تطور الأزمة العراقية بعد تقدم "داعش" وإصدار "وثيقة المدينة"

الجمعة 13/يونيو/2014 - 10:26 م
طباعة تطور الأزمة العراقية
 
الحرس الثوري الايراني
الحرس الثوري الايراني
أدى تصاعد الأزمة العراقية إلى فتح الباب أمام احتمالية تدخل غربي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، بعد أن فرض المسلحون سيطرتهم على بلدتي السعدية وجلولاء شرقي محافظة ديالى، ما أتاح توسيع سيطرتهم على مناطق عدة شمالي العراق، كما أصدر التنظيم "وثيقة المدينة" في نينوى، دعا فيها إلى هدم المزارات الدينية، ووجوب احتشام النساء، ومهاجمة الجماعات والفصائل المسلحة مهما كانت مسمياتها، وتحريم التدخين والخمر والمخدرات، بالإضافة إلى عدة أمور أخرى، واعتبر التنظيم في الوثيقة التي نشرت في عدة صحف عراقية ومواقع إلكترونية، العمل مع الحكومة وفي صفوف الجيش والشرطة أنه "عمالة وردة يقتل أصحابها"، مؤكداً أن "باب التوبة مفتوح، وأنه قد تم تخصيص أماكن لاستقبال التائبينوأورد تنظيم "داعش" في الوثيقة مقارنة بين الأنظمة التي تعاقبت على حكم العراق، زاعماً أن "حقبة الدولة الإسلامية هي الأفضل وسيتضح الفرق بينها وبين الأنظمة السابقة".
ومع تردى الأوضاع العراقية، نشرت إيران ثلاث وحداث من الحرس الثوري بالعراق خلال الأيام الماضية، بينما قال البنتاجون إنه لا يستطيع تأكيد وجود قوات إيرانية خاصة في العراق.
وتأتي هذه التطورات في وقت دعا فيه الشيخ عبد المهدي الكربلائي، الذي يمثل آية الله العظمى، علي السيستاني، أعلى مرجعية شيعية في العراق، العراقيين إلى حمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين؛ دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم، وقال إن عليهم التطوع للانخراط في القوات الأمنية.
من جهته، أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني أن إيران "ستكافح عنف وإرهاب" المتمردين الجهاديين الذين شنوا هجوماً في شمال غرب العراق.
ولم يذكر روحاني تفاصيل عن التحركات التي قد تقوم بها إيران لدعم جارتها الشيعية التي سيطر مسلحو الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على مناطق فيها.
كانت "ووال ستريت جورنال" ذكرت أن قوات إيرانية تابعة للحرس الثوري دخلت الأراضي العراقية، وحققت بعض التقدم الناجح واستعادت أجزاء كبيرة من مدينة تكريت العراقية.
السلاح فى العراق
السلاح فى العراق سيد الموقف
أكدت الصحيفة الأمريكية أن القوات المشتركة العراقية الإيرانية تسيطر الآن على 85% من مدينة تكريت، وتقوم قوات "فيلق القدس" بحراسة المراقد الشيعية المقدسة في النجف وكربلاء، وأن قائد هذه القوات الجنرال قاسم سليماني متواجد حاليا في بغداد لدراسة سبل إدارة الأزمة الراهنة.
من جانبه أعلن رئيس مجلس الأمن الدولي، فيتالي تشوركين أن أعضاء المجلس لم يناقشوا أي مقترحات بشأن اتخاذ إجراءات ضخمة إزاء الأحداث الجارية في العراق، أو "إمكانية التدخل الفردي من قبل بعض الدول".
أوضح تشوركين، وهو مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس للشهر الجاري عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة استمرت أكثر من 3 ساعات حول تطورات الوضع في كل من العراق وأوكرانيا "لقد أكدنا خلال جلسة المشاورات علي تأييد المجلس الكامل للحكومة العراقية، كما دعوناها إلى التعاون مع بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق، فيما يتعلق بالتداعيات الإنسانية للأزمة"
وأوضح أن "أعضاء المجلس لم يناقشوا أي مقترحات بشأن اتخاذ إجراءات ضخمة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، مشيرًا إلى "وجود موقف موحد حول التطورات المتلاحقة الجارية حاليا"
ونفى تشوركين أن "تكون جلسة المشاورات المغلقة قد شهدت مناقشة إمكانية التدخل الفردي من قبل بعض الدول في الأحداث الجارية بالعراق"، وأضاف: "نحن لم نناقش أي تدخل من قبل الدول المجاورة في العراق، كما أنني لا أود الرد على أي أسئلة افتراضية بخصوص موقف بلادي من قيام بعض الدول بعمل عسكري هناك".
وتابع  "نحن من جانبنا نري أن الحرب علي الإرهاب لم تنته بعد، وقد قدمنا اقتراحا إلى أعضاء المجلس بشأن عقد جلسة أخرى لمناقشة موضع الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.، موضحًا بقوله " نعتقد أن الإرهابيين المتواجدين حاليا في العراق، قد قدموا من بلدان متعددة بالمنطقة، وليس فقط من سوريا، والمؤكد أننا نواجه خطرا كبيرا متزايدا من قبل الإرهاب في المنطقة، والموقف يتطور بشكل سريع في العراق".

جون كيري
جون كيري
من جانبه قال جون كيري وزير الخارجية الأمريكي "العراق يواجه عدوًا لا يرحم"، مؤكدًا أن تنظيم داعش منظمة إرهابية، مشيرًا أن دول مثل تركيا وإيران وإسرائيل والأردن ولبنان قلقة من أحداث العراق، ومؤكدًا أن داعش لا يشكل تهديدا للعراق والمنطقة فحسب، بل لأوروبا والولايات المتحدة وبقية دول العالم.
أكد كيري ضرورة توحد القادة السياسيين العراقين ، مشددا أن الأحداث الأخيرة في العراق ينبغي أن يكون تحذيرا لجميع القادة السياسيين  في البلاد.
راينر زوليش
راينر زوليش
من جانبه اعتبر راينر زوليش مسئول القسم العربي بشبكة "دويتشه فيله " الألمانية أن أوروبا لا يجب أن تقف  مكتوفة الأيدي إزاء تمدد "داعش" في العراق، فأمن أوروبا يشهد أيضا تحديا في الموصل، لكن ليست المساعدات العسكرية للعراق وحدها هي العامل الحاسم، فهناك عوامل أُخرى أيضا مهمة.
أوضح بقوله " ندرك الآن أن أمن أوروبا يشهد تحديات أيضا في الموصل وتكريت والرمادي، مدينة عراقية تلو الأخرى سقطت خلال الأيام الماضية دون مقاومة تقريبا، في أيدي عناصر جهادية متطرفة، لا يكتفي مقاتلو داعش بهذه المدن فحسب بل يمتد نظرهم للعاصمة بغداد، وسط فزع شديد فر مئات الآلاف من الموصل والمناطق المحيطة بها خوفا من أهوال نظام إرهابي بغطاء ديني، الأمر الذي يزيد من عدد اللاجئين في هذه المنطقة ممن ينتقلون من بلد لآخر أو منطقة لأخرى أو قد يبحثون في وقت ما عن الأمن عند الجارة أوروبا.
ويشهد العراق تدهوراً أمنياً ملحوظاً دفع برئيس الحكومة نوري المالكي إلى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد، وذلك بعد سيطرة مسلحي "داعش" على محافظة نينوي بالكامل، وتقدمهم نحو محافظة صلاح الدين وسيطرتهم على بعض مناطقها.

شارك