مخاوف دولية من حرب مذهبية بالشرق الأوسط.. والحكومة العراقية تتهم السعودية لأول مرة بدعم الإرهاب

الثلاثاء 17/يونيو/2014 - 09:26 م
طباعة رئيس الحكومة العراقية رئيس الحكومة العراقية وملك السعودية
 
مونتاربورن
مونتاربورن
تتصاعد الأزمة العراقية، مع تحذيرات المنظمات الدولية والأوساط السياسية من اندلاع حرب مذهبية بالشرق الأوسط، بسبب ما يجري على الساحة العراقية والسورية، يأتي ذلك في الوقت الذي حمّلت فيه الحكومة العراقية السعودية مسئولية ما وصفته بجرائم خطيرة في العراق، وهو ما يعد الحدث الأول صراحة، ويتم تحميل السعودية مسئولية ما يجري في العراق.
من جانبها حذرت لجنة تابعة للأمم المتحدة من اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط، واعتبرت أن هذا الوضع  أصبح أقرب من أي وقت مضى، وستكون للإحداث في العراق تبعات عنيفة في سوريا المجاورة، مشيرًا إلى أن هناك أموالًا ومتشددين سُنّة أجانب تدفقوا على سوريا حيث ترتكب فصائل مناهضة للحكومة ومن بينها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عن عمد انتهاكات بحق مدنيين في مناطق تسيطر عليها. 
وقال فيتيت مونتاربورن خبير القانون الدولي "توقعنا منذ فترة طويلة مخاطر امتداد الصراع على الجانبين وهو ما يتحول الآن إلى صراع إقليمي"
نوه التقرير إلى استهداف المتشددين السُنة لمدنيين سُنة من خلال أمور منها إجبار النساء على ارتداء الحجاب وفرض تفسيرهم لأحكام الشريعة والانتقام من السنة الذين خدموا في الجيش السوري، كما كشف التقرير أن تنظيم داعش خطف ما يقرب من 200 مدنيا كرديًا في هجوم على مدينة حلب في نهاية مايو المنصرم، وهو ما أكده المحقق "مونتاربورن"، مبينًا أن التنظيم يخوض قتالًا ضد جماعات أخرى مناهضة للأسد أكثر مما يخوض ضد حكومة دمشق.

ديفيد كاميرون
ديفيد كاميرون
وأجرى فريق التحقيق الذي ضم نحو 20 محققا من الأمم المتحدة مقابلات مع ثلاثة آلاف سوري داخل سوريا أو في دول مجاورة عبر سكايب، وقال كبير المحققين البرازيلي باولو بينيرو "يصف الضحايا.. آلام الحصار والتعرض للقصف مع الموت جوعا ببطء".
وتماشيًا مع مخاوف التقرير، أكد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء الانجليزي "ينبغي ألا يشك أحد في أن ما نراه في سوريا والان في العراق فيما يتعلق بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام هو أخطر تهديد لأمن بريطانيا اليوم، عدد المقاتلين الأجانب في تلك المنطقة، عدد المقاتلين الاجانب ومنهم المقاتلون البريطانيون الذين قد يحاولون العودة للمملكة المتحدة هو تهديد حقيقي لبلادنا."
من ناحية آخري حمل مجلس الوزراء العراقي في اجتماعه اليوم الحكومة السعودية ما يحصل من جرائم خطيرة في العراق، واتهم السعودية بتمويل المسلحين الذين يقاتلون الجيش العراقي ويستولون على بعض المدن العراقية منذ أيام.
من جانبه دعا لقمان الفيلي سفير العراق لدى الولايات المتحدة، واشنطن إلى سرعة تقديم مزيد من المساعدات إلى حكومة بلاده للتصدي  لـ"داعش"، التي سيطرت مليشياتها على مدن بالبلاد، محذرا من خطر التطورات الراهنة على الأمن الدولي.
نيجرفان بارزاني
نيجرفان بارزاني
كان نيجرفان بارزاني  رئيس وزراء إقليم كردستان العراق أكد أنه لا يعتقد أن العراق سيعود إلى ما كان عليه قبل استيلاء مقاتلي تنظيم داعش على مدينة الموصل الأسبوع الماضي، وأن المناطق السنية تشعر بالإهمال من قبل الحكومة العراقية وأن التوصل الى حل سياسي هو السبيل الوحيد للتقدم إلى الأمام، كما أن تشكيل منطقة سنية تتمتع بحكم ذاتي كتلك التي شكلها الأكراد يمكن أن يكون الحل للمشكلة.
على الجانب الآخر قال عدنان الجنابي رئيس لجنة النفط والغاز في البرلمان العراقي  إن أكراد العراق أحكموا سيطرتهم على مدينة كركوك في شمال البلاد وعلى احتياطياتها النفطية وحققوا فعليا حلمهم بكردستان الكبرى، وأن الجيش العراقي لا يملك القدرة على استعادة تلك المناطق، بالإضافة إلى ذلك فإن المسلحين السنة الذي سيطروا على الموصل وتقدموا صوب بغداد يركزون فيما يبدو على مناطق أخرى.
وقال الجنابي في مؤتمر في لندن "تحقق حلم كردستان الكبرى بالفعل على الأرض، كردستان العراق يقف بالفعل على حدوده الوطنية التي يريدها ولا أعتقد أنه سيكون من السهل التراجع عن ذلك، يشمل ذلك أجزاء من كركوك وديالى وصلاح الدين، إنهم هناك بالفعل ويديرون المناطق بالفعل ولا أعتقد أن أحدا سيتحداهم، وإذا تمسك الإقليم شبه المستقل بكركوك فإن إيرادات حقول نفطها الرئيسية قد تتجاوز بكثير الميزانية التي تعرضها بغداد وهو ما يدعم أي طموحات لإقامة دولة ذات سيادة.

شارك