داعش يهدد الشرق الأوسط.. وأمريكا تبحث مع الحلفاء سُبل معالجة الأزمة

الخميس 26/يونيو/2014 - 10:22 م
طباعة داعش يهدد الشرق الأوسط..
 
داعش يهدد الشرق الأوسط..
تتصاعد الأزمة العراقية، في ظل اتساع رقعة المعارك بين القوات العراقية ومسلحي الدولة الإسلامية في الشام والعراق "داعش"، حيث استولى المتشددون اليوم، على بلدة تقع  بعد ساعة من العاصمة العراقية، بها أربعة حقول غاز في مكسب آخر للمسلحين السنة الذين استولوا سريعا على مناطق واسعة إلى الشمال والغرب من بغداد.
يأتي ذلك في ظل المحاولات الغربية لإنهاء العمليات المسلحة في العراق، ومحاصرة تنظيم داعش، حيث يعود جون كيري وزير الخارجية الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط، في ثاني زياره له خلال أيام لمقابلة مسئولين في السعودية، والتشاور بشان تصاعد الأحداث في العراق، في الوقت الذى أمر فيه العاهل السعودي باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية أمن واستقرار الشعب السعودي .
وأجرى كيري، اليوم محادثات مع عدد من حلفاء الولايات المتحدة العرب في باريس لبحث النزاع في العراق، وجمع كيري وزراء خارجية السعودية والإمارات والأردن، حيث أكد أن "تهديد تنظيم "داعش" لا يقتصر على العراق فقط، بل يمتد إلى المنطقة، وشكر كيري وزراء الخارجية لمجيئهم للبحث في عدد من القضايا الحساسة في السفارة الأمريكية في باريس. 
وردًا على سؤال حول ما إذا كان كيري بحث احتمال شن الولايات المتحدة غارات جوية ضد قوات "داعش"، أوضح مسئول آخر في وزارة الخارجية الأمريكية أن كيري أبلغ الوزراء أن واشنطن "تعمل الآن على النظر في أهداف محتملة، ولكن حتى هذه اللحظة لم يتخذ أي قرار حول القيام بتحرك عسكري"
كذلك قام "وليام هيج" وزير الخارجية البريطاني بزيارة مفاجئة للعراق، للوقوف على آخر المستجدات، والتشاور مع المسئولين العراقيين بشأن مستقبل الأوضاع في العراق مستقبلًا، والتأكيد على أن بلاده ستعاقب كل أنشطتها التي ستوثقها منظمات دولية وغيرها.
مسعود بارزاني
مسعود بارزاني
أكد "هيج" أن العراق لن يتمكن من تجاوز الأزمة الحالية دون توحد جميع القوى السياسية في البلاد، وأن يواجه خطرًا يهدد وجوده، مشددًا على أن المخرج من الأزمة يتمثل في تحقيق الوحدة السياسية وإقامة حكومة تعتمد على دعم الشعب العراقي وتتصدي لتنظيم "داعش".
وقال "هيج" إن بريطانيا قد خصصت خمسة ملايين جنيه استرليني كمساعدات عاجلة، واعدًا بتخصيص مساعدات أكبر لـ "حكومة وحدة عراقية"، مشيرًا إلى أن "داعش" تنظيم إرهابي غريب على العراق والشرق الأوسط والإسلام نفسه.
من جانبه أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لوزير الخارجية البريطاني أن الانتصار على المسلحين المتطرفين الذين يحتلون مناطق واسعة من البلاد لن يتم من دون حل سياسي يسير الى جانب الحل العسكري، ولابد من المضي في مسارين متوازيين الأول العمل الميداني والعمليات العسكرية، والثاني متابعة المسار السياسي"
من ناحية أخرى دعت الرئاسة العراقية البرلمان للانعقاد في الأول من يوليو القادم، وهي الخطوة الأولى لتشكيل حكومة جديدة يأمل المجتمع الدولي أن تضم كل الأطياف، بما يسمح باحتواء أنشطة المتشددين المسلحين، وسيكون أمام البرلمان 30 يومًا لاختيار رئيس، و15 يومًا بعد ذلك لاختيار رئيس الوزراء، رغم أن هذه العملية سبق وأرجأت لمدة وصلت إلى تسعة أشهر قبل تشكيل الحكومة في 2010.
وأعلن نائب الرئيس خضير الخزاعي، وهو حليف مقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي، أكد بالالتزام بالجدول الزمني الذي ينتهي بإعلان حكومة جديدة، معتبرًا أنّ الدعوة لحكومة إنقاذ وطني بمثابة انقلاب على الدستور والعملية السياسية.
وسبق أن رفض المالكي دعوة أحزاب سُنية بالأساس وشخصيات دينية بعضها مرتبط بجماعات تحاربه لتشكيل "حكومة إنقاذ وطني" قد تختار شخصيات لقيادة البلاد وبالتالي تتجاوز الانتخابات.
الملك عبد الله
الملك عبد الله
على الجانب الآخر نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلًا عن مسئولين أمنيين عراقيين، أن داعش" يتقدمون باتجاه سد "حديثة" على نهر الفرات، والذي يعد ثاني أكبر سدود البلاد، ما يزيد من إمكانية حدوث دمار كارثي وفيضان، وأن متشددي "داعش" الذين يتقدمون صوب سد "حديثة" جاءوا من مناطق الشمال وشمال الشرق وشمال الغرب، وأن المقاتلين وصلوا بالفعل إلى مدينة بروانة العراقية التي تقع على الجانب الشرقي للسد، وأن القوات الحكومية تخوض قتالًا لوقف تقدمهم"
أشارت الصحيفة  إلى أن هذه المرة لن تكون الأولى التي تدخل فيها السدود كسلاح في النزاع، حيث استولى مقاتلو "داعش" على سد الفلوجة وفتحوا بواباته، ما أدى لفيضان اجتاح الجنوب باتجاه مدينة النجف، بل إن المياه اتجهت شرقًا، ووصلت تقريبًا لأبو غريب بالقرب من بغداد.
 من جانبه دعا القيادي الشيعي مقتدى الصدر أحد خصوم المالكي جميع العراقيين لنبذ أنشطة المسلحين السُنة والالتفاف حول الجيش، مؤكدًا على ضرورة تشكيل حكومة جديدة تضم جميع الأطياف السياسية، وتبتعد عن الخطاب الطائفي.

شارك