هل اتهام إيران لأمريكا بدعم "داعش".. يسدل الستار على تكهنات عودة العلاقات بين البلدين؟!

الأربعاء 18/يونيو/2014 - 09:47 م
طباعة هل اتهام إيران لأمريكا
 
حسين أمير عبد اللهيان
حسين أمير عبد اللهيان
رغم الأنباء التي تواردت الأيام الماضية عن إمكانية عودة العلاقات بين إيران وأمريكا، خاصة بعد توحد الطرفين على التصدي للعمليات الإرهابية التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، إلا أن اتهام مساعد وزير الخارجية الإيراني للشئون العربية والإفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، الإدارة الأمريكية بالوقوف وراء ظهور الجماعات المتشددة في سوريا والعراق "داعش"،  جاء مخيبًا لآمال الكثيرين، وبالأخص أمريكا، التي وضعت آمالًا بعودة العلاقات بينهما.
ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، اليوم الأربعاء، عن عبد اللهيان قوله، إن "الأمريكيين بيدهم رأس الخيط الرئيسي لهذه المجموعات الإرهابية، ويسعون إلى توظيف التطورات السياسية في العراق بما يخدم مصالحهم"، مضيفا أن "مزاعم أمريكا القاضية بالتنسيق مع العراق أو التعاون مع إيران في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، تندرج في سياق الحفاظ على مصالحها فقط". 
وأوضح أن "المجموعات الإرهابية، التي تتصور أن ظروف الشرق الأوسط باتت ملائمة لإيجاد حكومات تتطلع إليها القاعدة، هي من بادرت بهذه الأعمال الإرهابية الوحشية في العراق، وأن هجوم تنظيم داعش على بعض المدن العراقية، يندرج في سياق هذا التحليل".
روحاني
روحاني
ويخوض التنظيم الذي يسعى لإقامة دولة خلافة إسلامية في العراق وسوريا معركة ضد الحكومة السورية التي تدعمها إيران، ويحظى التنظيم بتأييد بين الأقلية السنية في العراق التي ترى في نور المالكي، رئيس الحكومة العراقية، ألعوبة في يدي إيران والولايات المتحدة التي أدت إطاحتها بصدام حسين عام 2003 إلى انهاء هيمنة السنة على الحكم في العراق لعشرات السنين.
وقال مسؤول أمريكي، إن واشنطن تدرس الاتصال بإيران لايجاد سبل لمساعدة الحكومة العراقية، في حين أكد البيت الابيض إن أي اتصالات من هذا النوع لم تحدث حتى الآن.
وجاءت هذه الخطوة الأمريكية بعد يوم من إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن طهران ستدرس العمل مع الولايات المتحدة في العراق إذا رأت أن واشنطن على استعداد للتصدي للجماعات الإرهابية، فيما جاء اتهام مساعد وزير الخارجية لأمريكا ليسدل الستار على إيهام البعض بعودة تلك العلاقات أو مجرد التفكير في التعاون بين الطرفين حتى لو على سبيل دعم العراق.
ويأتي عدم الاستقرار الشديد وراء الحدود يزعج إيران التي تتألف من أقليات، ويمكن للصدمة أن تمتد إلى أراضيها.
هل اتهام إيران لأمريكا
ومن جهة أخرى، أصبحت إيران العامل الخارجي الأكثر تأثيراً في العراق، وخاصةً على المعسكر الشيعي فيه، ومن المتوقع أن يؤدي التهديد الذي يتعرض له هذا المعسكر الآن، إلى ازدياد حاجته للمساعدة الإيرانية.
في حين أعلنت إيران أنه إذا طلب منها، فستساعد الحكومة العراقية، مع ورود تقارير تشير إلى بدء مثل هذه الخطوة، فيما يعتبر كام أن التطورات في العراق تشكل خطراً كبيراً على الولايات المتحدة أيضاً.
ويرى مراقبون أن الإدارة الأمريكية ملتزمة أخلاقياً وعملياً بمساعدة الحكومة العراقية، كون تدخلها العسكري هو الذي أدى إلى هذا التدهور، حيث أن التدهور من المحتمل أن يصيب حلفاءها في المنطقة، ما يؤدي إلى تنفيذ عمليات إرهابية ضد الأهداف الأمريكية.
وحتى الآن، لم تبدي واشنطن استعدادها للتدخل، بل تدرس إمكانية شن هجمات جوية وتقديم مساعدات عسكرية، بالتعاون مع دول المنطقة، كتركيا. 
ويمكن للحاجة إلى دعم اقليمي أن تقود إلى التعاون الأمريكي - الإيراني، ما قد ينعكس على تقديم تنازلات أمريكية في المحادثات النووية.
ومن المتوقع أن يخلّف التعاون الأمريكي - الإيراني في العراق تأثيراً سلبياً على إسرائيل.
 وإذا أظهرت الولايات المتحدة ضعفها مرةً أخرى في معالجة البؤرة الجهادية، فهذا سيلحق ضرراً بمصالح إسرائيل.
داعش فى العراق
داعش فى العراق
وتلقى طهران أيضا باللوم على الولايات المتحدة وحلفائها العرب في الخليج في اذكاء التشدد السني في المنطقة من خلال دعم الانتفاضة ضد حليفها بشار الأسد في سوريا، حيث ظهرت "داعش" باعتبارها واحدة من المجموعات المقاتلة السنية المهيمنة في الحرب الأهلية الدائرة هناك منذ اكثر من ثلاث سنوات، بينما ظلت إيران هى "العدو" طوال فترة الحرب الأمريكية التي استمرت ثماني سنوات في العراق.
ورأى محللون أن  تنظيم ""داعش" وسعيه لإعادة رسم خريطة المنطقة قد يكون السبب في إعادة آفاق التعاون بين الولايات المتحدة وإيران بشكل كبير، خاصة مع المبادرات والجهود والتي سبق للرئيس "روحاني " بذلها سعيا لذوبان الجليد تدريجيا مع الغرب، بما في ذلك المحادثات السرية مع واشنطن التي أدت إلى اتفاق مبدئي احدث انفراجه في العام الماضي لتخفيف العقوبات في مقابل فرض قيود على البرنامج النووي الايراني.
ويتوقع الكثير من الخبراء ان ازمة العراق هي المفتاح لتعاون أمريكي – إيراني غير مسبوق خاصة في ظل وجود تهديد يمس مصلحتي البلدين مع كون العراق تمثل البلد الوحيد الذى بتحالف بشكل وثيق مع كل من الولايات المتحدة وإيران.
هل اتهام إيران لأمريكا
وجاءت تلك الخطوة، في الوقت الذي تخوض فيه القوات العراقية معارك شرسة مع مسلحين إسلاميين من السنة، في أنحاء متفرقة من البلاد، وأيضا في ظل تقارير تشير إلى تقديم إيران مساعدة عسكرية لحكومة العراق.
الغريب في الأمر أن من تتبع تصريحات المسئولين على الجانبين خلال الأيام الماضية، يرى أن واشنطن وطهران بدئتا في استخدام نفس اللغة وبدأت أرائهما تتقارب، أما التصريح الأخير لمساعد وزير الخارجية الإيراني واتهامه لأمريكا بدعمها لداعش، جاء ليضع حدا –في المدى المنظور على الاقل - لامكانية عودة العلاقات بين الطرفين.

شارك