نقاش ساخن داخل مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن إرسال قوات إلى العراق

الخميس 19/يونيو/2014 - 10:02 ص
طباعة نقاش ساخن داخل مجلس
 
هيجل وديمبسي يدليان بشهادتيهما أمام الكونجرس بشأن العراق أمس 
قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي هاري ريد أمس، إنه لا يؤيد إرسال أي قوات أمريكية للمشاركة في القتال في العراق، الذي وصفه بأنه «حرب أهلية». وأعلن البيت الأبيض أن من غير المرجح في الوقت الراهن إجراء مزيد من المحادثات مع إيران، بشأن التعاون في التعامل مع الأزمة في العراق.
وأدلى بريد بهذا التصريح قبل اجتماع مع الرئيس باراك أوباما لبحث الأزمة المتصاعدة في العراق. 
وقال في تصريحات له خلال افتتاح الجلسة اليومية لمجلس الشيوخ: «لا أؤيد بأي حال وضع رجالنا ونسائنا في خضم هذه الحرب الأهلية في العراق، هذا ليس في مصلحة الأمن القومي لبلدنا». ويجتمع ريد وثلاثة آخرون من زعماء الكونجرس هم زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل، ورئيس مجلس النواب جون بينر، وزعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي، مع أوباما لاحقاً، فيما يعد البيت الأبيض رده على الأزمة في العراق.
هاري ريد - مارتن
هاري ريد - مارتن ديمبسي
وكان رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، قد صرح خلال جلسة للكونجرس أمس، أن الحكومة العراقية طلبت دعماً جوياً أمريكياً للمساعدة في التصدي لـ«داعش». 
وأضاف ديمبسي أمام اللجنة الفرعية للمخصصات في مجلس الشيوخ: «لدينا طلب من الحكومة العراقية للحصول على قوة جوية» لمواجهة متشددي «داعش»، ولكنه لم يحدد متى تم تقديم الطلب.
وسئل ديمبسي عما إذا كان على الولايات المتحدة تلبية الطلب، فرد بشكل غير مباشر قائلاً: «إن من مصلحة أمننا القومي مواجهة داعش أينما وجدناهم». 
وكان الكونجرس قد استمع أمس إلى شهادة وزير الدفاع تشاك هاجل، بالإضافة إلى ديمبسي بشأن العراق.
وأجرى مسئولو الإدارة سلسلة من الإفادات والاجتماعات مع المشرعين الذين قد تحتاج الإدارة إلى موافقتهم على تمويل التحرك الأمريكي في العراق، للتشاور حول الأزمة المتصاعدة. 
وقال بينر للصحفيين في تصريحات منفصلة في مبنى الكونجرس، إنه يتطلع إلى أن يسمع من أوباما عن «إستراتيجية أوسع» للعراق. 
مشيراً إلى أن «ما أتطلع إليه هو إستراتيجية ستضمن قدرا من النجاح في إبقاء العراق حراً ويعزز الديمقراطية التي حاربنا من أجلها».
وانتقد بينر النائب الجمهوري عن ولاية أوهايو، الرئيس الديمقراطي لتقاعسه عن القيام بأي تحرك أسرع للتعامل مع الوضع المتدهور في العراق، وندد بشدة بفكرة التواصل مع إيران. 
وقال رداً على سؤال عما إذا كان يؤيد المحادثات مع إيران: «لا أؤيد ذلك مطلقا». وأضاف: «أتصور فقط ما سيفكر فيه حلفاؤنا وأصدقاؤنا في المنطقة من تواصلنا مع إيران، فيما هي مستمرة في دفع أموال للإرهاب ودعم الإرهاب ليس فقط في سوريا ولبنان، وإنما أيضاً في إسرائيل».
وقال مايكل استيل المتحدث باسم بينر: «لقد قضينا سنوات وأنفقنا مبالغ طائلة من المال، والأهم من ذلك كله فقد آلاف الأمريكيين حياتهم؛ من أجل تحسين أمن العراق وجعل أمريكا أكثر أمناً، وإذا بددنا هذه التركة فسوف يكون ذلك خطأً فادحاً».
الكونجرس
الكونجرس
ويعقد مسئولو حكومة أوباما سلسلة من اللقاءات السرية مع أعضاء الكونجرس بشأن الوضع في العراق، مع قيامهم بوضع اللمسات النهائية لإستراتيجية للتعامل مع الأزمة هناك. 
غير أن زعماء الكونجرس لاحظوا أن أوباما ليس ملزما بحكم القانون بالحصول على إذن من الكونجرس قبل اتخاذ أي إجراء.
من جهته، قال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض أمس: إن من غير المرجح في الوقت الراهن إجراء مزيد من المحادثات مع إيران، على هامش اجتماعات البرنامج النووي الإيراني، بشأن التعاون في التعامل مع الأزمة في العراق.
وأضاف في تصريح صحفي: «ربما تجري مناقشات في المستقبل على مستوى أقل، بالرغم من أننا لا نتوقع طرح الموضوع مرة أخرى خلال هذه الجولة».
وفي الشأن نفسه، ندد نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني في مقال أمس في صحيفة وول ستريت جورنال «بانهيار عقيدة باراك أوباما»، معتبراً أن الفوضى التي تسود العراق هي نتيجة مباشرة لخيارات السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي. وكتب تشيني أحد أشرس المدافعين عن الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003 «نادراً ما أخطأ رئيس أمريكي في شأن هذا العدد الكبير من الموضوعات».
وأشار إلى أن قيام معاقل إرهابية في المنطقة يشكل خطراً على أمن الولايات المتحدة، واعتبر أن «قرارات أوباما، قبل وبعد التقدم لأخير لـ«داعش» من شأنها أن تزيد هذا الخطر». 
وأثار مقال تشيني ردوداً شديدة اللهجة من جانب حلفاء أوباما الديمقراطيين، مؤكدين أن الحكومة العراقية رفضت توقيع اتفاق يمنح الجنود الأمريكيين حصانة قضائية. 
وقال زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ: «إذا كان ثمة أمر نتفق عليه جميعا هنا، فهو وجوب عدم الإصغاء أبدا إلى نصائح ديك تشيني في شأن العراق، إن الوقوف في وجه تشيني هو وقوف إلى جانب التاريخ».
البنتاجون
البنتاجون
إلى ذلك، اعتبر البنتاجون أن الجيش العراقي «يعزز» على ما يبدو قواته ويستعد للدفاع عن بغداد في مواجهة الهجوم الصاعق الذي يشنه منذ أسبوع «داعش». وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الكولونيل البحري جون كيربي: «لدينا سبب للاعتقاد بأن القوات المسلحة العراقية، تعزز مقاومتها وتقوي دفاعاتها وتتجمع، ولا سيما في بغداد ومحيطها، وهذا أمر مشجع». 
ويتضح لمتابعي الأحداث الجارية أن الولايات المتحدة صارت اكثر تشدداً بشأن إرسال قواتها إلى العراق مرة أخرى؛ خوفاً من سيناريو المواجهات الدامية الذي واجهته إبان حرب العراق، غير أن العديد من المراقبين يرون أن الولايات المتحدة قد تتدخل بشكل أو بآخر، كما هو الوضع في ليبيا إذا ما تعرض أمنها للخطر خاصة وأن الجميع لا يستبعد استهداف "داعش" لبعض الأهداف الأمريكية في العراق قريباً، وحينها يتوقع البعض تغير خريطة التدخل الأمريكي المستبعد حتى الآن.

شارك