"قتل أمة" مذابح الأرمن والدم الصارخ في ضمير العالم
الجمعة 24/أبريل/2015 - 09:46 ص
طباعة
الكتاب – قتل أمة
التأليف – هنري مور
الترجمة – الكسندر كشيشان
مع الذكري المئوية لإبادة الارمن يأتي هذا الكتاب التوثيقي والذى صدر بمناسبة مرور 75 عاما على الابادة، ليقدم مذكرات للسفير الأمريكي في تركيا يتناول فيه ما تعرض له الارمن من المحن والنكبات تحت وطأة الحكم العثماني العنصري
فالكتاب توثيق للجرائم التي ارتكبها جنود الخلافة العثمانية بتخطيط من قادتهم دون ان يدري المجتمع الدولي او الرأي العام العالمي الا اليسير عن جرائم الاتراك
كتاب "قتل أمة" مذكرات هنري مور السفير الأمريكي في تركيا ما بين 1913-1916 عن المذابح الأرمنية في تركيا ترجمة الدكتور الكسندر كشيشيان وهو من أهم ما كتب عن المذابح التي ارتكبت بحق الأرمن من قبل الأتراك.
الكتاب يقع في 135 صفحة من القطع المتوسط توزعت عليها سبعة فصول
وتأتي أهمية الكتاب من عدة نواح أولها أن كاتبه ليس تركيا ليتحامل على خصومه الأرمن ولا أرمينيا ليتعاطف مع أشقائه الأرمن وإنما هو أمريكي محايد ينطلق إلى حد كبير في معظم كتاباته من منطلق إنساني بحت، وهو ليس كاتباً أو مؤلفاً أو باحثاً وإنما كتب من خلال موقعه ومنصبه السياسي ويعيش في عاصمة الإمبراطورية العثمانية ويحيا في غمار الحياة السياسية ويواكب ظروف الصراع المرير بين الحكام الأتراك والمواطنين الأرمن
ثانيا الكتاب عبارة عن مذكرات دبلوماسي كبير شاهد بحكم منصبه السامي ما شاهد من مآس وفواجع ومن نكبات ومذابح وبحكم عمله توفرت له الكثير من الوثائق والتقارير.
ويوثق للكثير من أعمال التهجير الجماعي والإبادة بالجملة لجموع السكان الأرمن وما صاحب ذلك من تجويع وإذلال وانتهاك للأعراض وسلب للممتلكات تحت سمع الحكام العنصريين وبصرهم بل بإيعاز منهم وتخطيط بأيديهم ولا ريب في أن من يقلب صفحات الكتاب يلمس مدى الحقد البالغ والسادية المفرطة ضمن قلوب لم تعرف الرحمة أبداً.
أين أوروبا ؟
لم يكن هناك دور تفعله فرنسا أو إنجلترا، فكانت في حرب مع تركيا ولم يكن لأمريكا هذا الثقل السياسي الكبير الذي يؤهلها للضغط على حكومة الأتراك ويتهم الكتاب ألمانيا بأنها أعطت الضوء الأخضر لحليفتها وأطالت يدها لتفعل ما فعلت ضد الأرمن، حيث قال السفير الألماني في الأستانة (فناكنيهام ) (من حق الاتراك أن يفعله في الأرمن ما يرونه ضروريا لحماية مؤخراتهم في الحرب)
وحين تمت مواجهته بأعمال القتل والتجهير والاضطهاد ضد الارمن قال سوف اساعد اليهود ولكنى لن افعل شيئا من اجل الارمن.
من اهم ما يقدمه الكتاب للجيل العربي الجديد بعض الحقائق المشرفة منها أن العرب والأرمن شعبان صديقان عاشا معا بسلام ووئام منذ عهود سحيقة.
ويقدم الكتاب حقائق تاريخية منصفة للعرب حيث يشيد الارمن بهم وبقدراتهم وسماحتهم
ايضا يقدم الكتاب مناطق مشرقة للعرب ومواقفهم المشرفة لحماية الارمن حيث استقبلوهم بأعداد غفيرة في حلب فواسوا جروحهم وأعطوهم الكساء وقدموا لهم الدواء والغذاء فقد ظن الاتراك ان العرب سوف يكملون ما بدأوه في ابادة الارمن ولكن العرب المسلمين عامة وعرب بلاد الشام بشكل خاص لم يستقبلوا الأرمن فقط بشكل شعبي بل بسطت الدول حمايته لهم واعطتهم الحق والحرية في فتح المدارس ليعلموا لغتهم ويمارسون طقوسهم بكل حرية
قتل أمة
هو عنوان الفصل الثالث من الكتاب حيث بدأت المذبحة بتجريد الارمن من سلاحهم وجمعوا في طوابير للسخرة وحيوانات لحمل الاثقال كانت كل لوازم الجيش التركي تحمل فوق ظهورهم ويرصد الفصل من وقائع المراسلات القنصلية قصص يشيب لها الجنين منها قتل 2000 ارمني كانوا يعملون في تمهيد الطرق وتم ذبحهم بالكامل وإلقاء جثثهم في المغارات، عامل الاتراك النساء بنفس قسوة الرجال وبنفس الفظاعة هناك مستندات تشير الى ان النساء اتهمن بحيازة الاسلحة لذلك كن يعرين من الملابس كاملة ويضربن ضربا مبرحا حتى الموت.
ورصد الكتاب تهجير قسرى لمئات الآلاف من الأرمن من بيوتهم في مجموعات من 200 الف شخص كان يصل في النهاية من كل مجموعه 100 او 150 شخص لانهم كانوا يقتلون في الطريق فقد كان يقود القوافل عسكريين اتراك وكانت هذه فرصه رائعة لهم للسلب والنهب والاغتصاب والقتل فبعد مغادره القافلة لأي قرية يستدعي الدرك اتباعهم من الاكراد والفلاحين الاتراك فينقضوا علي الحشد بالسيوف والهراوات فيقتلون كل الرجال والمسنين والاطفال ويخطفوا البنات لاغتصابهم في الجبال ثم قتلهم وايضا تقطيع لحوم الرجال وهم على قيد الحياه وصب الزيت المغلي على الجروح وإلقاء الأطفال والنساء في الانهار ليموتوا غرقا والقادر علي السباحة يتم اطلاق النار عليه حتي لا ينجو من الموت والرهان على نوع الجنين قبل بقر بطون الحوامل.