مخطط التقسيم الطائفي للعراق في طريقه إلى التنفيذ

الأحد 22/يونيو/2014 - 10:03 م
طباعة تقسيم العراق تقسيم العراق
 
يرى النائب في برلمان إقليم شمال العراق عن الحزب الديمقراطي الكردستاني "محمد ياسين طه"، أن الشيعة والسنة مكرهون على العيش مع بعضهم البعض في العراق، وأنَّ السنة والشيعة منذ تأسيس العراق لم يتفقوا.
وقال طه: " إن الشيعة والسنة لا يرغبون بالعيش سويًا، ويبدو واضحاً أن هذا التعايش لن يتحقق في المستقبل، وبالتالي فإن الحل الوحيد من أجلهم ومن أجل العراق هو نموذج إقليم كردستان في الحكم الذاتي، وتطبيقه على منطقتين في العراق" 
من جانب آخر، وصف النائب في برلمان إقليم شمال العراق عن الجبهة التركمانية العراقية أيضن معروف؛ إمكانية عيش الشيعة والسُنة مع بعضهم البعض بعد أحداث الموصل بـ"المعجزة" قائلاً: " إنَّ الحل يكمن في فصل السنة عن الشيعة، وإن لم يتم ذلك، فالحرب ستكون كفيلة بتقسيمه، وهذا ما لا يريده أحد" .
مخطط التقسيم الطائفي
وأشار معروف إلى الزيارة التي قام بها رئيس حكومة شمال العراق، نيجيرفان برزاني، إلى إيران، وما صرح به المسئولون الإيرانيون للوفد الكردي، بأن إيران سترسل جنوداً إلى العراق في حال دخول عناصر تنظيم داعش إلى بغداد.
أما النائب عن قائمة التغيير التركمانية، محمد الهانلي، فدعا إلى تطبيق نموذج شمال العراق على المناطق السنية والشيعية في العراق، وإقامة منطقتين فدراليتين، محذراً من ذهاب العراق إلى التمزيق بمطالبة كل فريق بحقه بطريقته.
وأوضح الهانلي صعوبة إخضاع المناطق السنية في العراق إلى سلطة الحكومة المركزية والشيعة، قائلاً: "على المبادرات القادمة أن تكون بناء على الواقع الحالي".
ويتم التخطيط إلى تقسيم العراق بأن ينضم أكراد الشمال إلى أكراد سوريا، وتنضم العديد من المناطق المركزية التي يسيطر عليها السنة إلى السنة في سوريا، ويصبح الجنوب خاصًا بالشيعة.
مخطط التقسيم الطائفي
وكشفت صحيفة هوال الكردية، عن مشروع يتم تداوله بين قيادات في الموصل لإقامة إقليم يضم محافظات كركوك ونينوي وصلاح الدين وديالي، على أن تكون كركوك عاصمة له. 
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الموصل قولها إن تحركات مكثفة تقوم بها قيادات في المحافظة من أجل جمع التأييد لهذا المشروع، الذي ستكون رئاسته دورية بين محافظات الإقليم، وهيكله الإداري يماثل إقليم كردستان العراق الحالي وسيضم في المرحلة الأولى محافظات كركوك والموصل وتكريت وديالي، ليتم بعدها الاندماج مع إقليم كردستان. 
يقول المهندس محمد صلاح زايد رئيس حزب النصر الصوفي، إن أمريكا وأوروبا وروسيا والأمين العام للأمم المتحدة وإيران وتركيا ينفذون مخطط تقسيم العراق، وأن "داعش" و"المالكي" هم الأدوات التي تستخدم في التنفيذ، وجامعة الدول العربية في غيبوبة كاملة.
وتساءل زايد لماذا سارع الأمين العام للأمم المتحدة للحديث عن مصادر وهمية لثروة "داعش" التي تتزايد، مشيرًا إلى أن سرقة المصارف التي تحدث عنها الأمين العام غير صحيحة،  فالبنوك لا توجد فيها مبالغ نقدية كبيرة، وقوله إن "داعش" تسرق الآثار القديمة وتبيعها أيضاً غير صحيح.
وأضاف زايد أن داعش تمتلك أسلحة حديثة غير موجودة في السوق السوداء، ولم تكن بحوزة الجيش السوري الحر، وأضاف أنها تتحرك بمسيرات في أماكن مكشوفة لمسافات طويلة دون غطاء جوي، ولم تتعرض لها طائرات المالكي.
وقال :"داعش ساعدت الثوار في البصرة وصلاح الدين ومكنتهم، وراحت تعقد الهدنة مع كردستان العراق بعد أن استولوا على الأراضي المتنازع عليها، وهو ما أشار إليه المسئولون الأتراك في حديثهم مع السفير الأمريكي في بغداد بالأمس، عندما قالوا إن أي حل سياسي سوف يخضع للواقع الجديد، وكأن "داعش" يثبت كل في مكانه حسب المخطط، مشيرًا إلى أن أبو بكر البغدادي قائد "داعش" في العراق والشام أخرجه الأمريكان من السجون العراقية مقابل الخلاص من القاعدة والزرقاوي، وهو جزء من المخطط.
فيما قال نصر سالم، نائب مدير المخابرات الحربية الأسبق، إن الولايات المتحدة دمرت الجيش العراقي، وتريد تقسيم البلاد، موضحا أن العراق لن يبقى تحت سيطرة أمريكا إلا ما دام متفرقا، مضيفًا أن أمريكا تريد أن تكون مصر مثل العراق، مشيرا إلى اتفاق إيران مع أمريكا والغرب حول ملفها النووي يصب في مصلحة إسرائيل.

اللواء حسام سويلم
اللواء حسام سويلم
وأكد اللواء حسام سويلم الخبير العسكرى والاستراتيجى، أن السبب الحقيقي وراء زيارة جون كيرى وزير خارجية الولايات المتحدة إلى القاهرة اليوم، والمنطقة العربية هو تسويق فكرة تقسيم العراق إلى أكراد وسنة وشيعة، وذلك على خلفية تصاعد العمليات الإرهابية التي يقوم بها التنظيم الإرهابي داعش في العراق منذ حوالى عشرة أيام.
وأضاف اللواء سويلم، أن هناك تنسيقًا إيرانيًا أمريكيًا قديم لتقسيم العراق لأنه سيفيد الطرفين، مشيرا إلى أن تحقيق هذا السيناريو سيلقى بظلاله بالضرورة على الأزمة السورية المخطط لها  والتى يكون مفتاح حل أزمتها من خلال العراق.
بشار الأسد
بشار الأسد
وأكد أن الرئيس بشار الأسد اصبح الآن غير مأسوف عليه وأن التنسيق الإيرانى الأمريكى يشمل التضحية به من أجل تقسيم سوريا مقابل حفاظ إيران على نقاط نفوذها فى سوريا، مشيرا إلى أن الرئيس الروسى فلادمير بوتين والذى يعد من اكبر الداعمين للرئيس السورى اكثر ما يهمه الآن هو الحفاظ على نقاط نفوذه فى ميناء طرطوس على البحر الأبيض.
ويعيش عشرات الملايين من الأكراد في العراق وسورية وإيران، وطموحاتهم بالاستقلال قائمة منذ زمن طويل لكنها احبطت على مدى عقود والان، وفي خضم فوضى الشرق الاوسط، يتخذ القادة الأكراد خطوات حاسمة للتقدم باتجاه ذلك الحلم، ليس فقط في العراق، بل في سورية ايضا، التي اعلنت الفصائل الكردية فيها مؤخرا ادارتها المستقلة في شمال شرق البلد.
ويدير الأكراد العراقيون منطقتهم المستقلة والمزدهرة نسبيا بشمال العراق، ويسيطرون على موانئ الدخول الى البلد، ولديهم جيشهم الخاص بهم ومؤسساتهم الاستخبارية وينفذون سياستهم الخارجية، ولدى المنطقة الكردية أيضا لوائحها في منح تأشيرة الدخول، فعلى سبيل المثال ربما ينتظر الامريكي اسابيع أو شهورا للحصول على تاشيرة سفر إلى بغداد، الا انه يستطيع شراء التأشيرة في مطار أربيل، كما خدمت المنطقة كملاذ آمن لمسئولين سُنة يريدون الهرب من بين أيدي الحكومة التي يقودها شيعة، ومن بينهم نائب الرئيس السابق طارق الهاشمي، الذي اتهم بالإرهاب في العام 2011.
ويبدو، أن ما تشهده العراق الآن بعد هجوم  تنظيم الدولة الإسلامية العراق والشام "داعش"، هو تنفيذ مخطط لتقسيم الدولة ما بين سنة وشيعة وأكراد، والذى بات واضحًا أنه في الطريق إلى التنفيذ، وكأن ما يحدث بات أمرًا مسلمًا به، أو بمعني أدق أنه تم الاستسلام لمخطط التقسيم المرسوم له، ذلك في ظل الأزمات المحيطة بغالبية دول المنطقة في مواجهة المخططات الأمريكية الإسرائيلية ضدها، التي مازال العراق يدفع ثمنا لها، هذا في ظل حرب طائفية ماضية في طريقها ربما لأبعد ما تم التخطيط له تمامًا، ومن ثم فلم يعد مخطط تقسيم العراق إلي ثلاثة أقاليم سني وشيعي وكردي شيئًا جديدًا، وقد يكون مؤشرات أولية عن البدء بتنفيذ مشروع نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن لتقسيم العراق.

شارك