معارك طاحنة في بني غازي.. واتهامات للإخوان بتقسيم ليبيا

الأحد 15/يونيو/2014 - 09:10 م
طباعة معارك طاحنة في بني
 
الأزمة الليبية تفرض نفسها على ما يحدث بالشرق الأوسط، ورغم انشغال عدد من الدول الغربية والعربية، والمنظمات الدولية بما يقوم به تنظيم " داعش" ، إلا أن الأزمة الليبية لا تزال مشتعلة، وبالرغم من إنهاء أزمة حكومة أحمد معيتيق، إلا أن عملية الكرامة لا تزال مستمرة، في ظل إصرار اللواء خليفة حفتر على ملاحقة المخربين والخارجين عن القانون، واستهداف الجماعات المسلحة المدعومة من تيارات إسلامية.
وأشارت تقارير لوكالات الأنباء إن سكان ضواحي بنغازي، ثانية كبريات المدن الليبية، يحزمون أمتعتهم ويفرون من المدينة بعد اشتباكات عنيفة بين قوات اللواء خليفة حفتر ومسلحين إسلاميين.
معارك طاحنة في بني
وبسبب الاشتباكات الجارية بين أنصار حفتر والجماعات المتطرفة، غرقت المنطقة الشرقة الليبية بالظلام الدامس، بعد انقطاع التيار الكهربائي عنها بالكامل، وأعلنت الشركة العامة للكهرباء أن "الاشتباكات الجارية في بنغازي أدت إلى فصل دوائر تصريف الطاقة الكهربائية الرئيسية في محطة بنغازي، الأمر الذي أدى إلى هذا الانقطاع، وبينت الشركة أنها تسعى جاهدة لإتمام عمليات الإصلاح رغم الظروف الأمنية المتردية في المدينة.
وشنت قوات حفتر هجومًا على منطقة سيدي فرج، التي تسيطر عليها فصائل مسلحة إسلامية بينها تنظيم أنصار الشريعة الذي تعتبره واشنطن "تنظيمًا إرهابيًا، ونقلت وكالة رويترز عن شهود قولهم إنهم سمعوا أزيز طائرات حربية تحلق في سماء بنغازي، ثاني مدن ليبيا.
تعد الاشتباكات واحدة من أعنف المعارك في شرق ليبيا منذ أعلن حفتر قبل نحو شهرين عن شن ما سماه "معركة الكرامة" لقتال الجماعات المسلحة الإسلامية، والتي يعتبرها "إرهابية"، وهو ما أدى إلى مقتل نحو 80 شخصًا حتى الآن.
معارك طاحنة في بني
على الجانب الآخر دق علي زيدان، رئيس وزراء ليبيا السابق ناقوس الخطر، من إصرار جماعة الإخوان على إشعال الوضع في البلاد، وعدم الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية، والعمل لصالح أجندات معينة.
حذر علي زيدان رئيس وزراء ليبيا السابق من تقسيم ليبيا إلى ثلاث دول، إذا ما استمر عناد جماعة الإخوان، التي قال إنها تريد تحويل ليبيا إلى أفغانستان أو صومال جديدة، لإرساء قواعد الإرهاب ونشر العنف، مشيرًا إلى أن عبدالله الثني وأحمد معيتيق غير شرعييين، وسيؤدي إصرارهما على فرض نفسهما بالقوة إلى انفصال ليبيا وتقسيمها من الداخل.
واعتبر زيدان في حواره مع صحيفة "عكاظ" السعودية أن جماعة الإخوان وكتلة الوفاء لدم الشهداء، وهما كتلتان متطرفتان في المؤتمر الوطني، كانا يريدان من البداية تسخير إمكانيات الدولة لتوفير الأموال اللازمة للقيام بعمل سياسي يؤدي إلى الاستيلاء على ليبيا وتوليهم شئون الحكم فيها، وتسخير هذه الدولة لخدمة الحركات المتطرفة والحركات المؤيدة للعنف والإرهاب في العالم، وجلبوا من كل حدب وصوب العديد من الذين قدموا من بلدانهم لامتهان واحتراف الإرهاب، من أفغانستان وقندهار ومن الصومال، أو محاكاة ما يحدث في نيجيريا وغرب أفريقيا، ليتجمعوا في ليبيا، حتى تكون معبرًا ما بين مالي وسورية، تزود بالسلاح وبالذخائر والمتفجرات لنشر الإرهاب في العالم، وأن الحكومة الليبية وقفت من البداية أمام هذه الفئات، وحاولت أن تحول بينها وبين التمكن من الدولة، فتمردت مع مجموعة من المؤيدين لها في داخل المؤتمر، وحاولوا أن يقيلوا الحكومة بإجراءات باطلة، وتوخيًا لعدم إشعال فتنة تتسبب في سفك دماء الليبيين، ابتعدنا لأكثر من شهرين، ولكن الوضع ظل يتطور دراماتيكيًا بشكل مؤسف، حيث تداعت الدولة ومؤسساتها، وانقسم المؤتمر بعد أن شكلت الحكومة الأولى التي كلف بها عبدالله الثني بإجراءات باطلة طعن فيها، أيضًا كلف أحمد معيتيق لاحقًا بإجراءات أكثر مخالفة وكلها باطلة، وهذا المشهد هو بكل المعايير مهزلة وسخرية ويمثل عارًا في تاريخ ليبيا، بدليل صدور حكم المحكمة بعدم شرعية حكومة معيتيق مؤخرًا".
معارك طاحنة في بني
كما شدد زيدان على أن جماعة الإخوان لها تاريخ مشهور بالمؤامرات والدسائس، والإساءة لمن يحسن إليها، والمملكة السعودية خير دليل على ذلك، وأصبحت هذه الجماعة تستخدم كل الوسائل دون أي حياء من أجل أن تطور وتحول المشهد في ليبيا إلى مشهد مأساوي يعيدها ليس إلى المربع الأول بل إلى أدنى الدرجات تحت المربع الأول، لتتمكن من السيطرة على البلاد، لكن هذه الفئة قوبلت بغضب شعبي في كل المناطق من خلال المظاهرات، والدلائل تشير إلى أن ليبيا لا تريد الإخوان وتنبذ التطرف واستغلال الدين كوسيلة للوصول إلى مكاسب سياسية، هذا هو المشهد الفعلي، وليبيا لن تستقيم إلا بنظام مدني ديمقراطي معتدل، وانه إذا أصر الإخوان في المنطقة الغربية على موقفهم، وإذا استمرت الفئة التي تدعم الحكومة التي يراد أن تقر باطلاً وبهتانًا وتفرض على الشعب الليبي، فربما تنقسم ليبيا إلى جزءين بل من الممكن أن تنقسم إلى ثلاثة أجزاء، لأن أهل الشرق والجنوب في غاية الاستياء مما يحدث في طرابلس، خاصة أن هناك فئات في طرابلس ترى أن ليبيا منحصرة في 100 كلم حول العاصمة فقط، وتنظر إلى بقية المناطق في ليبيا بنظرة تهميشيه".
من ناحية أخرى قال اللواء خليفة حفتر قائد عملية الكرامة في ليبيا إن الجيش يربأ بالقضاء الليبي عن الصراع حول السلطة، وإن "قدرات عملية الكرامة متفوقة على خصومها رغم الحدود المفتوحة، وكشف عم تقديم السودان مساعدات للعناصر الإرهابية داخل ليبيا، موضحًا أن معظم الدول المجاورة تتعاون مع الجيش الوطني الليبي في ضبط الحدود.
ودعا حفتر دول الجوار لغلق حدودها أمام أي تسريبات للجماعات المتطرفة، موضحا أن قواته تواصل ملاحقة الإرهابيين في محيط بنغازي، وانه لابد من التركيز علي بنى غازي بهدف إلحاق الهزيمة بمجموعات أنصار الشريعة المسلحة والجماعات المرتبطة بها".
وأشار حفتر إلى أن الشعب الليبي منحه التفويض، وأن قوة المسلحين محدودة، ولكن الدعم الكثير يأتيهم من مجموعات أخرى، وأنهم أيضًا يحصلون على دعم سياسي في المؤتمر الوطني العام الذي انتهت ولايته قبل أربعة أشهر.

شارك