الأزمة العراقية .. هل تكون " داعش" عربون المصالحة بين "ايران" وأمريكا" ؟

السبت 14/يونيو/2014 - 07:39 م
طباعة الأزمة العراقية ..
 
حسن روحانى
حسن روحانى
أدى تمدد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، في العراق الي توحد مواقف الدول ذات المصالح بالعراق، والتي تعتبر في التصنيف السياسي الدولي من الدول الاعداء، فداعش هي كفة الميزان اليوم في تقدمها المفاجئ وسيطرتها على مساحات كبيرة من الأراضي العراقية وكميات  ضخمة من الأسلحة النوعية ما كانت تحلم بها يوماً.
فقد اعلن الرئيس الايراني حسن روحاني بان الجمهورية الاسلامية الايرانية على استعداد لتقديم الدعم اللازم وفي اطار القوانين الدولية، فيما لو طلبت الحكومة العراقية منها ذلك رسمياً.   وردا على سؤال حول التحركات الاخيرة للتنظيمات الارهابية ومنها "داعش" في العراق وتصدي الحكومة العراقية لتلك التنظيمات الارهابية، قال الرئيس روحاني في مؤتمره الصحافي، السبت، لو طلبت الحكومة العراقية من ايران الدعم رسميا فاننا مستعدون لذلك في اطار القوانين الدولية.  
  واوضح الرئيس الايراني بان مسالة دخول قوات ايرانية الى العراق للتصدي لعناصر تنظيم "داعش" لم تطرح لغاية الان واستبعد ان يحدث هذا الامر لكنه اكد في الوقت ذاته بانه "لو اقتربوا من حدودنا فاننا سنتصدى لهم بالتاكيد".    واعتبر الرئيس الايراني سقوط مدينة الموصل لا يعني تحركا ناجحا لزمرة ارهابية في العراق بل ان هنالك قضايا اخرى كامنة وراء الستار، واضاف، ان فشل (بعض الجهات) في الانتخابات لا ينبغي التعويض عنه بقتل الشعب.  واكد الرئيس روحاني، بانه لا شك في ان تنظيم "داعش" مدعوم ماليا وتسليحيا من قبل بعض الدول في المنطقة .  
وكشف مصدر أمريكي، السبت، عن قيام الجنرال قاسم سليماني، قائد قوة القدس بالحرس الثوري الإيراني والمخصصة للمهام خارج إيران، بزيارة للعراق الأسبوع الجاري.
وبين المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح لـCNN أن تفاصيل هذه الزيارة لا تزال غير واضحة، إلا أنه يتوقع أنه قدم نوعا من النصيحة للسلطات العراقية حول كيفي وقف تقدم الميليشيات السنية ومقاتلي الدولة الإسلامية بالعراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش" إلى جنوب العراق.
أوباما والمالكي
أوباما والمالكي
فيما قال الرئيس باراك أوباما، إنه لا يستبعد اللجوء إلى الخيار العسكري لصد المتشددين عن المناطق التي يحتلونها في العراق، مضيفا أن للولايات المتحدة "نصيبا في ضمان ألا يكون لهؤلاء الجهاديين موطئ قدم دائم سواء في العراق أو سورية".
واكد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن, لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي استعداد الولايات لتعزيز وتسريع الدعم الأمني لمواجهة تنظيم داعش في إطار الاتفاق الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد.وأشار بيان البيت الأبيض إلى أن بايدن شدد أثناء مكالمة هاتفية مع المالكي على أهمية توصل جميع فئات المجتمع العراقي الى تسوية سياسية دائمة وتوحيد صفوفها من اجل هزيمة ذلك التنظيم. 
وشدد وزير الخارجية جون كيري، من جهته، أن أوباما مستعد لاتخاذ قرارات مهمة بسرعة، وأن كل الخيارات مطروحة والقرار قريب.
وأضاف، خلال ظهوره مع رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت، في مقر الخارجية الأميركية "نحن لا نقف مكتوفي الأيدي وننتظر، وإنما نقدم المساعدة وعلى تواصل مباشر مع رئيس الوزراء (العراقي نوري) المالكي".
ورجح الرئيس الإيراني حسن روحاني، السبت، إن طهران يمكن أن تفكر في التعاون مع الولايات المتحدة لاعادة الأمن للعراق إذا واجهت واشنطن "جماعات إرهابية في العراق وفي أماكن أخرى".
بايدن واردوغان
بايدن واردوغان
فيما اعتبر الموقف الرسمي لتركيا غير واضح بالنسبة لتنظيم "داعش" فقد وعد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام بـ"أقسى رد" إذا ألحقوا ضررا بمواطنين أتراك يحتجزونهم في القنصلية التركية بمدينة الموصل العراقية.
وقال أوغلو، في تصرح بثته وسائل الإعلام التركية مباشرة من مقر الأمم المتحدة في نيويورك "على كل الأطراف أن يعلموا بأنهم سيتعرضون لأقسى رد إذا ألحقوا حدا أدنى من الضرر بمواطنينا".
وتعتبر "داعش" لحظة التقاء ثلاثي أمريكي ايراني تركي بشأن الخطر الداهم الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام, لن تبدل في المعادلات الميدانية التي نشأت خلال الايام الأيام الماضية
فقد أجرى نائب الرئيس الامريكي جو بايدن اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وبحث معه الأزمة الحالية في العراق في الوقت الذي اجرى فيه وزير الدفاع الامريكي لقاءات مع قادته العسكريين لبحث الخيارات الممكنة.
وذكر مكتب نائب الرئيس في بيان، ان بايدن واردوغان ناقشا "الخطر الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على الأمن الاقليمي والدولي".واضاف البيان انهما اتفقا "على الحاجة الملحة لتوحد العراقيين وقادتهم في مواجهة هذا التهديد المشترك ومناقشة التحديات السياسية والأمنية".وأشار الى ان بايدن أكد دعم الولايات المتحدة لجهود تركيا في تحقيق عودة آمنة لمواطنيها. 

ويليام هيج
ويليام هيج
فيما اعترف وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بأن النزاع السوري أثر بصفة سلبية على دول أخرى مثل العراق. وقال "لذلك ينبغي أن يتم التوصل لبعض الاتفاقات بشأن سوريا حتى لو لم تحلّ كل شيء. ما يحدث يؤكد أهمية إعادة إطلاق الجهود في الشهور المقبلة للتوصل إلى حل بشأن سوريا". وأضاف "أما بالنسبة إلى العراق فإنّه من الحيوي أن يتحقق تقدم سياسي يساعد الحكومة العراقية على التعامل بفعالية مع ما يحدث."

أوباما والأسد
أوباما والأسد
ورات صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أن "الغزو الكارثي للعراق أدى إلى صعود داعش التي نذرت نفسها للقضاء على القوات الأمريكية والأحياء الشيعية في العاصمة بغداد"، لافته الي  أن داعش استمدت قوتها من خلال الحرب الأهلية السورية، واتهمت الصحيفة الأوروبيين بأنهم "وبلا خجل" لم يعملوا على كبح جماح هذه الحرب.
وقالت الصحيفة إنه إذا استمرت التطورات بهذا الشكل،  فإن من الممكن أن يتعاون الأمريكيون مع الرئيس السوري بشار الأسد لمكافحة تنظيم داعش.
و مشهد الأزمة العراقية في شقها الأمني والعسكري على سيطرة "داعش" على مناطق عدة تمتد من محافظة نينوى شمالاً وحتى تخوم بغداد جنوباً. لكن خلال الساعات الأخيرة، فتحت صفحة أخرى تمثلت في بروز تداعيات هذا الانتشار السريع في مجال إعادة رسم خريطة توزع النفوذ السياسي على مختلف المناطق في البلاد، حيث كان أبرز دليل على ذلك أمس، خروج مدينة كركوك عن سيطرة حكومة بغداد ودخول قوات "البشمركة" التابعة لإقليم كردستان إليها، للمرة الأولى، ما يحقق الحلم التاريخي للأكراد بالسيطرة على هذه المدينة الحيوية والغنية بالنفط.
واليوم وحدت "داعش" بين الفرقاء السياسيين في المنطقة والعالم ، فقد شهدت العلاقات الايرانية الامريكية  تضاربا وصرعا لفترات طويلة امدت لأكثر من ثلاثة عقود، اصبح الأن محط تعاون لمواجهة خطر داعش  بتعاون مع تركيا ذات العداء التاريخي مع ايران رغم وجود علاقات سياسية جيدة بينهما في الوقت الحاضر .
أوباما وروحاني
أوباما وروحاني
ورأي تقرير لقناة روسيا اليوم الناطقة باللغة الإنجليزية، وجود توافقاً أمريكياً إيرانياً لمواجهة المسلحين في العراق. وذكرت القناة نقلاً عن صحيفة الوول ستريت جورنال عن دخول فرق مسلحة من فيلق القدس إلى العراق لمساندة القوات العراقية في بغداد، ولحماية المقدسات الشيعية في العراق.
وأضاف التقرير بأنه من المستبعد أن ترسل الولايات المتحدة الأمريكية جنوداً على الأرض، لكنها ستعتمد على الحرس الثوري الإيراني لمقاتلة المسلحين بعد فشل الجيش العراقي وانهياره، في إشارة إلى أنه ربما هناك تنسيق عالٍ بين إيران وأمريكا لمواجهة الأوضاع في العراق. وعرض التقرير نبذة عن العلاقات الأمريكية الإيرانية المتدهورة، لكنه ألمح إلى أن المصالح في العراق بين البلدين مشتركة.
وبحسب التقرير، فإذا ما سارت الأمور إلى هذا الاتجاه فالولايات المتحدة قد تجد نفسها في مواجهة حليفها التقليدي السعودية، التي تدعم المسلحين السنة في العراق. ونقل التقرير تصريحات عن مسؤولين إيرانيين أنهم يرون معركة بغداد معركة وجودية للشيعة.
فهل ستكون "داعش"  "عربون" التصالح بين طهران وواشنطن علي وجه الخصوص، بدعم تركي بما يحافظ علي مصالح الدول الثلاث في العراق الممزق الذي لا يملك من أمره شيئا؟ ويبقي (في ذات الوقت) علي نظام  بشار الاسد في سوريا؟؟.

شارك