إطلالة على العدد الثاني والعشرين من مجلة "البوابة"
الإثنين 04/مايو/2015 - 11:51 ص
طباعة
صدر اليوم الاثنين 4-5- 2015، العدد الثاني والعشرون من مجلة "البوابة" الأسبوعية التي حمل عنوانها الرئيسي "جنة المسلمين.. حقائق وخرافات"، والتي تصدر عن مؤسسة المركز العربي للصحافة ويرأس تحريرها الدكتور عبد الرحيم علي، ويرأس التحرير التنفيذي الدكتور محمد الباز.
د.عبد الرحيم علي رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
قال د.عبد الرحيم علي رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير في مقاله الافتتاحي الذي جاء بعنوان: " الجنة في نفوسنا"، " النفس أمّارة بالسوء، وأيضا حاضّة على الخير، كيفما تروضها تعطيك وكيفما تدربها تمنحك، أنت كما تريد لنفسك. يمنحك الخالق كل شيء جميل، إذا أردت أنت ذلك، أنا عند حسن ظن عبدى بى، إن كان خيرًا فخير، وإن كان شرًا فشر، وما بكم من نعمة فمن الله وبما بكم من نقمة فمن أنفسكم.
وتابع "لأن الله لا يأتي إلا بالخير، ولا يمنح إلا الحب والرحمة، هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. يومًا قال لأصحابه: يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة، فلما دخل وجلس بينهم وجدوه رجلًا عاديًا، فقرروا متابعته عندما يهم بالانصراف، لعلهم يعرفون ما يفعله، ومن أجله سيفوز بالجنة، فوجدوه يصلى الفروض ويؤدى عمله، ثم يذهب إلى بيته لينام، فجاءوا إلى النبى صلى الله عليه وسلم، وقالوا له: يا رسول الله، إنه لا يفعل شيئًا مميزًا يصلى الفروض ويؤدى عمله فى الأسواق، ثم يذهب لينام، فقال لهم النبى الحبيب: ينام وليس فى قلبه ذرة كره لأحد. الحب إذن هو الطريق الوحيد إلى الجنة، بل هو الجنة، بل هو الله نفسه، فالله محبة، فعندما تملأ قلبك بالحب، حتى لمن يكرهونك فأنت تعيش فى الجنة، جنتك أنت التى رسمها الله لك على الأرض حيث الرضا والسلام والطمأنينة، والحب.
وقال "لقد كان النبى صلوات ربى وسلامه عليه، رجل من أهل الجنة يمشى بين الناس، التواضع صفة من صفاته، فعندما جلس رجل يرتعش فى حضرته، تهيبًا لمجلسه بين يدى الحبيب، قال له نبى الرحمة قولته المشهورة: هون عليك يا أخى فأنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة وعندما استجار به من أمر بقتلهم، ولو تعلقوا بأستار الكعبة، عند فتح مكة، أجارهم وعفا عنهم، وعندما سأله أهل مكة، بعد الفتح، ماذا أنت فاعل يا محمد، قال لهم: ماذا تظنون أنى فاعل بكم، قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء. العفو والرحمة، إذن، من صفات أهل الجنة.
وأختتم مقاله بقوله "فى حديث المبشرين بالجنة، تجد العادل عمر بن الخطاب، والكريم عثمان بن عفان، والرحيم أبا بكر الصديق، والشجاع فى الحق على بن أبى طالب، وهكذا تكون صفات أهل الجنة. فجنة الإنسان توجد فى نفسه، وصفاته هى من تحددها، هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهى جائزة لا يتم التحصل عليها نتيجة الأعمال الطيبة فى الدنيا فقط، بقدر ما يتم التحصل عليها برحمة الله، هكذا يقول سيدنا أبو بكر رضى الله عنه وأرضاه: والله لا آمن مكر ربى ولو إحدى قدمىّ فى الجنة. الإنسان يستطيع بالحب والتراحم والإخاء والسلام والتعاون على البر والتقوى، أن يقيم جنة الله فى الأرض، والجحيم عكس ذلك تمامًا، فالكراهية تأكل، كالنار، من يتصف بها، وكذا الحقد والغل والحسد والتجبر، كلها نار تأكل أصحابها كنار جهنم، تجعلهم يعيشون فى الجحيم فلا ينامون ولا يشعرون براحة البال، ويمشون فى الحياة على شوك يدمى أقدامهم وقلوبهم وأجسامهم. فالجنة والنار فى نفوسنا ومن نفوسنا تنبع، فأقيموا الجنة فى نفوسكم تكن لكم فى السماء".
الدكتور محمد الباز رئيس التحرير التنفيذي
وبدأ الدكتور محمد الباز رئيس التحرير التنفيذي مقاله الذى جاء تحت عنوان " جنة المسلمين.. الحقيقة بين ركام الأكاذيب المخيف" بقوله "كانت القاعة صامتة تمامًا، الدكتور والفيلسوف والمفكر الكبير الدكتور حسن حنفى، يتحدث مع طلبة الفرقة الثانية من كلية الإعلام عن الجنة، بطريقته الملفتة أغرق فى تأملاته الخاصة، قال إن الجنة ليست طعامًا ولا شرابًا ولا نساء، فالجنة التى أعدها الله لعباده المتقين، ليست إلا إحساسًا بالقرب منه، فأن تكون إلى جوار الله فهذا يكفيك، أما ما جاء فى القرآن الكريم من أوصاف مادية فهى للتقريب فقط، ولا شىء منها حقيقى على الإطلاق وانتفضت طالبة كانت قد ارتدت الحجاب مؤخرًا معترضة، وغاضبة، قالت له: لو سمحت لى يا دكتور كلامك ليس صحيحًا، لأنه يخالف القرآن الكريم، وليس مطلوبًا منى أن أصدقك أنت دون أن تقدم لى أى دليل على ما تقوله، وأكذب القرآن الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
سألها حنفى: وهل لديك دليل على ما جاء فى القرآن؟ هل رآه أحد، أم أننا قرأنا ذلك فى القرآن فقط؟ قالت: قرأناه فقط، قال لها إذن أنا يمكن أن أكون على صواب، لأنى أقدم تفسيرًا للقرآن وهم يقدمون تفسيرًا، دون أن يدرى أحد منا شيئًا، ويمكن لك أن تقتنعى بكلامى أو لا تقتنعى ولا داعى للغضب ولم تنصت الطالبة التى تحجبت حديثًا لكلام حسن حنفى، واصلت غضبها، وقالت له: أنا لن أصدقك أبدًا، والجنة فيها فاكهة ولبن وعسل وخمر وما لذ وطاب من الطعام، فابتسم حنفى الذى أدرك أن الفتاة لن تصمت، وقال لها: هنيئًا لك يا آنسة بالخمر والعسل واللبن والفاكهة، أما أنا فلن أشترك معك فيما تريدين.
وتابع "لا يخرج الحديث عن الجنة عن هذا الحوار أبدًا، هناك من يركن إلى أن الجنة التى جعلها الله مكافأة لمن أطاعه ليس معقولًا ولا مناسبًا ولا منطقيًا بالمرة أن تكون مادية مجردة، لا مكان فيها إلا للأكل والشرب والجنس الذى لا ينقطع، وهناك من يرى أن الجنة ليست إلا تعويضًا عن الحرمان الذى يعانيه الإنسان فى الدنيا، وعليه فسيجد فيها كل ما لذ وطاب، وكل ما حرم منه، أو حفظ نفسه من إتيانه من المحرمات، ويدللون على ذلك بالغلمان الملخدين وهذه قصة مختصرها أن الإنسان الذى تهفو نفسه إلى مضاجعة الغلمان الصغار فى الدنيا، لكنه يحفظ نفسه، سيجد بغيته فى الآخرة، حيث أعد الله له الغلمان المخلدين، لينهل منهم ما يريده.
وأصحاب هذه الرؤية يركنون ظهورهم إلى القرآن الكريم، ففيه جاء ذكر الولدان المخلدين ثلاث مرات.
الأولى فى سورة الواقعة «والسابقون السابقون أولئك المقربون فى جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون».
وفى سورة الطور «ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون».
وفى سورة الإنسان «ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتم لؤلؤًا منثورًا».
أفتح معكم كتاب «خواطر مسلم فى المسألة الجنسية» للكاتب الراحل الذى كان يقدم نفسه على أنه كاتب إسلامى، لأقرأ معكم ما قاله.
ففى الآية الأولى يرى أن الغلمان يعرضون فى مجال التنعم والتلذذ بجمالهم، كجزاء حسن للمؤمنين، مثلهم مثل الأباريق والخمر والفاكهة والطير والحور العين، كلها للمتعة بما فيها من جنس، وإذا كان الولدان وحور العين هم الكائنين العاقلين، وحور العين ثابت فى الأثر ونص القرآن أنهن للاستمتاع الجنسى، وكل الفرق بين الحور العين والولدان أن الحور لؤلؤ مكنون والولدان لؤلؤ منثور، والمفسرون قرروا أن اللؤلؤ المنثور أكثر جمالًا من المكنون، وإن كان المكنون أكثر صيانة وأكثر إثارة للخاطر، إلا أن الله سبحانه وتعالى قد آثر هؤلاء الغلمان بالجمالين المكنون والمنثور.
وعن الآية الثانية «ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون»، يقول «ابن عباس» سرر منسوجة بالذهب، مرصعة بالدر، متكئين أى حال كونهم مضطجعين على تللك الأسرة، شأن المنعمين المترفين، متقابلين أى وجوه بعضهم إلى بعض، ليس أحد وراء أحد، وهذا أدخل فى السرور، وأكمل فى آداب الجلوس، ويدور عليهم للخدمة أطفال فى نضار الصبا لا يموتون ولا يهرمون.
أما الموضع الثالث الذى احتله الولدان فى القرآن حيث يطوفون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤًا منثورًا، فيقول المفسرون: مضطجعون على الأسرة المزينة بفاخر الثياب والستور، وإنما خصهم الله بهذه الحالة، لأنها أتم حالات التنعم، أى غلمان ينشئهم الله تعالى لخدمة المؤمنين، مخلدون، أى دائمون على ما هم عليه من الطراوة والحسن لا يهرمون ولا يتغيرون ويكونون على سن واحدة على مر الأزمنة، تجدهم منتشرين فى الجنة، لخدمة أهلها تخالهم لحسنهم وصفاء ألوانهم وإشراق وجوههم كأنهم اللؤلؤ.
وأختتم مقاله بقوله "الجنة التى تم تدوينها فى كتب التراث بعيدًا عن القرآن الكريم لم تخرج عن هدفين محددين لا ثالث لهما.
الهدف الأول: هو أن يستغل رجال الدين ما يرددونه وينسبونه للنبى عما فى الجنة من نعيم لإخضاع عباد الله الفقراء، الذين يحلمون بكل ما حرموا منه فى الدنيا، وبذلك تدوم لهؤلاء السلطة والسيطرة والنفوذ.
والهدف الثانى: أن يأخذ الرجل مما يقال عن الجنة، وما سيحصل عليه فيها وسيلة للتمايز والاستعلاء على المرأة، فهو ولأنه مفضل عند الله سيأخذ كل شيء، أما هى فلن تحصل على أى شيء، وكم كان مضحكًا عندما قال الخراشى ومن خلفه كثيرون أن المرأة أكثر حياء، ولذلك فهى لن تطلب شيئًا لنفسها.
وما حاولوا تدوينه عن الجنة فيه خلل، كما فى أشياء كثيرة خلل، وهى خلل لأننا تعاملنا مع الدين نفسه على أنه تجارة، كم سيعطينا الله مقابل أن نعبده، سيعطينا الجنة، حسنًا ما الذى سنجده فيها، وهنا دخل السماسرة ليضحكوا عليك بكل ما يغريك وأنت للأسف الشديد صدقت.. أكتفى فقط بما قاله القرآن: ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين... اطلب من الله ما يمتعك ستجده أمامك، دون أن يخدعك أحدهم باسم الدين.. فما عند الله هو وحده الأعلم به.
وقد تضمنت المجلة العديد من التقارير منها ورصدت المجلة عددا من أخبار الإسلام السياسي، منها : الهنيدى " نواجه الارهاب الالكترونى بقانون الاتصالات ، ابو العزايم للطرق الصوفية "لو جدعان حققوا معايا" ومجلس الوزراء "قائمة جديدة للشهداء تضم "ابوضيف" والداخلية تواجهها الازمات " وازمة حكومة محلب "
وتناول يوسف عبد القادر اوضاع تنظيم بيت المقدس الارهابى في تقرير تحت عنوان " حلف القبائل يربك حسابات "بيت المقدس وولاية سيناء " اكد فيه على ان التنظيم الارهابى على وشك القضاء عليه بعد تعاون القبائل مع الجيش والشرطة وان الاخوان تحاول التشكيك في هذا الامر لانهم المستفيدون من وجود الارهاب في سيناء