ألمانيا تحذر من «حرب إقليمية بالوكالة» في العراق

الإثنين 16/يونيو/2014 - 10:35 ص
طباعة ألمانيا تحذر من «حرب
 
حذر وزير الخارجية الألماني "فرانك فالتر شتاينماير" أمس من أن النزاع الدامي في العراق قد يتحول بسرعة إلى «حرب إقليمية بالوكالة». وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري: إن المساعدة الأمريكية للعراق لمواجهة المتشددين الذين يزحفون إلى بغداد، لن تنجح إلا إذا تغلب الزعماء العراقيون على الانقسامات العميقة. 
ونفى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أن يكون الاجتياح الأميركي البريطاني للعراق عام 2003، مسئولا عن الانهيار الأمني والعنف الحاصل في البلد، ورأى أنه ناجم عن إخفاق الغرب في التحرك في سوريا.
وقال الوزير الألماني في حديث لصحيفة «فيلت آم زونتاج» أمس: إن دول تركيا والخليج «ليس لديها مصلحة في قيام منطقة قريبة تعمها الفوضى تسيطر عليها مجموعات من المرتزقة والمتشددين والإرهابيين». واستبعد تدخلا عسكريا ألمانيا في النزاع، وانتقد الحكومة العراقية لإخفاقها في دمج المجموعات الإقليمية والعرقية والدينية المنافسة.
وأضاف: «لم تستخدم المساعدة الدولية بما يكفي لإيجاد مناخ سياسي واقتصادي مستقر»، موضحا أن ألمانيا منحت 400 مليون يورو (542 مليون دولار)، لمساعدة العراق خلال العقد الأخير. وكان شتاينماير رئيس مكتب المستشار الألماني السابق جيرهارد شرويدر الذي عارض بشدة التدخل الأمريكي في العراق في 2003.

ألمانيا تحذر من «حرب
ودعا الوزير الألماني الدول المجاورة للعراق إلى الاضطلاع بمسئولياتها للحيلولة دون اندلاع حرب في هذا البلد، مؤكدا أن من بين هذه الدول إيران التي وعدت الحكومة المركزية في بغداد بتقديم الدعم في مواجهة تنظيم «داعش».
وفي نفس الشأن قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: إن المساعدة الأميركية للعراق، لن تنجح إلا إذا تغلب الزعماء العراقيون على الانقسامات العميقة. وقالت الخارجية الأمريكية في بيان: إن كيري تحدث مع نظيره العراقي هوشيار زيباري أمس الأول. وأضاف أن كيري أكد لزيباري أن هذه المساعدة من الولايات المتحدة لن تنجح، إلا إذا كان الزعماء العراقيون مستعدين لتنحية خلافاتهم جانبا وتطبيق أسلوب منسق وفعال لإقامة الوحدة الوطنية اللازمة؛ لتقدم البلاد ومواجهة تهديد تنظيم «داعش». ودعا كيري العراق أيضا إلى التصديق بسرعة على نتائج الانتخابات التي جرت في الآونة الأخيرة وتشكيل حكومة جديدة.
من ناحيته رد "بلير" أمس على الانتقادات التي ربطت بين اجتياح العراق وأعمال العنف التي يشهدها هذا البلد حاليا، ورأى أنها ناجمة عن إخفاق الغرب في التحرك في سوريا. وانتقد الطابع الطائفي للحكومة العراقية.
وفي مقال طويل نشره على موقعه الإلكتروني، قال: إن «ذريعة أنه ما كانت هناك أزمة في المنطقة اليوم لو بقي الديكتاتور العراقي في السلطة، غريبة».
ودان بلير «النزعة الطائفية» للمالكي الذي قال إنه «فوت ما كان فرصة حقيقية لبناء عراق متلاحم». إلا أن بلير رأى أن النزاع في سوريا سمح للناشطين المتشددين بالاستيلاء على مناطق في شمال العراق، بعدما اكتسبوا خبرة قتالية وقاعدة يشنون منها هجماتهم عبر الحدود. وأوضح أن التحرك في سوريا لا يحتاج لأن يكون اجتياحا، مشيرا إلى أن المعارضين المعتدلين الذين يقاتلون الرئيس بشار الأسد «يجب أن يمنحوا الدعم الذي يحتاجون إليه».
وأكد أن الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق على حد سواء «يجب أن تستهدف بالتنسيق مع الدول العربية وبموافقتها»، مشيرا إلى أنه على الولايات المتحدة النظر في مسألة توجيه ضربات في العراق. وأضاف أنه «يمكن مناقشة القرارات الماضية بالتأكيد، لكن القرارات التي تتخذ هي المهمة الآن».
وتابع بلير أن «كل الخيارات سيئة بالتأكيد، لكن لثلاث سنوات تابعنا سوريا تسقط في الجحيم وبسقوطها وببطء بالتأكيد، تلف الحبال حولنا وتجرنا معها»، مؤكدا أنه «يجب أن نضع جانبا خلافات الماضي وأن نتحرك لننقذ المستقبل». وأضاف «حيث يقاتل المتطرفون يجب أن يواجهوا بقسوة وبقوة».

شارك