تحدي لحالة الجهل السائد حول تاريخ الاقباط وكنيستهم في مصر اصدرت  سلسلة العلوم الاجتماعية  بمكتبة الاسرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب .الكتاب المرجع تاريخ الكنيسة القبطية للقس منسي يوحنا والذي يعد واحد من اهم الكتاب التراثية التي تسجل تاريخ كنيسة مصر منذ القرن الاول للميلاد وحتى اوائل القرن العشرين .الكتاب مقسم لعشرين قرن يتضمن كل قرن اربعة اقسام هي تاريخ حياة  بطاركة القرن – اشهر البدع والهرطقات التي مرت بالمسيحية في هذا القرن ثم  الملوك والحكام  واخيرا قديسي الكنيسة ومشاهير الاقباط  وبهذا المنهج يقدم الكتاب تغطية تاريخية لشخصيات واحداث ومواقف الكنيسة منذ القرن الاول حيث رحلة العائلة المقدسة لمصر وتبشير مرقس الرسول  بالمسيحية وانتشارها وتاسيسه مكتبة الاسكندرية اللاهوتية وصولا لانتشار الرهبنة في القرن الرابع والاضطهاد الروماني  حتى حياة البابا كيرلس الخامس البطريرك رقم 112 المعاصر لتاليف الكتاب

وقد ولد القس منسي  سنة 1899 م. بناحية هور مركز ملوي  بالمنيا والتحق بالمدرسة الإكليريكية  (كلية اللاهوت )وهو في السادسة عشرة من عمره ونبغ فيها بالرغم من صغر سنه. ولما تخرج من المدرسة الإكليريكية عُين واعظًا لكنيسة ملوي القبطية فقوبل فيها أولًا مقابلة شاب في العشرين من عمره، ولكن سرعان ما وجد فيه شعبها واعظًا تقيًا قديرًا، فأحبه الجميع حبًا جمًا. وقد رُسم كاهنًا لكنيسة ملوي في يناير سنة 1925 م

وكان كثير القراءة إلى حد بعيد، واستطاع أن يستوعب مئات الكتب وهو بعد في حداثة سنه، وعلى الرغم من عمره القصير وقد ألَّف خمسة عشر كتابًا في موضوعات روحية ولاهوتية وعقائدية، كما كتب عن الكتاب المقدس وفي تاريخ الكنيسة، بالإضافة إلى العديد من المقالات في الصحف والمجلات.واسس مجلة الفردوس  وتوفي في 16 مايو سنة 1930 م.

يعد الكتاب هو اول عمل ذو منهج تاريخي واضح ومحدد يقدم قصة الكنيسة القبطية ابتداء من رحلة العائلة المقدسة وحتى معاصرة الكاتب للاحداث .بدقة حسب ما وفرته وسائل البحث في عصره .ولكن يعيب البعض على الكتاب اتباعه منهج الكتابة عن المشاهير ورجال الدين واهماله بالتالي للشارع القبطي حيث التزم الكاتب بتدوين سير البطاركة 112 سيرة بالكامل وايضا اشهر القديسين ولكنه لم يتغلغل الي الحياة العادية للاقباط والتى تعبر عن حضارتهم وفكرهم  الامر الذى ظهر في عدد من الكتب اللاحقة .التى اهتمت بهذه الجوانب والتى كان من الجيد ان يلقى الباحث الضوء عليها للتعميم والفائدة ومع هذا يظل الكتاب مرجع اساسي لكل من يبحث عن تاريخ الكنيسة في مصر وقد اجري الكاتب ملاك لوقا عملية تحديث لكتاب تاريخ الكنيسة من خلال نسجه كتاب الاقباط النشاة والصراع من القرن الاول للقرن العشرين على نفس منوال ومنهج كتاب منسي يوحنا ولكن باضافة وابحاث وشخصيات واحداث جديدة الامر الذى يؤكد ان اسلوب منسي يوحنا صبح منهج لكل من يريد ان يتعرض لكتابة تاريخ الكنيسة في مصر