سورية على مسار التحوّل إلى "صومال جديد"

الإثنين 09/يونيو/2014 - 11:00 م
طباعة بشار الاسد مع الاخضر بشار الاسد مع الاخضر الابراهيمي
 
الاخضر الابراهيمي
الاخضر الابراهيمي
تتفاقم الأزمة السورية يومًا بعد يوم، وبالرغم من عقد اجتماعات عديدة بين ممثلي عدد من الدول الغربية والعربية، إلا أن الملف السوري لا يزال عسير الحل، وتتفاقم مشكلاته بشكل ملحوظ، ويتساقط يوميًا عشرات الضحايا، في الوقت الذى يقف فيه الرئيس السوري بشار الأسد عاجزًا عن احتواء الأزمة، بالرغم من بعض قراراته التي يسعى من خلالها إلى احتواء المعارضين له، بينما خرجت عن السيطرة مناطق كبيرة تسيطر عليها الجماعات المسلحة.
وفى حواره مع شبكة CNN  حذر الأخضر الابراهيمي من مخاطر الأزمة السورية، وتفشي جماعات العنف به، كذلك كشفت دراسة حديثة عن تأثيرات مدمرة على الأطفال في سورية نتيجة للحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ ثلاث سنوات، في الوقت الذى تتواصل فيه العمليات المسلحة بين جماعة "داعش" ومقاتلين من كتائب في المعارضة المسلحة.
من جانبه قال الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي السابق، إن سورية في طريقها لأن تصبح دولةً فاشلة، يقودها زعماء ميليشيات على غرار الصومال، وأنه من دون تضافر الجهود للتوصل الى حل سياسي، لما وصفها بالحرب الأهلية الوحشية في سورية، سيكون هناك خطر كبير لانفجار المنطقة بأسرها.
أوضح الإبراهيمي أن الكثير من الدول أساءت تقدير الأزمة السورية حينما راهنت على انهيار نظام الرئيس الأسد، كما حدث في بعض الدول، ما تسبب بدعم جهود الحرب بدلا من جهود السلام، مطالبا الدول المعنية إلى البحث في كيفية مساعدة الشعب السوري وجيرانه، بدلًا من البحث عن كيفية مساعدة  الأطراف المتحاربة.
وكشف الإبراهيمي في حواره مع  CNN  النقاب عن حديثه مع الرئيس السوري بشار الأسد بشأن قائمة تتضمن أكثر من 29 ألف سجين سياسي، مؤكدًا بقوله "إن أهملت مشكلة مثل هذه، فإنها تصبح كالجرح الملتهب، وإن لم تقم بما يلزم لعلاجه فإنه سيستمر بالانتشار، ولن ينتشر داخل البلد فحسب بل سيملأ أرجاء المنطقة."
وفى تداخل مرتبك مع الأزمة في سورية، دعا الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس الوزراء القطري مجلس الأمن الدولي إلى فرض وقف لإطلاق النار، ووضع حد للنزاع الذي يشكل بحسب قوله "خطرًا حقيقيا" على وحدة سورية. 
الدمار يلحق بشوارع
الدمار يلحق بشوارع سوريا
وقال الشيخ عبدالله "بات لزامًا على المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن، واجب التحرك العاجل والحاسم بإصدار قرار بوقف إطلاق النار للحفاظ على أمن وحماية الشعب السوري واستقرار المنطقة بأسرها، موضحا بقوله "الأزمة السورية تشكل خطرًا حقيقيًا على وحدة سورية الشقيقة، والوضع يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي للعمل على وقف إراقة الدماء وتشريد السوريين وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري". 
يأتي ذلك في ظل استمرار المعارك على الأراضي السورية، حيث قتل اليوم 45 مقاتلاً على الأقل في اشتباكات بين عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، ومقاتلين من كتائب في المعارضة المسلحة، بينهم "جبهة النصرة"، ذراع تنظيم القاعدة في سورية.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الاشتباكات العنيفة ترتب عليها سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام على بلدة خشام بالكامل، حيث ويسعى تنظيم "داعش" إلى إقامة "دولته" في المنطقة الممتدة من الرقة شمالاً إلى الحدود السورية العراقية في الشرق، حيث يمكنه التواصل مع عناصر التنظيم نفسه داخل العراق. 
وتتهم فئات واسعة من المعارضة المسلحة "داعش" بالعمل لصالح النظام. كما تأخذ عليه تطرفه في تطبيق الشريعة الإسلامية، كإصدار فتاوى تكفير عشوائية، وقيامه بعمليات خطف وإعدام طالت العديد من المقاتلين.
ومنذ مطلع يناير تدور معارك عنيفة بين "داعش" وكتائب من المعارضة المسلحة أبرزها النصرة، أدت إلى مقتل أكثر من ستة آلاف شخص.
معاناة اطفال سوريا
معاناة اطفال سوريا تنتظر الحل
من ناحية أخرى أفصحت  دراسة بريطانية حديثة عن تأثيرات مدمرة على الأطفال في سورية، نتيجة للحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ ثلاث سنوات، والتأكيد على أن 1.2 مليون طفل على الأقل فروا من الصراع وأصبحوا لاجئين في الدول المجاورة، في حين أن 4.3 مليون طفل آخرين داخل سورية يحتاجون لمساعدات إنسانية.
أكدت الدراسة أن الأزمة الإنسانية في سورية أصبحت أزمة مدمرة للصحة، حيث إن 60% من المشافي و38% من منشآت الرعاية الصحية الأولية تضررت أو تدمرت، وانخفض إنتاج الأدوية بنسبة 70%، وتقريباً نصف أطباء سورية غادروا البلد، فمثلا مدينة حلب التي يفترض أن يكون فيها 2500 طبيب لم يبق فيها إلا 36 طبيبا، كما  أن البيوت أصبحت مشافي ميدانية، وتحولت غرف الجلوس إلى غرف عمليات، كذلك أصبحت المرافق الصحية القليلة المتبقية غير قادرة على التعامل مع الأعداد الضخمة للمرضى الذين يحتاجون لعلاج.
اختتمت الدراسة بتحذيرات خطيرة منها " فشل المجتمع الدولي تجاه أطفال سورية، وعلى قادة العالم أن يقفوا إلى جانب أصغر الضحايا في هذا الصراع وإرسال رسالة واضحة أن معاناة الأطفال وموتهم لن يمكن تحمّله أكثر".

شارك