رئيس حكومة كردستان العراق: بغداد رفضت مساعدة كردستان حتي سقطت الموصل

الأربعاء 11/يونيو/2014 - 08:20 ص
طباعة رئيس حكومة كردستان
 
نجيرفان بارزاني
نجيرفان بارزاني
أعلن رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نجيرفان بارزاني أمس حالة التأهب القصوى للقوات الأمنية وقوات البيشمركة الكردية لحماية الإقليم من خطر تنظيم «داعش» الذي يسيطر حاليا بشكل كامل على محافظة نينوي.
وأكد بارزاني أن الإقليم عرض على بغداد المساعدة في حماية الموصل والدفاع عنها، غير أن الحكومة العراقية رفضت التنسيق تماماً.
وحمل محافظ أربيل الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي مسئولية ما حدث، مشيراً إلى أن المالكي أحد أهم أسباب سقوط الموصل لطريقته المتغطرسة التي أدت إلى تفاقم الأمور.
في الوقت نفسه يستعد الإقليم الكردي حالياً  إلى افتتاح مخيم لاستقبال اللاجئين الفارين من نينوي.
وقال في تصريح صحفي بالأمس: إن «للأسف وبسبب فشل الجيش والقوات الأمنية العراقية في حماية أهالي نينوي من سيطرة مجموعات «داعش» على المحافظة، تصاعد الخطر بشكل كبير، واضطر أهالي محافظة نينوي إلى ترك مدينتهم خوفاً على أرواحهم وللنجاة من القصف وانعدام الخدمات والمواد الغذائية».
وأضاف أن «حكومة اقليم كردستان حاولت التنسيق مع الحكومة العراقية على مدار اليومين الماضيين، ولكن الحكومة الاتحادية رفضت التنسيق، ولم تستجب لتلك المحاولات التي استمرت حتى سقوط نينوي صباحا».
وأشار إلى أن «من أجل نجدة ومساعدة النازحين من مدينة الموصل بجميع قومياتهم من الكرد والعرب والتركمان والكلدان والآشوريين، أدعو مواطني الإقليم إلى تقديم كل ما يمكنهم من عون في إطار الإجراءات القانونية والأمنية، وأن يساعدوا النازحين من أهالي نينوي، كما أدعو المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى نجدة النازحين من المحافظة».
وقال أيضا: «في الوقت نفسه نطمئن أهالي المناطق خارج إدارة إقليم كردستان بأن القوات الأمنية والبيشمركة في حالة تأهب تام لحمايتهم».
رئيس حكومة كردستان
بدوره حمل محافظ أربيل نوزاد هادي، حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي مسئولية سقوط نينوي. 
وقال إنه كان من واجبات حكومة المالكي حماية السكان من الهجمات الإرهابية، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً. 
وشدد على أن سياسات الحكومة المستمرة منذ سنوات أدت إلى هذا الفشل؛ لذا يجب إعادة النظر في كافة السياسات المتبعة وليس فقط على الصعيد الأمني، كما أكد أن أخطاء كثيرة ارتكبت خلال السنوات الماضية من قبل الحكومة.
وكانت مصادر كردية ذكرت أن البيشمركة نجحوا في استعادة ناحية «ربيعة» وقرية «أم خباري» التي كان مسلحون قد سيطروا عليها أمس الأول، بعد طرد القوات العراقية المتمركزة هناك. 
وقال قائد قوات البيشمركة في منطقة زمار غرب الموصل: إن «قوات البيشمركة اضطرت إلى التدخل بعد أن سيطرت الجماعات المسلحة على معظم مناطق الموصل وربيعة، واقتربت من المدن والبلدات والقرى الكردية في المنطقة».
من جهته، أفاد مدير ناحية سنون التابعة لقضاء سنجار شمال الموصل أن «قوات البيشمركة المتمركز في الناحية قد استعادت قرية «أم خباري»، بعدما سيطر عليها مسلحون وأحرقوا مركز الشرطة فيها».
إلى ذلك أعلن محافظ أربيل نوزاد هادي أمس أن إقليم كردستان العراق بصدد فتح مخيم للنازحين الفارين من الموصل. 
وقال وهو يتفقد أوضاع النازحين على الحدود بين محافظة نينوي ومحافظة أربيل: إن السلطات لا تملك حتى الآن رقما محددا «لأعداد النازحين لأنهم بالآلاف، والتدفق ما زال مستمرا، وقمنا بتوفير بعض المساعدات الضرورية لهم من الأكل والماء».
وأوضح: «نحن بصدد فتح مخيم لهم بالتنسيق مع مفوضية شئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وسوف ننصب كمرحلة أولية حوالي 200 خيمة لإيوائهم، إلى حين تتحسن الأوضاع الأمنية في الموصل».
واضطرت آلاف العوائل من نينوي إلى الفرار بعد أن بسط المسلحون أمس سيطرتهم على المدينة، وانسحاب جميع القيادات الأمنية والإدارية والسياسية منها إلى جهات متفرقة. ويتجمع حاليا عشرات الآلاف من العوائل العراقية عند مداخل إقليم كردستان من جهة الموصل، في ظل أوضاع إنسانية صعبة للغاية واكتظاظ بشري غير مسبوق بهدف الوصول إلى ملاذات آمنة داخل الإقليم.
ويؤكد المحللون بالفعل أن أعداد اللاجئين الفارين سيزداد مع زيادة حدة المواجهات بين "داعش" والقوات العراقية ومع تصاعد أعمال العنف كما يحذرون من ظروف إنسانية صعبة قد يواجهها العديد من السكان أثناء محاولات فرارهم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة بـ"داعش". 

شارك