طائرات بدون طيار تراقب داعش.. واحتدام الصراع مع إصرار المالكي على البقاء

الثلاثاء 24/يونيو/2014 - 11:15 م
طباعة المالكي وكيري المالكي وكيري
 
أعلنت السلطات العراقية اليوم  الثلاثاء، عن بدء مهمات طائرات أمريكية بدون طيار للمرة الأولى منذ سيطرة تنظيم داعش على بعض المناطق، حيث قامت بقصف مواقع للمسلحين في منطقة القائم على الحدود العراقية مع سوريا، في الوقت نفسه، نفى البيت الابيض شن طائرات أمريكية هجمات في العراق.
 فيما أكدت الحكومة العراقية اليوم استمرار سيطرتها على مصافي النفط في بيجي الشمالية.
طائرات أمريكية بلا
طائرات أمريكية بلا طيار
وقال مصدر أمني عراقي إن طائرات أمريكية بلا طيار قامت اليوم بقصف في بلدة القائم على الحدود العراقية السورية، وذلك تنفيذًا لوعد أطلقه الأسبوع الماضي الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتوجيه "ضربات محددة" للمسلحين الذين يسيطرون على بعض المدن العراقية إذا "تطلب الأمر ذلك".
وبعد ساعات من الإعلان في بغداد بأن طائرات أمريكية بدون طيار قصفت مواقع لتنظيم داعش على الحدود العراقية مع سوريا، تأكد أن القصف لم يكن من هذه الطائرات، وإنما من أخرى سورية ضربت أهدافا معظمها مدنية. 
لكن "البنتاجون" أشارت إلى أن طائراتها تقوم بعمليات استطلاعية للأجواء العراقية لتحديد مواقع تنظيم داعش.
وبعد ذلك جاءت المعلومات من مناطق غرب العراق لتؤكد أن الطائرات السورية قصفت أهدافا في بلدتي القائم والرطبة العراقيتين على الحدود مع سوريا، ما أدى إلى مصرع حوالي 70 شخصًا وإصابة مائتين.
وتأتي هذه الضربات بعد ساعات من إعلان مسئولين أمريكيين عن تقديم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضمانات للولايات المتحدة بأن قوات العمليات الخاصة الأمريكية التي أمر الرئيس أوباما بإرسالها إلي العراق ستتمتع بحصانة من مقاضاة محتملة أمام المحاكم العراقية.
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، قد أعلن أن بغداد طلبت رسميا من واشنطن توجيه ضربات جوية لمقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" "داعش"، الذين يشنون منذ أسبوع هجومًا تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة من شمال البلاد.
وأوضح زيباري أن العراق "طلب رسميا مساعدة واشنطن طبقا للاتفاقية الأمنية وتوجيه ضربات جوية للجماعات الإرهابية".
جون كيري
جون كيري
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي يزور العراق حاليا، أن بلاده حضرت خيارات عدة لمساعدة العراق في حربه ضد الإرهاب وشدد على ضرورة التنسيق بين القادة العراقيين من اجل تخطي الخلافات والاسراع بتشكيل الحكومة.
تأتي هذه الضربات بعد ساعات من إعلان مسئولين أمريكيين عن تقديم رئيس الورزاء العراقي نوري المالكي ضمانات للولايات المتحدة، بأن قوات العمليات الخاصة الأمريكية التي أمر الرئيس أوباما بإرسالها إلى العراق ستتمتع بحصانة من مقاضاة محتملة أمام المحاكم العراقية.
وبهذا الاتفاق فإن واشنطن تغلبت على عقبة مهمة، بينما تسارع إلي دعم الوجود الأمريكي في العراق في مواجهة المكاسب التي حققها متشددو تنظيم "داعش"، حيث تمنع هذه الضمانات مقاضاة المستشارين عن أي مخالفات قانونية أو جرائم يرتكبونها في العراق.
في سياق متصل، أكد رئيس الوزراء العراقي، نور المالكي، لوزير الخارجية الأمريكي أن "ما يتعرض له العراق حاليًا يشكل خطرًا ليس على العراق فحسب، بل على السلم الإقليمي والعالمي"، داعيا، دول العالم سيما دول المنطقة إلى أخذ ذلك على محمل الجد". 

رئيس الوزراء العراقي
رئيس الوزراء العراقي
وأكد رئيس الوزراء العراقي، أنه تم بحث آخر تطورات التحديات التي يواجهها العراق، مؤكدا على ضرورة الالتزام بالتوقيتات الدستورية للعملية السياسية، فضلا عن الالتزام بتكليف مرشح الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة". 
وأضاف المالكي أن هناك مواعيد حددها الدستور لعملية تشكيل الحكومة وانتخاب الرئاسات الثلاث، وما ينتج عنها من تكليف مرشح الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة الجديدة ينبغي الالتزام بها".
وأعرب كيري عن تقديره لما يظهره الزعماء العراقيون من التزام بالعملية السياسية والتوقيتات الدستورية لها".
في ذات السياق، أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري في أربيل أن الهجوم الواسع الذي يشنه مسلحون في شمال وغرب وشرق البلاد خلق "واقعًا جديدًا وعراقًا جديدا".
وقال بارزاني خلال استقباله كيري في مقر رئاسة الوزراء في أربيل عاصمة إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي "في ظل هذه التغيرات، أصبحنا نواجه واقعا جديدا وعراقا جديدا".
وكان بارزاني قال قبيل لقائه كيري: "قمنا بكل ما نستطيع القيام به على مدى الأعوام العشرة الماضية لبناء عراق ديموقراطي، غير أن هذه التجربة وللأسف لم تنجح"
وأضاف ردا على سؤال بشأن إمكانية أن يحاول الأكراد إعلان استقلالهم في ظل هذا الوضع أن على "شعب كردستان أن يحدد مستقبله ونحن سنلتزم بقراره".
وتابع: "العراق يتهاوى على كل حال، ومن الواضح أن الحكومة الفيدرالية أو المركزية فقدت السيطرة على كل شيء"، وبحسب مراقبين، فإن بارزاني عرض على كيري استقلال إقليم كردستان.
قالت مصادر مخابرات عراقية وأردنية أن عشائر عراقية سنية سيطرت على نقطة حدودية مع الأردن وذلك بعد انسحاب الجيش العراقي بالكامل منها.
وقال غوش ارنست المتحدث باسم البيت الأبيض، إن القائد الأعلى لن يتخذ قرارًا بأن يضع رجالنا ونساءنا في طريق الأذى بدون الحصول على بعض التأكيدات اللازمة."
اوباما
اوباما
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، إنها تأمل بأن تتمكن القوات الأمريكية من تحسين تقييمات للمخابرات الأمريكية التي مازالت غير واضحة بشأن الوضع في العراق، بما في ذلك نوع وكمية الأسلحة الأمريكية الصنع التي استولى عليها المسلحون من الجيش العراقي.
وكان أوباما قد أعلن في وقت سابق، أنه سيرسل ما يصل إلي 300 مستشار عسكري أمريكي إلى العراق للقيام بأدوار غير قتالية، حيث وصل أربعة منهم فعلا إلى بغداد خلال اليومين الماضيين وسيدرس توجيه ضربات محددة إلي المتشددين.
من جهته أكد قائد طيران الجيش العراقي تدمير 13 عجلة تحمل أحاديات تابعة لتنظيم "داعش" وقتل من فيها حول محيط مصفى بيجي شمال مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين175 كم شمال غرب بغداد.
وأكد الناطق باسم ثوار العشائر العراقية أبو عبد النعيمي سيطرة تشكيلات عشائرية من محافظة الأنبار على المعبر، نافياً بشدة إخضاعه لسيطرة عناصر "داعش".
وشدد على أن مسلحي العشائر سيطروا بالفعل على المعبر، بعد مواجهات دامية مع القوات العراقية وأن جميع المشاركين في العملية كانوا من ثوار الأنبار".
وقال إن ثوار العشائر حريصون على أمن الأردن واستقراره ويحملون كل مشاعر الحب والتقدير للشعب الأردني الشقيق".
وأكدت مصادر أردنية "لجوء عدد من قادة وأفراد حماية المعبر العراقيين إلى الجانب الأردني، من أبرزهم مدير حدود المعبر العميد علي الأسدي.
 وأوضحت أن "العراقيين الذين دخلوا الأراضي الأردنية غالبيتهم من القوات النظامية، وأن لجوءهم إلى المملكة جاء عقب سيطرة المسلحين على معبر طريبيل. 
مسلحو داعش
مسلحو داعش
في جميع الأحوال  ما زال المالكي يحارب من أجل معركته السياسة، رافضا الاستسلام، رغم حالة التقسيم التي تقترب منها الدولة، إثر سقوط مساحات كبيرة في أيدي مقاتلين من السنة، فهل ينجح في البقاء في ظل هذا الاحتقان بمساعدة أمريكا، أم سيستلم قريبًا، ويعلن الرحيل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ويقول خصوم المالكي إنه مسئول عن احتدام حركة التمرد على الحكومة بسبب سياساته التي أدت إلى شعور السنة بالاغتراب ودفعت العشائر لتأييد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، وانطلق دون مقاومة تذكر صوب بغداد.
بل إن أعضاء في الكتلة التي ينتمي إليها المالكي (64 عاما) يسلمون الآن بأنه قد يضطر للرحيل إذا كان للجماعات الشيعية والسنة والأكراد أن يتجمعوا في ائتلاف حاكم جديد.
وقال عضو كبير في ائتلاف المالكي: "العراق بعد العاشر من يونيو ليس كما كان قبله كل شيء تغير وكل شيء مطروح على المائدة وإذا أصر الاخرون على أنهم سيتقدمون فقط إذا لم يكن المالكي رئيسا للوزراء فنحن على استعداد لمناقشة ذلك".
وأكد عضو ثان بائتلاف المالكي أن الحديث يدور عن تغييره من الداخل.
وتضغط كل من واشنطن وطهران من أجل تسوية سريعة للأزمة، حيث تصر الولايات المتحدة أنها لن تختار الزعيم القادم للعراق، لكن جون كيرى قال إن واشنطن تدرك استياء السنة والأكراد وبعض الشيعة.

شارك