تنامى نفوذ "داعش" يدق طبول الحرب الطائفية.. والسلطة العراقية في مأزق

الأربعاء 11/يونيو/2014 - 09:34 م
طباعة الجيش العراقي ينسحب الجيش العراقي ينسحب
 
تنامى نفوذ داعش
تنامى نفوذ داعش
فرضت الأزمة العراقية نفسها على الساحة الدولية، بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، وكذلك مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وفرار مئات الآلاف من المواطنين إلى مناطق آخري خشية استهدافهم من الجماعات المسلحة، وسط تحذيرات من تنامى نفوذ "داعش" في سوريا والعراق، ومحاولة جر البلاد والمنطقة إلى حرب طائفية سنية شيعية.
يأتي ذلك في الوقت الذى دعا فيه الزعيم الشيعي "مقتدى الصدر" إلى تشكيل وحدات أمنية لتقاتل بالتنسيق مع الحكومة العراقية تحت مسمى "سرايا السلام"، تعمل على حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من "القوى الظلامية".
وتعهد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي بالرد على الجهاديين، وعقاب المسئولين في قوات الأمن عن ترك الموصل في أيدي المتشددين.
كما احتجز رئيس البعثة الدبلوماسية التركية في الموصل، مع 48 مسئولًا آخر، بعد مهاجمة المتشددين للقنصلية التركية في المدينة.
مقتدى-الصدر
مقتدى-الصدر
أضاف الصدر: "بعد أن ضيعت تلك الحكومة كل الفرص لإثبات ابويتها، لا أستطيع الوقوف مكتوف الأيدي واللسان أمام الخطر المتوقع على مقدساتنا وأعني بها، المراقد والمساجد والحسينيات والكنائس ودور العبادة مطلقا، لذا فإني ومن معي على أتم الاستعداد أن ننسق مع بعض الجهات الحكومية، لتشكيل سرايا السلام للدفاع عن المقدسات المذكورة".
من جانبه طالب أثيل النجيفي محافظ نينوي بتقديم جميع القيادات العسكرية التي كانت موجودة في مقر القيادة العسكرية في الموصل إلى محكمة عسكرية، لكشف أسباب انهيارهم والتقارير المغلوطة التي يقدمونها، خاصة مع ترك القيادات للكثير من المدرعات والعربات العسكرية في مواقعها قبل الهرب.
أكد النجيفي أن أكبر قادة الجيش العراقي على رأس 4 فرق مركزية كانوا متواجدين بالموصل قبل سقوطها في أيدي تنظيم داعش، وأعطوا معلومات زائفة عن حقيقة الوضع الأمني، قبل أن يفروا من مقر قيادتهم، مطالبا بتقديمهم لمحاكمة عسكرية، كما انالفرق العسكرية المذكورة كانت تمارس مختلف أنواع الضغط على المواطنين، ما جعلهم يعتزلون التعاون مع الدولة.
وحمل النجيفي مسئولية سقوط الموصل للمالكي، الذى  ظل مُصرًا على رفض تدخل قوات كردستان للدفاع عن الموصل حتى اللحظة الأخيرة، وحتى بعد سقوط نصف المدينة، ووافق بعد فوات الأوان، خاصة أن المالكي جعل من قيادات العمليات كيانات تعمل خارج نطاق الدولة.
هوشيار زيباري
هوشيار زيباري
على الجانب الآخر قال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي، إن بغداد ستتعاون مع القوات الكردية لمحاولة طرد متشددين سنة يستلهمون نهج تنظيم القاعدة من الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق والتي سيطروا عليها، معتبرا سقوط الموصل بأنه أمر جلل ودعا كل القادة العراقيين إلى توحيد صفوفهم لمواجهة ما وصفه بخطر جسيم يهدد البلاد، والرد على ما حدث يجب أن يكون سريعا. 
من ناحية أخري أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها الشديد مما يجري في شمال العراق ومن التطورات الخطيرة هناك، مشيرة إلى وجود دلائل على محاولات "داعش"، المجموعة الإرهابية التي تنشط في العراق وسورية، توسيع مناطق سيطرتها في الأراضي العراقية. 
دعت الخارجية الروسية المجتمع الدولي لرفض الإرهاب، معربة عن أسفها من اعتماد "معايير مزدوجة في تقويم نشاطات جماعة واحدة هي "داعش" في كل من العراق وسورية".
بينما وعدت الولايات المتحدة بتقديم مساعداتها لنصف مليون عراقي يتوقع أن يفر الكثير منهم بسبب ما قام به تنظيم "داعش"، واعتبر ستيوارت جونس السفير الأمريكي في العراق أمام لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ، أن المتطرفين السُنة التابعين لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" هم "من أكثر المجموعات الإرهابية خطرًا في العالم".

شارك