"داعش" ينقل توتر الأوضاع إلى دول الجوار.. والإمارات تسحب سفيرها

الأربعاء 18/يونيو/2014 - 10:56 م
طباعة خليفة بن زايد مع خليفة بن زايد مع المالكى
 
الحملات الجوية سلاح
الحملات الجوية سلاح العراق فى مواجهة داعش
تصاعدت حدة الخلافات بين العراق وجيرانه، في ظل تدخل قوى إقليمية في إدارة الصراع بما يعود عليهم بالنفع، في إطار محاولة رسم خريطة للعراق، والخروج من هذه الأزمة بتحقيق أفضل انتصار ممكن، مع تبادل الاتهامات صراحة بين العراق ودول الجوار، إلى جانب تهديد إيران الصريح بالتدخل في العراق للحفاظ على المقدسات الدينية وخاصة الشيعية منها.
يأتي ذلك في الوقت الذى قامت فيه الإمارات بسحب سفيرها من العراق للتشاور، عربة عن قلقها مما وصفته باستمرار السياسات الإقصائية والطائفية للحكومة العراقية.
وفي الوقت نفسه سيطر مسلحون على ثلاث قرى إثر اشتباكات قتل فيها 20 مدنيا، كما أسفرت هذه الاشتباكات عن هجرة ألفي عائلة إلى الأماكن الآمنة وسط القضاء أو ناحية آمرلي التي تتمركز بها قوات أمنية، التي تبعد حوالي 12 كيلومترًا عن مركز قضاء خورماتو وأغلب سكانها من العرب والتركمان.
من جانبها وجهت السعودية تحذيرا لغريمتها إيران بتأكيدها على أن القوى الخارجية لا ينبغي أن تتدخل في الصراع في العراق، وأن العراق يواجه حربًا أهلية شاملة ذات عواقب وخيمة على المنطقة.
سعود الفيصل
سعود الفيصل
ويشير تزايد حدة الخطاب بشأن العراق بين أكبر قوتين في الخليج إلى أن طهران والرياض جمدتا خططًا حديثة لاستكشاف إمكانية كبح تنافسهما على جانبي الانقسام السني الشيعي في المنطقة.
بينما وجه نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الشيعي الحليف لإيران، نداء من أجل الوحدة الوطنية مع منتقدين سُنّة لحكومته التي يقودها الشيعة بعد تقدم خاطف في شمال البلاد لمتشددين سُنة على مدى الأسبوع الماضي.
وفي كلمة أثناء مؤتمر لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في جدة، حث سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الدول التي يعصف بها العنف على تلبية المطالب المشروعة لشعوبها، وتحقيق المصالحة الوطنية من دون أي تدخل أجنبي أو جداول أعمال خارجية، موضحًا أن هذا الوضع البالغ الخطورة الذي يجتازه العراق حاليًا، يحمل في ثناياه نُذر حربٍ أهلية لا يمكن التكهن بمداها وانعكاساتها على المنطقة.
شدد الفيصل على أن الحرب الأهلية المندلعة منذ ثلاث سنوات في سوريا - حيث فشلت انتفاضة سنية في الأغلب في الاطاحة بالأسد- زادت حدة الاضطراب الداخلي في العراق.
روحاني
روحاني
من ناحية أخرى شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني، على حماية المراقد الشيعية المقدسة في العراق، مؤكدًا على أن  هناك جماعات إرهابية تحصل على دعم مالي وسياسي وتسليح من دول في المنطقة ودول غربية قوية، ولم يذكر أسماء أي دول لكنه كان يشير جزئيا للعرب السنة في الخليج.
يأتي ذلك في الوقت الذي تحاول واشنطن ودول أخرى، إنقاذ العراق كدولة موحدة بالضغط على رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي، للتعاون مع معارضيه السياسيين من السنة والأكراد.
من جانبه كشف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ، النقاب عن طلب الحكومة العراقية من الولايات المتحدة شن غارات جوية لاستهداف المسلحين المتشددين الذين يسيطرون على بعض المدن العراقية وفقا للاتفاقات الأمنية بين البلدين، وشن غارات جوية ضد الجماعات الإرهابية، وهو ما أكده الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، أن الحكومة العراقية طلبت رسميا من واشنطن الدعم وشن ضربات جوية ضد المتشددين السنة، إلا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما شدد على انه ما يزال يدرس الخيارات للتعامل مع الأزمة في العراق.
وفى تطور سريع للأحداث أعلنت الإمارات أنها استدعت سفيرها في بغداد للتشاور، وأعربت عن قلقها من أن تزيد السياسات "الطائفية" التي تنتهجها الحكومة العراقية من التوترات السياسية وتزيد الوضع الأمني سوءًا هناك.
مسلحو داعش
مسلحو داعش
وأكدت الخارجية الاماراتية في بيان لها إن الإمارات الحليفة القوية للسعودية تعارض أي تدخل في شئون العراق مؤكدة سعيها من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية هناك.
واستنكرت الخارجية الإماراتية "بأشد العبارات إرهاب تنظيم دولة العراق والشام وغيرها من الجماعات الإرهابية والذي أدى إلى إزهاق أرواح العديد من أبناء الشعب العراقي الأبرياء، إلا أن الإمارات على قناعة وثقة بأن الخروج من هذا النفق الدموي لا يتم عبر المزيد من السياسات الإقصائية والتوجهات الطائفية، والمتمثلة في بيان الحكومة العراقية الذي صدر الثلاثاء 17 يونيه".
أكدت وزارة الخارجية أن الإمارات ترى أن الطريق الوحيد لإنقاذ العراق والحفاظ على وحدته الإقليمية واستقراره، في تبني مقاربة وحل وطني توافقي يجمع ولا يُقصي.
وجددت الإمارات "حرصها الكامل على سيادة العراق ووحدة أراضيه، وترى أن هذا المبدأ يمثل أولوية قومية عربية، وتؤكد في الوقت ذاته حرصها على استقرار العراق ورفضها التام لأي تدخل في شئونه.

شارك