"بريطانيا" تدخل دائرة الخطر وتقترب من مواجهة "داعش"

الجمعة 20/يونيو/2014 - 09:34 م
طباعة رئيس الوزراء البريطاني رئيس الوزراء البريطاني دفيد كاميرون
 
مجلس النواب البريطاني
مجلس النواب البريطاني
وافق النواب البريطانيون على قرار حظر خمسة تنظيمات ناشطة في سورية، من بينها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" "داعش" الذي انتقل إلى الهجوم في العراق.
المجموعات الأخرى المحظورة هي "كتيبة الكوثر"، "كتائب عبد الله عزام" وفرعها "كتائب زياد الجراح"، و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة"، الفصيل الفلسطيني الموالي للنظام السوري، وحزب "جبهة تحرير الشعب الثورية التركية"، وقد أصبح الانتماء إلى إحدى هذه المجموعات المرتبطة بالنزاع في سورية، "يشكل جريمة في بريطانيا".
ويأتي هذا الإجراء في الوقت الذي تتحدث فيه بريطانيا يومياً عن التهديد الذي تمثله الحركات الجهادية على أمنها القومي بالذات.
وأبلغ وزير الدولة لشئون الأمن "جيمس بروكنشير" البرلمانيين بأن "الإرهاب" المرتبط بالحرب الأهلية في سورية "سيشكل خطراً على المملكة المتحدة في المستقبل المنظور"، مضيفاً أن حظر هذه التنظيمات يبعث "رسالة قوية".
يأتي ذلك في الوقت الذى حذّر  فيه مدير مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، لاهور طالباني، من قيام تنظيم "داعش"، بشن هجمات ضد بريطانيا ودول غربية أخرى.
طالباني
طالباني
وقال طالباني  إن ما يصل إلى 450 بريطانيًا انضموا إلى داعش، ويمكن أن يستخدمهم هذا التنظيم لمهاجمة المملكة المتحدة ودول أخرى، ويتعين على الغرب ألا ينظر إلى الصراع بأنه مقتصر فقط على الحكومة العراقية.
وأضاف أنه في حال بقاء 10% من هؤلاء البريطانيين على قيد الحياة، فإن أبو بكر البغدادي زعيم داعش سيستخدمهم لمهاجمة المملكة المتحدة، وهناك ما يتراوح بين 400 و 450 مواطناً بريطانياً يُقاتلون في صفوف هذا التنظيم وفقاً لمعلومات استخباراتية، مؤكدًا أن الوضع سيزداد سوءًا بالنسبة للغرب إذا لم يتدخل في العراق، ودعا إلى ضربات جوية وبالذخائر من قبل الغرب.
وأشار طالباني إلى أن استخبارات إقليم كردستان العراق حذّرت الولايات المتحدة والحكومة العراقية في يناير الماضي من أن تنظيم "داعش" يخطط للاستيلاء على مدينة الموصل والتحرك باتجاه العاصمة بغداد، لكنهما تجاهلتا التحذير.
وقال إن قوات البشمركة الكردية لا تملك ما يكفي من الأسلحة والذخيرة لمواجهة داعش والجماعات المتطرفة الأخرى في العراق على مدى فترة طويلة من الزمن، مع تصاعد حدة العمليات القتالية، واستبعد مدير مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، قيام الولايات المتحدة بنشر قوات على الأرض في العراق، لكنه اعتبر شنها ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية أمرًا جيدًا، شريطة أن تفعل ذلك على محمل السرعة وقبل فوات الأوان.
نجيرفان بارزاني
نجيرفان بارزاني
وكان رئيس حكومة إقليم كردستان، نجيرفان بارزاني، أعلن أن قوات البشمركة الكردية، لن تساعد الجيش العراقي في استعادة السيطرة على مدينة الموصل، وستقوم فقط بحماية المناطق التي تديرها حكومة إقليم كردستان الواقعة في شمال شرق العراق.
وقال بارزاني إن الأزمة نجمت عن السياسة الخاطئة في بغداد حيال المناطق السنية، وشعور السنة بالإهمال ولا تتحمل الدولة الاسلامية فقط مسؤوليتها، وعلينا أن نترك لمناطق السنة اتخاذ القرار واعتقد أن أفضل نموذج بالنسبة للسنة في العراق انشاء منطقة تتمتع بالحكم الذاتي على غرار كردستان.
قوات داعش
قوات داعش
رئيس الوزراء "ديفيد كاميرون" أكد قائلًا: "سنواصل القيام بكل ما في وسعنا، لمنع الناس من الذهاب إلى سورية، وتجنب عودتهم إذا كانوا قد تحولوا إلى متشددين والحفاظ على أمن بلادنا".
وأعلن كاميرون أمس أن هؤلاء الجهاديين "يهددون بمهاجمة بريطانيا مباشرة"، مؤكدًا أمام نواب مجلس العموم، أن الجهات الأمنية والاستخباراتية البريطانية تعتبر أن العائدين من القتال في سورية والعراق باتوا يشكلون تهديدًا أكبر من الذي شكله العائدون من أفغانستان في الماضي.
وانتقد بعض الأصوات الداخلية من الساسة والمعارضين الذين "يعتقدون أن ما يجري في شمال العراق لا علاقة له بأمن بريطاني، وشدد كاميرون على أنه لن يكون من مصلحة بلاده قيام "نظام متطرف" في العراق، مشيرًا إلى ضرورة نجاح قوات الأمن العراقية في دفع مقاتلي (داعش) إلى خارج المناطق التي سيطروا عليها.
وجدد دعم حكومته للعراق بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي، داعيًا الحكومة العراقية إلى العمل على تمثيل مصالح جميع الطوائف العراقية وليس الشيعة فقط، وأضاف أنه من المهم جدًا أن تكون الحكومة في بغداد ممثلة لجميع العراقيين الذين يعيشون في العراق، وأن تعمل على إحكام سيطرتها على جميع المناطق وإنهاء سيطرة المتطرفين عليها.
وأعلن كاميرون عن رفع قيمة المساعدات الإنسانية للنازحين العراقيين في شمال البلاد من ثلاثة إلى خمسة ملايين جنيه استرليني.
وينتظر أن يترأس كاميرون في وقت لاحق مجلس الأمن القومي الذي يضم وزراء الدفاع والداخلية والخارجية إضافة إلى قادة الجيش وأجهزة الاستخبارات والأمن لبحث تطورات الأحداث في العراق.
أبو رشاش البريطاني
أبو رشاش البريطاني
من جهته، أعلن وزير الدولة لشئون الأمن جيمس بروكنشير الذي وضع المذكرة التي تم التصويت عليها، أن سورية أصبحت "الوجهة رقم واحد في العالم بالنسبة إلى الجهاديين"، مضيفًا أن النزاع في سورية ترافق مع انتشار مجموعات إرهابية ذات أهداف وأيديولوجيات متقلبة، ولا تقيم سوى القليل من الاعتبار للحدود الدولية"، في إشارة إلى تقدم مقاتلي "داعش" في العراق.
في المقابل، دعا شخص يطلق على نفسه "أبو رشاش البريطاني"، وينسب نفسه إلى "داعش"، عبر حسابه على "تويتر"، مسلمي بريطانيا إلى القصاص لمقتل المبتعثة السعودية ناهد الزيد، وأرسل أبو رشاش ثلاث تغريدات يطالب في اثنتَيْن منها المسلمين بالقصاص لمقتل ناهد، ويهدد في الثالثة بالعودة إلى بريطانيا قريبًا.
من جانبها كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن انضمام ما يقرب من 450 شخصًا من الرعايا البريطانيين في العراق إلى صفوف الجماعة الإسلامية المتطرفة "داعش" ، الأمر الذي يثير الخوف من إمكانية مهاجمة الممكلة المتحدة – حسبما قال رئيس جهاز المخابرات الكردية لاهور طالباني.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن تعليقات طالباني جاءت لتتوافق مع تصريحات رئيس الوزراء البريطاني أمس، والذي أكد أن "داعش" تخطط لشن هجمات على بريطانيا وأن المتشددين في العراق وسورية أخطر بكثير من الجماعات الإرهابية في أفغانستان.
ويبدو أن بريطانيا، دخلت دائرة الخطر، بعد انضمام 450 مواطناً بريطانياً  لتنظيم "داعش"، مما يسهم في توتر الأوضاع  في دول الغرب بأكملها.

شارك