وعلي صعيد المشهد الميداني، استأنف طيران التحالف مساء الأحد 17 مايو، غاراته الجوية على مواقع الحوثيين بمحافظة عدن بعد انتهاء المهلة المحددة للهدنة، وذكرت مصادر محلية في عدن أن التحالف  شن غارتين الأولى استهدفت منطقة رأس مربط بمدينة ‏التواهي، فيما استهدفت الغارة الثانية رتلا عسكريا تابعا للحوثيين بأطراف عمران بالبريقة.

هزت انفجارات عنيفة، صباح اليوم الاثنين، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثيين "محافظة صعدة" شمال البلاد، جراء قصف قوات التحالف لتجمعات الميليشيات الحوثية في المناطق الحدودية، وقالت مصادر إعلامية حوثية إن قوات التحالف عاودت صباح اليوم قصف مثلث شدا الحدودي مع المملكة العربية السعودية.

وقالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين إن طيران التحالف شن غارات في عدن، مشيرة إلى أن قوات الجيش السعودي قصفت مديرية الظاهر الحدودية بـ 6 صواريخ ، وصاروخين على جبل الغور بمديرية غمر.

وشن التحالف بقيادة السعودية، غارتين استهدفتا القصر الرئاسي وقاعدة عسكرية للقوات الخاصة يسيطر عليها الحوثيون وأنصارهم.

بالإضافة إلى ذلك شهدت مدينة تعز معارك ضارية بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، قتل فيها أكثر من 25 حوثيا.

فيما كشفت مصادر مطلعة، أن رئيس هيئة الأركان العامة المعين حديثا اللواء ركن محمد علي المقدشي، يشرف على إعادة بناء ولملمة وحدات القوات المسلحة التابعة للجيش اليمني.

وفي تصريحات إلى صحيفة "الوطن"، قال رئيس هيئة العمليات بالجيش اليمني اللواء الركن صالح الزنداني، إن رئيس الأركان ونائبه اللواء الركن ناصر الطاهري، قاما وهو يرافقهما، بزيارة إلى اللواء 23 ميكا والتقيا قائد اللواء وجميع منسوبيه من ضباط وأفراد، مبينا أن رئيس الأركان أمر بصرف حوافز مالية لكل منسوبي اللواء.

وطبقا لما رشح من معلومات، فإن زيارة رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش اليمني للواء 23 ميكا، رافقتها تأكيدات ببدء العمل على إعادة بناء وحدات القوات المسلحة على أسس وطنية، بما يضمن الأمن والاستقرار والمحافظة على شرعية الدولة.

رئيس هيئة العمليات بالجيش اليمني، أكد أن إعادة بناء ولملمة وحدات القوات المسلحة، ستخضع لبرنامج كبير في المنطقة الأولى والثانية والثالثة والرابعة والسادسة، مبينا أن الأعمال ستأخذ صفة التتالي، حتى الوصول إلى الهدف المأمول.

وكانت الميليشيات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي، فجرت صباح اليوم الاثنين، منزل رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اللواء محمد علي المقدشي، وأوضحت مصادر محلية أن الميليشيات الحوثية قامت بتفجير منزل رئيس هيئة الأركان في محافظة ذمار، وذلك بعد تمكنها من اقتحامه أمس الأحد.

وعلى صعيد المشهد السياسي اليمني، يواصل أعضاء مؤتمر الرياض في العاصمة السعودية اليوم الاثنين بحث مسودة وثيقة الرياض التي وزعت أمس في جلسة مغلقة، وذلك تمهيدا للمصادقة عليها بالجلسة الختامية للمؤتمر يوم غد الثلاثاء، وذلك في ظل غياب ممثلين لـ جماعة الحوثي.

وسيتم خلال هذه الجلسة المغلقة مناقشة مشروع وثيقة الرياض، التي تؤكد وجود نية لتشكيل نواة أولى للجيش والأمن اليمنيين بقيادة تشكيلات وطنية غير متورطة في الفساد، وتنص أيضا على استخدام كل الأدوات العسكرية لإنهاء التمرد، وفق ما جاء في المسودة وتعالج مسودة الوثيقة أيضا مسألة القيادات العسكرية الضالعة في الانقلاب والمتورطة في إشعال الحرب والفتنة الداخلية، وتتطرق للتعامل الدولي والدبلوماسي مع متمردي جماعة الحوثي.

وبيّن عدد من الأعضاء أن المسودة تناقش مسألة استعادة مؤسسات الدولة من خلال إنهاء العدوان والتمرد وإسقاط الانقلاب ومحاسبة الضالعين فيه، وسط تأكيد كبير على ضرورة عودة مؤسسات الدولة لممارسة مهامها من داخل الأراضي اليمنية ودعوات للحفاظ على النسيج الاجتماعي.

كما تدعو للعودة إلى الشرعية واستكمال المسار الانتقالي في اليمن، وتؤكد على التمسك بالمبادرة الخليجية ونتائج مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن. كما تتضمن نقاطًا تخص بناء الدولة الاتحادية وخطط إعادة الإعمار، والأعمال الإغاثية.

وعن موقف الحكومة الشرعية من دعوة الأمم المتحدة للفرقاء اليمنيين إلى حوار برعايتها، قال السكرتير الخاص بالرئيس اليمني الدكتور أحمد مبارك، "رئيس الجمهورية كان واضحًا في رسالته للأمم المتحدة حول الحوار المدعو إليه في جنيف أو في أي مكان آخر، إذ وضع سقفا محددًا وهو القرار 2216 وطالب بتنفيذه دون انتقائية ودون اختيار للمواد، وتحدث كذلك عن دور مجلس الأمن باحترام قراراته، خصوصا تلك الصادرة تحت الفصل السابع". 

فيما أكد عبد العزيز الجباري رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار اليمني في الرياض الذي انطلقت أعماله أمس، أنه ينتظر من اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي إعلان عزل رئيس الحزب صالح، خاصة بعد أن فرضت عليه عقوبات من الأمم المتحدة بصفته معطلا للعملية السياسية في اليمن وسببا رئيسا في ما وصلت إليه الأوضاع في اليمن بعد تحالفه مع عصابات ميليشيات الحوثيين الذين أمدهم بالسلاح.

و قال الدكتور عبدالكريم الارياني ان الحصانة التي منحت للرئيس السابق علي عبدالله صالح ولأعوانه، وهو وأحد المشمولين بها، كانت لما قبل المبادرة الخليجية. 

 واضاف الارياني في مؤتمر الرياض " أنا احد الموقعين على ‏المبادرة الخليجية والمشمولين بالحصانة، هذه الحصانة كانت لما قبل التوقيع اما ما بعد توقيع المبادرة فيحاسب الجميع وانا مستعد لذلك"، اما الدكتور صالح ‏القنيعير مبعوث دول ‏مجلس التعاون الخليجي الى ‏اليمن فقال: إن الحصانة التي منحت لصالح في المبادرة الخليجية كانت عن فترة حكمه السابقة، أما بعد توقيع المبادرة فاليمنيون هم من يقررون مصيره. 

فيما قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إن انتهاكات الحوثيين هي السبب في وقف الهدنة الإنسانية وإن الغارات الجديدة ستتجنب المطارات والموانئ الرئيسية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وأكد ياسين عدم وجود حديث عن هدنة جديدة في اليمن.

وعلي صعيد المشهد الدولي والرؤية للأوضاع في اليمن، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن بلاده تؤيد فكرة تمديد الهدنة الإنسانية في اليمن لكن الأوضاع الحالية تجعل من هذا الأمر صعبا، حسب تعبيره.

وأضاف "نحن نعلم أن الحوثيين اتخذوا إجراءات لتحريك قوة صاروخية إلى الحدود، ودائما يعتبر أي تحرك فعلي خلال سريان الهدنة من أي طرف خرقا لاتفاق الهدنة".

من جهة أخرى بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هاتفيا مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف تطورات الوضع في اليمن.

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية أن المكالمة جرت الأحد، وأن الوزيرين أعربا خلالها عن قلقهما المشترك من استمرار الأزمة الإنسانية في اليمن. كمال اتفق الوزيران على ضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للنزاع اليمني.

وقد دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في وقت سابق إلى تمديد الهدنة الإنسانية في اليمن إلى خمسة أيام إضافية.

كشفت تقارير اعلامية يمنية، عن وجود خلافات حادة بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ونائبه ورئيس الحكومة خالد بحاح فيما يتعلق بحقيبة وزير الخارجية التي يتولاها رياض ياسين.

وقالت مصادر يمني لموصع "يمن برس"، أن الرئيس اليمني مصر على بقاء وزير الصحة المكلف بمهام وزير الخارجية رياض ياسين رغم أداءه السيئ وضعفه وعدم قدرته على التعامل والحديث الدبلوماسي كونه يدين باللواء لهادي.

وأضافت المصادر رئيس الحكومة اليمنية يصر على عودة وزير الخارجية الدكتور عبدالله الصايدي لما يتمتع به من خبرات دبلوماسية كبيرة وقدرة على التعامل والحديث الدبلوماسي وهو ما يرفضه هادي ورياض ياسين.

ورفض رياض ياسين التخلي عن ممارسة مهام وزير الخارجية بعد وصول وزير الخارجية في حكومة بحاح قبل الاستقالة عبدالله الصايدي إلى الرياض قبل أكثر من أسبوع، مما أثار استياء وحفيظة العديد من الوزراء من موقف هادي ورياض ياسين.

وتوقعت المصادر أن الـ 30 مليون دولار التي خصصتها الحكومة وسيتم توزيعها عبر وزارة الخارجية للعالقين اليمنيين في الخارج ما زالت تسيل لعاب هادي ورياض ياسين.

وعلى صعيد الحضور الايراني في الأزمة اليمنية، وصف مستشار قائد المرشد الأعلى أية الله علي خامئني،  للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي الغارات السعودية على اليمن بالوحشية، مطالبا بالوقف الفوري الغارات.

وقال ولايتي بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في بيروت: "إن السعودية باعتبارها احد طرفي النزاع في اليمن لا يمكنها ان تستضيف مؤتمرا للحوار اليمني".

فيما تحدث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عن الأوضاع الإقليمية في مؤتمره الصحافي مع وزير الخارجية المجري بيتر سييارتو، فقال إن بلاده تحاور أطرافاً أوروبية حول الوضع في سورية والعراق واليمن، داعياً الأمم المتحدة للتدخل في اليمن، وتشكيل منطقة آمنة هناك، وضمان وصول المساعدات الإنسانية لليمنيين، منتقداً من جديد عمليات التحالف العربي لضرب مواقع يمنية. 

وعلى صعيد سفينة الإغاثة الإيرانية، أكد مساعد قبطان سفينة "إيران شاهد" المتجهة إلى اليمن، مرافقة سفن حربية إيرانية لها

قال روز حوش، مساعد قبطان سفينة "إيران شاهد"، في تصريح لـ"سبوتنيك": "إن العمارة 34 من القوات البحرية الإيرانية ترافقنا الآن في خليج عدن، وستظل ترافقنا حتى الوصول إلى ميناء الحديدة اليمني"، مشيرا إلى أنه "إذا حاولت سفينة ما حربية أخرى إيقاف السفن المرافقة أو مهاجمتها، فسوف تكون النتائج مفاجئة وغير مرجوة".