سقوط حكم آل ثاني في قطر وتولي قبيلة اخري بالإمارة الخليجية بديلا عنها..
فقطر ما زالت تدعم حتى الآن الإخوان المسلمين خصوصا عبر احتضان منظّرهم الشيخ يوسف القرضاوي، فيما قناة الجزيرة ما زالت تضع ثقلها خلف المعارضين لثورة 30يونيو.وبهذا، تبدو قطر معزولة تماما عن محيطها الخليجي الداعم بقوة للإدارة المصرية الجديدة في ظل تولي عبدالفتاح السيسي رئاسة مصر.