انتفاضة علماء السنة والشيعة ضد "داعش"

الجمعة 13/يونيو/2014 - 06:27 م
طباعة استيلاء داعش علي استيلاء داعش علي الموصل
 
انتفاضة علماء السنة
اتفق العلماء من أهل السنة والشيعة، على أن تنظيم "دولة العراق والشام الاسلامية" "داعش"، والذى أعلن الحرب منذ أربعة أيام على الجيش العراقي والليبي والمصري والسوري، "جيوش الطواغيت"، ما هو إلا تنظيم موجه من أعداء الإسلام، حيث أكدت فتاوى للإفتاء والاوقاف وأهل الشيعة أن التنظيم ممول وغرضة هو تضليل الشباب وتشويه صورة الدين.
ويواجه العراق وشعبه تحدياً كبيراً وخطراً ، عقب استهداف تنظيم داعش السيطرة على بعض المحافظات في مقدمتها الموصل، ونينوى وصلاح الدين ، وكركوك.
فقد أكد إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، أن "تنظيم "داعش" بفكره المتطرف ضلل الكثير من الشباب الذين غرر بهم تحت اسم الدين وتحت اسم "الدولة الإسلامية" التي يسعى داعش لتأسيسها"، منوها إلى أنهم "يحاولون تشويه الدين وتدمير البلاد وسفك دم العباد".
انتفاضة علماء السنة
وقال المتحدث الرسمي باسم دار الإفتاء المصرية، في بيان صحفي، إن "داعش وغيرها من الجماعات والتنظيمات المتطرفة ضلوا في استنباط الأدلة الشرعية، وانجرفوا في فهمهم للآيات والأحاديث، فهم يلوون عنق النصوص لكي يبرروا مواقفهم وأفعالهم الدموية المتطرفة، فهم لا يتورعون عن التجرؤ على دماء الخلق، واستصدار الفتاوى الشاذة المنكرة لصالح منهجهم التكفيري الذي يعيثون به في الأرض فسادًا".
وشدد نجم على حرمة الانتماء لتلك التنظيمات والجماعات المسلحة التي تسعى لتخريب البلاد، وتشويه صورة الإسلام في العالم أجمع بأعمالها الوحشية، وأكد أنه يجب التصدي لتلك الأفكار الهدامة والفكر الصدامي.
وأضاف أن ما تقوم به جماعة "داعش" من إرهاب وقتل وتخريب في العراق وسوريا وغيرهما من البلاد يصب في مصلحة أعداء الإسلام، ويجلب للبلاد العربية والإسلامية الدمار والخراب، وقد يكون ذريعة للتدخل الأجنبي في تلك البلاد.
أما الدكتور محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف، قال إن تنظيم داعش لا يمكن أن يظهر هكذا فجأة في الهواء الطلق دون أن تكون هناك قوى دولية تدعمه وترعاه وتموله. 
 وأشار جمعة، إلى أن بعض القوى التي لا تريد أمة عربية قوية موحدة متماسكة عمدت إلى زعزعة استقرار أمن منطقتنا العربية لأجل تأمين مصالحها، وحاولت أن تبني لها أذرعًا وأن تنشئ لها مخالب وأنيابًا، لكنها أخطأت التقدير حين دعمت هذه الجماعات الإرهابية، وبخاصة تلك التي تتخذ من الدين غطاءً وستارًا، متجاهلة تلك الأصوات العاقلة التي تؤكد دائمًا أن الإرهاب لا دين له ولا وطن له ولا خلق له، وأنه يأكل من يدعمه.    
 ووجه جمعة تحية إعزاز وتقدير للجيش المصري الباسل الذي وقف حائطًا صلبًا وسدًا منيعًا في وجه قوى الشر والإرهاب، فكما تحطمت على حصونه وأسواره جيوش الغزاة والمستعمرون، ستتحطم على يديه بإذن الله قوى الشر والتطرف والإرهاب، ومخططات الطامعين في خيرات أمتنا ومقدراتها الاقتصادية من خلال تمزيقها وتفتيتها، وسيردّ الله (عزّ وجلّ) كيد الإرهابيين ومن يدعمونهم في نحورهم على يد جيشنا المصري الباسل وقيادتنا الحكيم. 
انتفاضة علماء السنة
في سياق مواز، دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني العراقيين إلى حمل السلاح وقتال الارهابيين دفاعًا عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم، والتطوع للانخراط في القوات الأمنية في دعوة وصفت بأنها إعلان للجهاد.
وحذر من أن تنظيم داعش اصبح خطراً كبيرًا يهدد محافظات البلاد وخاصة كربلاء والنجف.
ودعا القيادات السياسية إلى انهاء خلافاتها وتوحيد موقفها وكلمتها وتأكيد دعمها للقوات المسلحة.
ومن لندن، وصف الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل مرجعية السيستاني الشيعية العليا، خلال خطبة صلاة الجمعة في كربلاء، الأوضاع التي يمر بها العراق حاليًا بالخطيرة جداً وقال: "لا بد أن يكون لدينا وعي بعمق المسؤولية الملقاة على عاتقنا، فهي مسؤولية شرعية ووطنية كبيرة."
وأكد أنّ العراق وشعبه يواجهان تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً.. موضحًا أن الارهابيين لا يستهدفون السيطرة على بعض المحافظات مثل نينوى وصلاح الدين فقط، وانما يستهدفون ايضاً جميع المحافظات، كما اعلنوا، ولا سيما بغداد وكربلاء والنجف، وجميع العراقيين في جميع مناطقهم. وشدد على أنه لذلك فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مهمة الجميع ولا تخص طائفة دون أخرى أو طرف دون آخر.
وأضاف ممثل السيستاني إن التحدي وإن كان كبيراً إلاّ أن الشعب العراقي الذي عرف عنه الشجاعة والإقدام وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة أكبر من هذه التحديات والمخاطر.
وقال "إن المسؤولية في الوقت الحاضر هي حفظ بلدنا العراق ومقدساته من هذه المخاطر وهذه توفر حافزاً لنا للمزيد من العطاء والتضحيات في سبيل الحفاظ على وحدة بلدنا وكرامته وصيانة مقدساته من أن تهتك من قبل هؤلاء المعتدين ولا يجوز للمواطنين الذين عهدنا منهم الصبر والشجاعة والثبات في مثل هذه الظروف أن يدب الخوف والاحباط في نفسِ أي واحد منهم، بل لا بد أن يكون ذلك حافزاً لنا لمزيد من العطاء في سبيل حفظ بلدنا ومقدساتنا".
انتفاضة علماء السنة
كما أعرب المرجع الديني السيد محمود الهاشمي عن ثقته بأن من يقف وراء هذه المؤامرة الإرهابية أو يساندها سيكون هو الخاسر النهائي في هذه اللعبة الخبيثة، مشددا على أن "الهدف الأخبث مما وصفه "غزو نينوى " هو تمزيق وحدة العراق والتبرير لتدخل وغزو أميركي جديد في المنطقة".
وأوضح الهاشمي في بيان أن "على أبناء العراق الغيارى أن يعوا مسؤوليتهم التاريخية جيداً ويستجيبوا لنداء المراجع والعلماء والنخب الواعية والرشيدة ، فيقفوا صفاً واحداً مع القيادة السياسية المخلصة وقوى الجيش والأمن والشرطة الباسلة لحفظ سيادة العراق واستقلاله ووحدة أراضيه".
واشار الى أن "الشعب العراقي البطل من خلال قيادته المخلصة وجيشه الباسل سينتصر على أعدائه ويحبط كافة هذه المؤامرات وسيطهر أرض العراق الحبيب من كل هذه التنظيمات التكفيرية والإرهابية".
واكد الهاشمي أن "العراق الأبي بكل قومياته ومذاهبه ومحافظاته سيبقى موحداً حراً صامداً بوجه كل مخططات الاستكبار العالمي وسيكون له دوره القيادي والحضاري في المنطقة والعالم".
أدت عمليات القتل وسفك الدماء التي يقوم تنظيم "داعش"، إلى انتفاضة قوية من جانب رجال الدين الإسلامي بشقيه السنى والشيعي في مواجهة هذا التنظيم، وأكدوا على أنه تنظيم خارج عن الدين الإسلامي ولا يمثل الإسلام بشيء بل يسئ إليه.
تنظيم داعش أدى إلى موقف موحد بين السنة والشيعة بدون أى اتفاق مسبق مما يؤكد على أنهم يواجهون خطرا واحدا.

شارك