عقب اجتماع "كيري" مع مسئولين عرب.. احتمالات تدخل أمريكا عسكريًا لمواجهة "داعش"

الجمعة 27/يونيو/2014 - 08:43 م
طباعة جون كيري مع الوزراء جون كيري مع الوزراء العرب
 
زيارات مكوكية يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في منطقة الشرق الأوسط من أجل البحث عن مخرج لمواجهة التنظيمات الإرهابية التي تتمدد في العراق وسوريا، وفي مقدمتهم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، الذي يسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي العراقية والسورية.
وأصبح التدخل الأمريكي لمواجهة خطر "داعش" على طاولة لقاءات وزير الخارجية الأمريكي مع عددٍ من قادة وحكومات الدول العربية، وفي مقدمتها العراق.
جون كيري
جون كيري
فقد أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الخميس، محادثات مع وزراء خارجية الأردن والسعودية والإمارات، في باريس، لبحث الأزمة في العراق، بعد سيطرة تنظيمات مسلحة على أجزاء واسعة شمالي العراق.
وأكد كيري خلال الاجتماع، الذي ضم وزير خارجية الأردن ناصر جودة، والسعودية سعود الفيصل، والإمارات عبد الله بن زايد، على أن "تهديد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لا يقتصر على العراق فقط، بل يمتد للمنطقة"، وفق مسئول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية.
وأبلغ كيري وزراء الخارجية بنتائج زيارته إلى بغداد، وأربيل شمالي العراق، حيث عمد إلى إقناع القيادات العراقية بالوحدة في مواجهة خطر انقسام البلاد في ظل تهديد التنظيمات المسلحة.
وأضاف المسئول في الخارجية الأمريكية أن جميع الوزراء في باريس "عبروا عن قلقهم لعدم وجود حكومة جامعة (في العراق) وعن ضرورة أن يتغير ذلك".
واعتبر كيري أن تنظيم "داعش" المتطرف لا يشكل تهديدا للعراق فحسب بل للمنطقة برمتها.

عمل عسكري لمواجهة "داعش"

عمل عسكري لمواجهة
عمل عسكري لمواجهة "داعش"
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن واشنطن تدرس حاليًا احتمال قصف مواقع تنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام- داعش" الذي يستولي على المزيد من المدن والمحافظات في العراق وسوريا، ونقلت الصحيفة عن مسئولين كبار في وزارة الدفاع الأمريكية رفضوا نشر أسمائهم، أن واشنطن تبحث احتمال مشاركة طائراتها التابعة لقواتها الجوية أو البحرية أو معًا في عملية مكافحة الإرهاب، وكذلك مدة إجراء هذه العملية، وأشارت المصادر إلى أن المسئولين الأمريكيين يميلون إلى دعم مشاركة الطائرات المأهولة في هذه العملية لا الطائرات من دون طيار.
وأكد مصدر في البنتاجون أن إنزال ضربة جوية بسوريا يناقش كصيغة أخرى لتطور الأحداث؛ لأن "داعش" تجاوزت الحدود السورية، وأضاف: "من الممكن إزالة الرأس، لكن من الضروري أيضا إزالة القلب.. نبحث كل الاحتمالات الموجودة".
من جهة أخرى، كشفت مصادر لـCNN أن مجموعة من المحللين والخبراء بالجيش الأمريكي يقومون بمراجعة لقائمة أهداف تابعة لتنظيم "داعش" على الأراضي العراقية، وبينت المصادر أن هذه المراجعة لا تزال جارية في الوقت الحالي، وأنها لا تعني أن هذه المراجعة تعني قرب توجيه ضربات لهذه الأهداف، باعتبار أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما لم يصدر قراراً بذلك، حتى اللحظة.
وحول الخيارات المتاحة، بَيَّنَ مسئولون عسكريون لـCNN أن توجيه ضربات جوية باستخدام طائرات بدون طيار خيار غير مفضل في الوقت الحالي؛ وذلك لطبيعة الأهداف وتحركاتها، ولفتت إلى أنه ربما يتم توجيه ضربات جوية باستخدام طائرات مأهولة، وصواريخ "توماهوك"، يمكن إطلاقها من قطع بحرية أمريكية متواجدة في الخليج.

إمكانية التدخل

أوباما والمالكي
أوباما والمالكي
بعد إعلان الرئيس الأمريكي بارك أوباما، عن إرسال 300 مستشار عسكري أمريكي إلى بغداد، وما سبق ذلك من تحرك حاملة طائرات وطراد ومدمرة الى الخليج تصاعدت التكهنات عن تحرك عسكري أمريكي وشيك ضد متشددي الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وأوضح أن إرسال الـ300 مستشار عسكري أسهم في استكمال الصورة المخابراتية الأمريكية بمعلومات توفرها طلعات يقوم بها ما يتراوح بين 30 و35 طائرة استطلاع وطائرة بلا طيار في طلعات يومية فوق العراق.
فيما رأى الخبير العسكري بروكس تيغنر، المحلل في الأسبوعية الأمريكية «جينس ديفينس» المختصة في الشئون الدفاعية، أنه لا داعي لأي حيرة في الإجابة، موضحًا «لا يمكن احتواء خطر داعش من دون مواجهته في العراق وسوريا معا.. التركيز على العراق لن يحل المشكلة؛ لأن الحدود المفتوحة تمكن داعش من استجماع قوته"، مضيفًا "لأسباب كثيرة ستختار واشنطن التحرك بشكل مخفي".
وتحدث عن خيارات عديدة، منها الضربات بالطيران الحربي أو عبر الطائرات من دون طيار، كما لفت إلى إمكانية استخدام وحدات الاستخبارات ووحدات القوات الخاصة.
وأوضح: "لقد حرّكت الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى الخليج.. واشنطن استخدمت الضربات من الجو في أفغانستان وباكستان والشرق الأوسط، وكذلك استخدموا وحدات القوات الخاصة مرارا"، قبل أن يضيف: «أنا متأكد من أن واشنطن تبقي هذا الخيار في جيبها، ولا أستبعده أبدا في سوريا، خصوصا إذا وصلت الأمور إلى قرار بأن تهديد داعش يجب أن يواجه أينما كان".
الجنرال مارتن ديمبسي
الجنرال مارتن ديمبسي
قال رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي، الجنرال مارتن ديمبسي، في كلمة له أمام الكونجرس: إن الولايات المتحدة استلمت طلباً من الحكومة العراقية لدعمها بقوة جوية، في عملياتها ضد مسلحي "داعش"، الذين يسيطرون بالفعل على عدة مناطق في شمال العراق.
وأوضح مسئولون أمريكيون أن المعلومات المخابراتية عن الهجوم الذي يشنه مسلحون متشددون في العراق أصبحت أكثر توفرًا، لكن استكمال الصورة التفصيلية عن هذا الخطر يحتاج أسابيع، وأن أي ضربات جوية أمريكية لن تكون وشيكة.
وصرح مسئولون أمريكيون بأن عملية جمع المعلومات ستتعزز بعد فتح مكتب مشترك للعمليات العراقية الأمريكية في بغداد يعمل فيه نحو 90 فردا عسكريا.
وقال المسئولون: إن جمع صورة تفصيلية عن حجم قوات تنظيم "داعش" المنتشرة على الأرض ونواياها ومخزوناتها من الأسلحة سيستغرق وقتا، وقال مسئول آخر طلب أيضا عدم الكشف عن هويته: إن الطبيعة المجتزئة للمعلومات المخابراتية المتوفرة الآن عن أنشطة داعش لا تستبعد بالضرورة توجيه ضربات جوية أمريكية محدودة إذا تم تحديد أهداف بعينها.
وأحجم الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن الاستجابة لطلب عراقي، بتوجيه ضربات جوية لمسلحي داعش، وقال أوباما: إن التركيز في هذه المرحلة هو الضغط على القيادة الشيعية في بغداد، حتى تشكل حكومة جديدة تضم الأطراف السنية والكردية لتشكيل جبهة متحدة في مواجهة داعش.
وأوضح أعضاء الكونجرس أنهم لن يؤيدوا أي تحرك إلا إذا شهدوا مؤشرات ملموسة، على أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يتحرك في اتجاه تشكيل حكومة متعددة الأطياف.

المشهد الآن

قوات داعش
قوات "داعش"
يقود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هجومًا في شمال العراق بعد الاستيلاء على مدينة الموصل الكبيرة الأيام الماضية، مع عدم فعالية للقوات العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة بالسلاح.
واقتراب قوات "داعش" من العاصمة بغداد قد يُسرع من مشاركة قوات عسكرية أمريكية لمواجهة "داعش"، وهو ما يعتبر عودة إلى المستنقع العراقي والدخول في حرب عصابات تزيد من السقوط الأمريكي بالمنطقة.

شارك