وكان من المقرر أن تبدأ هذا الجلسات اليوم، إلا أن مصادر بالأمم المتحدة أكدت أن هذه الجولة من الحوار ستبدأ غدا الثلاثاء، وستتواصل ما بين 4 – 6 أسابيع بمشاركة ممثلين وسفراء الأطراف المدعوة إلى جانب خبراء، وسيستبقها دي ميستورا بحديث للصحفيين، ومن المنتظر أن تشارك في هذه المشاورات التمهيدية الدول المعنية مباشرة بالنزاع السوري وأطراف دولية أخرى، فضلا عن عدد من الدبلوماسيين العرب والأجانب.

ومن المنتظر أن تجري المناقشات بشكل ثنائي بين دي ميستورا أو معاونه ومختلف الوفود على حدة بهدف معرفة مدى استعدادهم للانتقال "من مرحلة المشاورات إلى المفاوضات" بالاستناد إلى بيان جنيف الصادر في 30 يونيو عام 2012، وستدور المشاورات بين الوسيط الدولي دي ميستورا وممثلي أطراف النزاع السوري في أجواء من السرية في قصر الأمم المتحدة بجنيف، وستخضع المكاتب التي تستضيفها لحراسة أمنية مشددة، ولن يسمح للمصورين بالتقاط صور بداية المحادثات على غرار ما يجري في اللقاءات الدبلوماسية الرسمية.

وبيان جنيف وثيقة وقعتها القوى الدولية الكبرى في ختام أول مؤتمر لبحث الأزمة السورية في "جنيف 1"، وتعد بمثابة خطة طريق لحل سياسي للنزاع.

من جانبه يري المعارض لؤي المقداد، مدير مركز "مسارات"، أن المشاورات ليست سوى "حفلة شاي وتعارف، لا أتوقع منها شيء إلا كأية حفلة شاي وتعارف، والأهم أنني مؤمن تماماً بأن الشهرين القادمين سيحملان الكثير من المفاجآت، وأعتقد أنه على السيد دي ميستورا الانتظار، لأن كل العوامل القائمة حالياً، والظروف التي تبنى عليها هذه المفاوضات وغيرها ستتغير بشكل جذري"، أما الدكتور صفوان سلمان، عضو المجلس الأعلى للحزب السوري القومي الاجتماعي حليف النظام، قال: "تأتي الحلقة الجديدة من جنيف السورية، وبصيغتها التشاورية، في سياق اشتداد الصراع الميداني على الأرض، ودون أن تحمل أية مؤشرات على قدرتها على إنتاج حلول، ويكاد يكون العامل الجديد الوحيد في هذه الجولة هو الدعوة الرسمية للجانب الإيراني، على إيقاع اتفاق الإطار حول ملفها النووي مع الغرب، أضف إلى ذلك غياب الرؤية الواضحة من قبل الولايات المتحدة لمآل المسالة السورية، وارتفاع وتيرة اشتباك التدخلات الخارجية والإقليمية في هذه المسألة".

يأتي ذلك في الوقت الذى تتوالى فيه الاشتباكات والمعارك داخل سوريا، كذلك فجر انتحاري نفسه  شرق حي ركن الدين بدمشق إثر ملاحقته من قبل عناصر أمنية سورية، وقيام أفراد مجموعة انتحارية قامت بتفجير نفسه أثناء مطاردته، وقالت وسائل إعلام سورية، إن عبوات موضوعة على دراجة نارية، انفجرت في شارع برنية، وأدت إلى إصابة 6 مواطنين، مضيفة أن اشتباكات استمرت لمدة ربع ساعة إثر الانفجارين.

وقال مراقبون أن ناشطين سوريين إن المسلحين حاولوا استهداف موكب اللواء محمد عيد مدير هيئة الإمداد والتموين، مشيرين إلى أنهم لم يتأكدوا من الأنباء التي تفيد بنقل اللواء عيد إلى مشفى تشرين جراء إصابته، كما دمرت وحدة من الجيش والقوات المسلحة راجمة صواريخ للمسلحين وقضت على عدد منهم قرب مقر الأرصاد الجوية بدرعا البلد، ودمرت وحدة من الجيش دمرت مستودع ذخيرة تابع لـ"جبهة النصرة" وأوقعت قتلى بين صفوفهم في بلدة مسحرة بريف القنيطرة.

أما في الحسكة، فقد تمكنت وحدات من القوات السورية، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، من إحكام سيطرتها على قرى الصلالية والحمر ورد شقرا وصخر والسرب والمجيبرة ورجمان والتبة في ريف الحسكة الشرقي بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي تنظيم "داعش" فيها. 

كذلك أصيب فيه جنديان من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجولان المحتل اليوم بقذائف من سوريا، وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي: "إن قذائف هاون أصابت معسكراً للأمم المتحدة على الجانب الإسرائيلي من الخط الحدودي بالقرب من مدينة القنيطرة".

وأضافت المتحدثة أنه تم نقل المصابين إلى المستشفى، وقالت: "الأمر يتعلق على ما يبدو بقذائف خاطئة التوجيه تم إطلاقها في إطار المعارك الداخلية في سوريا".

يذكر أن الجولان المحتل من إسرائيل منذ عام 1967 يتعرض منذ بدء النزاع السوري قبل أكثر من أربعة أعوام لحوادث مماثلة بصورة متكررة.